إنه طريق طويل من ليبيا إلى السويد، لكن هذه هي الرحلة التي قطعها نجم البوب الصاعد بهجت الترجمان الذي يقول: “لقد تحولت من صبي متوسطي يعيش في درجات حرارة دافئة، إلى الحياة في 30 درجة مئوية تحت الصفر”.
بالنسبة لبهجت تعتبر السويد “بلاد العجائب”.
ويقول إنه طالما كان من أشد المعجبين بالبوب السويدي.
ولكن من هو بهجت الترجمان؟ وكيف حدثت وقائع هذه الرحلة؟
ولد بهجت الترجمان في 25 يونيو/حزيران عام 1995 في العاصمة الليبية طرابلس وفيها عاش طفولته وصباه.
وقبل ما يقرب من عقد من الزمان، أُجبرت أُسرة بهجت على الفرار من ليبيا عندما اندلعت الحرب، وانتقلت إلى منزل جديد في مالطا.
لقد كان وضعا صعبا، ولكن إصرار بهجت وحماسته الشديدة جعلته يتطور إلى فنان مستقل، وأصبح لديه في العام الماضي بعض الأغاني التي كانت بين الأكثر انتشارا في العالم العربي، بل وكتب بعضها مثل أغنيتيه اسطنبول ،وهل تتذكريني؟
ويقول بهجت: ” بسبب الظروف المحيطة بي، حيث اعتقد الكثيرون أنه من المستحيل أن احقق أي شيء، ولكن كانت لدي رؤية ثاقبة جدا، وما زلت أرى المستقبل بشكل واضح للغاية”.
وقد أصدر بهجت أول أغنية له “قف شامخا” في مالطا في عام 2015، تلتها “تحدثي إلي” التي حققت نجاحا كبيرا وحصدت مشاهدات كثيفة على يوتيوب.
وكان انتقاله إلى السويد بفضل الساعات التي قضاها على فيسبوك. ويقول: ” قضيت الكثير من الوقت في غرفة نومي في الكتابة والتسجيل، لكنني قضيت أيضا الكثير من الوقت في إضافة الكثير من المنتجين الموسقيين السويديين بشكل عشوائي على فيسبوك، وكان من بينهم ماكس مارتن، وهو المنتج السويدي الشهير الذي عمل مع نجوم مثل بريتني سبيرز وتايلور سويفت”.
الانتقال إلى السويد
وفي عام 2017 انتقل بهجت الترجمان إلى السويد.
ويوضح قائلا: “التقيت ماكس مارتن، الشخص الذي خلق الأجواء الموسيقية التي عشتها في طفولتي ومراهقتي، وكان رجلا متواضعا، وقدم لي نصيحة رائعة، وبعد قضاء الكثير من الوقت في أكاديمية الموسيقى في شمالي البلاد، شعرت أن السويد هي المكان الذي أريد أن أطور مسيرتي المهنية فيه”.
وتابع قائلا: “بعد ذلك كانت خطتي الانتقال بشكل دائم إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، وهي الخطة التي عُلقت مؤقتا بسبب فيروس كورونا”.
- فيروس كورونا: نجوم غناء بريطانيون يقفون على عتبات منازلهم للمشاركة بمشروع جديد
- رحيل أيقونة موسيقى البوب الفرنسية “فرانس غال” بعد صراع مع المرض
- مادونا الأعلى دخلاً بين مغني موسيقى البوب
ويقول عن نفسه: “أنا طموح حقا كشخص، وأعتقد أنه إذا كان لديك حلم، وإذا كانت لديك قصة ترويها، وإذا كنت تريد أن تفعل الخير في هذا العالم، فهناك( متسع )للجميع”.
ولكن بالتأكيد لم ينس شاب يعتبر نفسه “مواطنا عالميا” ويغني باللغتين العربية والإنجليزية، وطنه ليبيا.
ويقول بهجت في هذا الصدد: ” أعتقد أن الخروج من ليبيا، والنظر إليها عن بُعد جعلني أدرك مدى ثراء وعمق ثقافة بلادنا وإمكاناتها”.