تقول كاريشما ليكراز:”اعتدت خلال استحمامي أن أفرك بشرتي في محاولة للتخلص من لونها الداكن”.
وقد بدأت كاريشما في استخدام منتجات تبييض البشرة منذ أن بلغت من العمر 13 عاما بعد أن قيل لها أنها ستكون “أجمل” إذا كانت بشرتها فاتحة.
وقالت كاريشما، البالغة من العمر 27 عاما، لراديو 1 نيوز بيت إنه “قيل لي إن ملامحي جميلة، لكن لسوء الحظ أن بشرتي داكنة للغاية”.
عرفها والداها على منتجات تفتيح البشرة، فقد أرادا أن تكون بشرتها فاتحة.
وتقول كاريشما: “إن ذلك متأصل في ثقافتنا لدرجة أنه لمجرد أن بشرتك أفتح، فأنت أجمل بكثير”. إنها “ثقافة” جنوب آسيا التي تشير إليها كاريشما حيث تعتبر البشرة الفاتحة أفضل.
ولكن في الأسابيع الأخيرة واستجابة للنقاشات التي تجري منذ مصرع جورج فلويد، قالت شركة يونيليفر Unilver إنها ستسقط كلمة fair ” فاتح” من كريم تفتيح البشرة في الهند وتغيرها إلى “لامع” Glow، لتصبح العلامة التجارية Glow and Lovely. كما تمت إزالة مرشح لون البشرة من موقع الزواج الآسيوي Shaadi.com.
“لا تتواجد تحت الشمس لفترة طويلة”
مثل كاريشما، قالت سابرينا مانكو إنها كانت داكنة للغاية بمعايير عائلتها. وتقول: “عندما كنت فتاة صغيرة قيل لي ألا أمكثتحت الشمس فترة طويلة حتى لا يصبح لوني أسمرا ضاربا للصفرة”.
وتضيف سابرينا، البالغة من العمر 23 عاما، قائلة إنهم كانوا يقولون ذلك باللغة البنجابية بطريقة فظة مما يجعل ذلك “أكثر إيلاما”.
كانت سابرينا في العاشرة من عمرها عندما تم تعريفها لأول مرة على كريم تفتيح البشرة الذي استخدمته لمدة ثماني سنوات. وليس فقط تعليقات أفراد العائلة هي التي يمكن أن تجعل الناس يرغبون في بشرة أفتح.
بالنسبة إلى أنوشا، التي لم ترغب في ذكر اسمها بالكامل، كانت سنوات مراهقتها في المدرسة هي التي خلقت لديها أفكاراً “سلبية حقا” حول لون بشرتها.
وتقول: “وجدت نفسي أقوم بمقارنات غير صحية مع الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة فيما يتعلق بمظهري”.
وتضيف قائلة: “كنت أقول لنفسي إن الفتيات الأكثر شعبية سيحصلن على معاملة مختلفة دون سبب سوى أنهن صاحبات بشرة أفتح”. وبلغ الأمر بكاريشما أن توقفت عن التقاط الصور مع صديقاتها عندما كانت مراهقة.
وتقول: “لم أرد أن أظهر في الصور باعتباري صاحبة البشرة الداكنة”.
ابتكار دواء يسمّر لون البشرة مع إمكانية الوقاية من سرطان الجلد
متباريات يشبهن بعضهن البعض في مسابقة ملكة جمال الهند
التحيز على أساس اللون
اللونية هو تحيز أو تمييز ضد الأفراد ذوي البشرة الداكنة ضمن نفس المجموعة العرقية.
تقول الدكتورة ريتومبرا مانوفي التي تدرس قانون حقوق الإنسان وبحثت في التمييز في جنوب آسيا: إن الاستعمار كان له تأثير واضح مع الكثير من الغزوات “التي قام بها أناس اصحاب بشرة فاتحة مثل البريطانيين”.
“هذا يرسخ فكرة أنه إذا كنت أفتح لونا فأنت متفوق بطريقة أو أخرى”.
عزز النظام الطبقي السائد في المنطقة فكرة أنه كلما كانت بشرتك افتح كان موقعك أفضل في المجتمع.
“أفراد الطبقة العليا أو أعضاء قمة هرم السلطة هم أفتح لوناً في الغالب. والشرط الاساسي لاختيار الزوجة هو أن تكون ذات بشرة فاتحة”.
تضيف الدكتورة مانوفي أن منتجات تفتيح البشرة وتعزيزها في الثقافة الشعبية “رسخ مفهوم اللون الفاتح” في العصر الحديث.
وتقول: “لو نظرت إلى افراد المؤسسات في الأيام السابقة، مثل أولئك الذين كانوا يناضلون من أجل الحري، فإن اللون لم يكن في الحقيقة مشكلة”.
“اتبعت المشاهير”
وتشير سابرينا إلى بوليوود، مركز صناعة السينما الهندية، باعتبارها صاحبة تأثير رئيسي على قرارها باستخدام منتجات تبييض البشرة. وتقول: “لقد نظرت للمشاهير وسرت على خطاهم وأيدت كل ما أيدوه”.
وقد تعرض نجوم بوليوود لانتقادات لإعلانهم عن المنتجات التي تروج لمنتجات تفتيح البشرة.
وتضيف سابرينا قائلة: “إن ذلك يجعلك تشعر بأن لون بشرتك أغمق واستخدام المنتج سيحدث فرقا لأن المشاهير يقولون لك ذلك”.
وشملت بعض الإعلانات الرجال الذين ينجذبون إلى النساء اللواتي أصبحت بشرتهن أفتح بعد استخدام منتج تبييض البشرة، بعد أن تم تجاهلهن في البداية عندما كن ببشرة داكنة.
ولا يقتصر الأمر على الإعلانات. وتضيف سابرينا: “لاحظت في الأفلام أن صاحبة البشرة الفاتحة تبدو مثالية وجميلة. أردت فقط أن أبدو أكثر شبها بأولئك الذين أراهم على شاشة التلفزيون”.
“ما زلت أستخدم منتجات تفتيح البشرة”
ولم تعد كاريشما وسابرينا تستخدمان منتجات تفتيح البشرة ليس بسبب تأثيرها على بشرتيهما فقط، ولكن أيضا بسبب زيادة الثقة في لون بشرتيهما. أما أنوشا فلا زالت تستخدم هذه المنتجات.
فقد اجبرها الضغط العائلي والمجتمعي حول لون البشرة في البداية على استخدام منتجات تفتيح البشرة، ولكن الأمر مختلف الآن.
وتقول: “ليس كل شخص يشتري منتج تفتيح البشرة يريد تبييض بشرته بشكل دائم، وبالنسبة لي فإنه يعطي بشرتي مظهرا أكثر حيوية إذا كان يبدو باهتا حقا”. وتستخدم أنوشا حاليا أقنعة لتفتيح بشرتها.
وتعترف أنوشا بأنها لو لم تستخدم منتجات تفتيح البشرة في سن مبكرة، لما كانت استخدمتها الآن.
وتقول: “أعتقد أن استخدام أي منتج من منتجات التبييض عندما تكون كبيرا في السن يمكن وضعه في إطار الضغط الأسري أو المجتمعي بالتأكيد”.
وتقول أنوشا إنها تفكر جيدا فيما تشتريه، وما إذا كان ذلك مناسبا لبشرتها.
“لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه”
وتقول كاريشما إن المناقشات حول ألوان البشرة واستخدام المنتجات قد تحسنت في السنوات الأخيرة.
وتضيف قائلة: “لقد تحدثت حتى مع أفراد الأسرة حول هذا الأمر بشكل صريح وواضح”.
وفي حين أن تغيير أسماء منتجات العناية بالبشرة كما فعلت يونيليفر Unilever ولوريال L’Oreal قد يبدو خطوة إلى الأمام، إلا أنها غير كافية بالنسبة لسابرينا.
وتقول:”أعتقد شخصيا أن تغيير اسم المنتج لا يلغي المنتج، لأننا نعلم أنه موجود. لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه”.
وتضيف كاريشما: “إذا استطعت العودة للماضي سأطلب من نفسي الصغيرة التوقف على الفور ولا أفكر في استخدام كريمات من هذا القبيل، أود أن أقول لها أن ترى الجمال في لون بشرتها، فتغيير لون البشرة لا يحدد مدى جمال الشخص”.