GETTY IMAGESخريطة قديمة للإمبراطورية البريطانية
خلصت مجموعة من الأكاديميين إلى أنّ المعلومات عن تاريخ بريطانيا في المنهج الذي يدرسه المتقدمون للحصول على جنسية المملكة المتحدة “كاذبة بشكل واضح”.
وفي رسالة مفتوحة نُشرت بمجلة أكاديمية، اتهمت مجموعة المؤرخين والمؤلفين المنهج الحكومي بتضليل المتقدمين للحصول على الجنسية في ما يتعلق بعدة جوانب في التاريخ البريطاني.
وزعمت المجموعة أن المنهج يقلل من شأن دور المملكة المتحدة في تجارة الرقيق الدولية، وأنه يصف نهاية الإمبراطورية البريطانية بأنها كانت “سلمية في الغالب” بينما لم تكن كذلك.
وتدعو الرسالة إلى إعادة كتابة فصل التاريخ بالكُتيّب الذي يحتوي على المنهج بشكل عاجل.
وقالت وزارة الداخلية إنها ستبحث أي تقييم للمنهج، وأنها تُبقي الكتيب قيد المراجعة باستمرار.
ما هو اختبار “الحياة في المملكة المتحدة”؟
يُجرى الاختبار للأجانب الذين يرغبون في أن يصبحوا مواطنين بريطانيين.
وتقول وزارة الداخلية إنه “يركز على القيم والمبادئ الأساسية لأن يكون الشخص بريطانياً”.
ويتناول موضوعات مثل الثقافة والموسيقى والرياضة البريطانية.
عقلية الإمبراطورية
GETTY IMAGESتزعم الرسالة أن المنهج بتجاهل النزاعات العنيفة من أجل الاستقلال، مثل انتفاضة ماو ماو في كينيا
تُركز الرسالة المفتوحة أقسى انتقاداتها على الفصول التي تتناول العبودية والإمبراطورية البريطانية.
وتنتقد بشكل خاص ما ورد في المنهج من أنه “في حين أنّ الرق كان غير قانوني داخل بريطانيا نفسها، إلا أنه بحلول القرن الثامن عشر، أصبح ممارسة منتشرة في الخارج”.
وقالت مجموعة الأكاديميين “في حقيقة الأمر، مسألة ما إذا كانت العبودية قانونية أو غير قانونية في بريطانيا كانت موضع جدل في القرن الثامن عشر، وكان كثيرون محتجزين كعبيد”.
وتشكك الرسالة كذلك في فقرة بالمنهج تقول إنه “في أغلب الأحيان، كان هناك انتقال منظم من الإمبراطورية إلى الكومنولث، حيث مُنحت الدول استقلالها”.
ويقول الأكاديميون إن “إنهاء الاستعمار لم يكن “منظما”، وإنما كان عملية عنيفة في أغلب الأحيان”.
كما يقولون إن الأشخاص الذين قدموا إسهامات قيّمة للثقافة البريطانية، ممن كانوا ينتمون لدول الإمبراطورية، تم تجاهلهم في المنهج على حساب شخصيات من ذوي البشرة البيضاء، مثل الشاعر روديارد كبلينغ.
“الفرد الوحيد المذكور في الكتاب من الحقبة الاستعمارية هو شيخ دين محمد الذي شارك في تأسيس أول مطعم لوجبات الكاري في إنجلترا في 1810″، بحسب الأكاديميين.
“قيد المراجعة”
وقّع على الرسالة 181 شخصاً، بينهم أكاديميون من العديد من الجامعات المرموقة في المملكة المتحدة.
ويقولون إن الكتيب في شكله الحالي يعرض “رؤية مُحرّفة” لماضي بريطانيا.
وقالوا في نهاية الرسالة إن “الهدف من الكتيب الرسمي هو تعزيز التسامح والإنصاف وتسهيل الاندماج”.
“في نسختها الحالية، تفعل صفحات التاريخ (في الكتيب) العكس”.
وأرسلت وزارة الداخلية لبي بي سي البيان التالي:
“نظراً لاتساع التاريخ البريطاني، يوفر دليل (الحياة في المملكة المتحدة) نقطة انطلاق لاستكشاف ماضينا ومساعدة أولئك الذين يسعون للعيش بشكل دائم في المملكة المتحدة على اكتساب فهم أساسي لمجتمعنا وثقافتنا ومراجعنا التاريخية التي يمكن أن يصادفوها في المحادثات اليومية”.
“لقد نشرنا عدة إصدارات من الكتيب منذ طرحه لأول مرة، وسنواصل إبقاء محتوياته قيد المراجعة، وبحث أي تقييم يصلنا”.