تقول إيران إن “حادثاً” وقع في إحدى منشآتها النووية.
ولم يفصح بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عن تفاصيل ما حدث في محطة ناتانز لتخصيب اليورانيوم.
لكنه قال إن الحادث وقع في مبنى قيد الإنشاء، وإنه لم تكن هناك خسائر في الأرواح أو مخاوف بشأن حدوث تلوث إشعاعي.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن حاكم مدينة ناتانز، رمضان علي فردوسي، وصفه للحادث بعد ذلك بأنه كان حريقاً.
وقال فردوسي إن فرق الإطفاء والإنقاذ انتشروا في الموقع، الذي يبعد قرابة 250 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة طهران.
وفي وقت لاحق، نشرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية صورة تظهر حسب زعمها المبنى الذي وقع فيه الحادث. وكان السقف قد تضرر وأحد الجدران تفحم بتأثير الحريق.
من جانبها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب التزام إيران بالاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى الدولية، إنها على علم بالتقارير حول حادث ناتانز وإنها لا تتوقع حالياً أي تأثير له على أنشطة المفاعل.
وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على تقليص أنشطتها النووية والسماح بدخول مفتشين دوليين في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الخانقة.
يأتي الحادث في ناتانز بعد ستة أيام من وقوع انفجار بالقرب من موقع عسكري حساس شرقي طهران، قالت إيران إنه نجم عن ” تسرب في خزانات الوقود”.
ويعد مجمع بارشين العسكري، المكان الذي تشك القوى الغربية بأن إيران أجرت فيه اختبارات تتعلق بتفجيرات لرؤوس حربية نووية قبل أكثر من عقد من الزمان. لكن إيران نفت سعيها لتطوير أسلحة نووية.
ويعتبر ناتانز أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران. فهو يضم ثلاثة مبان كبيرة تحت الأرض قادرة على استيعاب عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي. ويتم تغذية هذه الأجهزة بغاز سادس فلوريد اليورانيوم من أجل فصل أشد النظائر الانشطارية والمعروف باسم يو-235.
وفي الاتفاق النووي لعام 2015 وافقت إيران على أن تحصر انتاجها على اليورانيوم المنخفض التخصيب، الذي يحتوي على النظير المشع يو- 235 بنسبة تركيز تتراوح بين 3-4 في المئة والذي يمكن استخدامه في انتاج الوقود اللازم لمحطات توليد الطاقة النووية. أما اليورانيوم المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية فهو مخصب بنسبة 90 في المئة أو أكثر.
AFPأجهزة الطرد المركزي المتطورة التي ركبتها إيران في ناتانز نوفمبر الماضي
ووافقت إيران أيضاً على تركيب ما لا يزيد عن 5,060 جهازاً من أجهزة الطرد المركزي القديمة والأقل فاعلية في ناتانز حتى العام 2026، وأن لا تقوم بأي عملية تخصيب في منشأتها الأخرى الواقعة تحت الأرض” فوردو” حتى العام 2031.
وفي العام الماضي، بدأت إيران بالتراجع عن هذه الالتزامات رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالتخلي عن الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات عليها.
وفي نوفمبر الماضي، قالت إيران إنها ضاعفت عدد أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي يجري تشغيلها في ناتانز وبدأت بحقن غاز سادس فلوريد اليورانيوم في أجهزة الطرد الموجودة في منشأة “فوردو”.