تخلت أستراليا عن إنتاج لقاح واعد ضد فيروس كورونا بعدما ظهرت على بعض المشاركين في الاختبارات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز لكن اتضح لاحقا أن هذه النتائج غير صحيحة..
وكانت أستراليا قد وافقت على شراء 51 مليون جرعة من اللقاح الذي كانت شركة أسترالية تدعى CSL وجامعة كوينزلاند تطوره.
وقالت الحكومة الأسترالية إن الطلبات على لقاحات أخرى ستعوض النقص الحاصل.
وشددت الشركة الأسترالية وجامعة كوينزلاند على أن النتائج الإيجابية التي حصلت عليها كانت خاطئة – الأمر الذي يعني أن صحة المشاركين في الاختبارات ليست في خطر.
وقالت الحكومة الأسترالية إنها أبرمت الآن اتفاقا يسمح لها بشراء لقاح نوفافاكس كما أنها زادت من طلبها الحالي لاقتناء لقاح أكسفورد/أسترا زينيكا.
وكانت المملكة المتحدة أول بلد يدشن استخدام لقاح فايزر هذا الأسبوع.
ما الذي حدث مع لقاح شركة CSL وجامعة كوينزلاند؟
خضع اللقاح للمرحلة الأولى من الاختبارات، وأثبت أنه فعال في توليد المضادات الحيوية.
لكنه أنتج أيضا لدى بعض المتطوعين مضادات حيوية متعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية – الأمر الذي يعني أن الفيروس أظهر إصابة إيجابية عند هؤلاء الأشخاص .
بيد أن إجراء مزيد من الاختبارات أظهر أن المتطوعين لم يُصابوا بفيروس نقص المناعة البشرية.
وقالت شركة CSL وجامعة كوينزلاند إن علاج هذا الخلل سيستغرق سنة تقريبا، الأمر الذي تطلب إلغاء الاختبارات.
وقال بريندان مورفي، الأمين العام لوزارة الصحة الأسترالية: “من المرجح أن يكون اللقاح ناجحا. لكننا علمنا وبثقة أننا لم نرغب في حدوث مشاكل”.
وأضاف قائلا: “هذه الاختبارات التي أظهرت إصابةلدى بعض المتطوعين بشكل خاطئ ربما أحدثت بعض التشوش والنقص في الثقة”.
ووصف بول مورفي، وهو رئيس مشارك في إنتاج اللقاح، قرار الإلغاء بأنه “مدمر” بعد 11 شهرا على “الجهود الحثيثة لإنجاح هذا المشروع”.
وقال “في الوقت الذي يواجه اتخاذ مثل هذا القرار صعوبات، فإن هناك حاجة ملحة لكي يكون صنع لقاح أولوية بالنسبة إلى كل شخص”.
وأشاد خبراء طبيون آخرون أيضا بالقرار “الواقعي” بالتخلي عن لقاح جامعة كوينزلاند، قائلين إنه يعكس حقيقة تطور اللقاح.
وقال سانجايا سيناناياكي، خبير الأمراض المعدية في الجامعة الوطنية الأسترالية “أستراليان ناشنال يونيفرسيتي” إنه “بصفة عامة، نحو 90 في المئة من اللقاحات لا تصل على الإطلاق إلى السوق”.
وأضاف قائلا: “بصفتنا مجتمعا عالميا واحدا، أصبحنا غير قادرين على التعامل بسرعة ونجاح غير مسبوقين مع تطوير لقاحات كوفيد-19 الجارية”.
ماذا يعني ذلك لأستراليا؟
استبعدت أستراليا تماما انتشار الفيروس في المجتمع، بعدما نجحت في احتواء الوباء خلال الشهور الأخيرة.
وقال البروفيسور مورفي إن الأمة في “وضع رائع” في الوقت الراهن، لكن سيكون ثمة “تغطية كاملة للسكان” بفضل لقاحين في عام 2021.
وأضاف قائلا يوم الجمعة: “لا نحتاج إلى موافقة طارئة – نحن في وضع جيد لأننا نجحنا في السيطرة على الفيروس”.
ومضى قائلا: “ولهذا أنا واثق جدا من استراتيجية التطعيم الناجحة التي سنتبعها في السنة المقبلة”.
وقالت الحكومة إنها استعدت للتعامل مع مثل هذا الوضع وأبرمت عدة اتفاقات للحصول على اللقاح المطلوب.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، إن تركيز جهود التصنيع الأسترالية على لقاحات أخرى يعني “أننا أكثر احتمالا للانخراط في جهود التطعيم أبكر من قبل وليس في وقت لاحق”.
وقال باحثون إنه اتضح أن لقاح أكسفورد “آمن وفعال” لكنه ينتظر الحصول على موافقة الجهات التنظيمية في مختلف أنحاء العالم.
ومن المقرر السماح للأستراليين بأخذ اللقاح في أوائل عام 2021 – وأغلب الظن أنه سيكون لقاح أكسفورد- أسترا زينيكا.
ويُذكر أن عدد سكان أستراليا يصل إلى 25 مليون شخص. وسجل البلد في الأسبوع الماضي حالة واحدة من انتقال العدوى.
وبلغ عدد الوفيات في أستراليا 908 أشخاص و28 ألف إصابة إلى حد الآن خلال تفشي الوباء – وهذا أقل بكثير من البلدان الأخرى.
ولقيت جهود أستراليا إشادة بفضل استجابتها السريعة في التعامل مع الوباء من خلال إغلاق الحدود، وإجراءات الإغلاق العام للبلد وجهود تعقب الوباء المكثفة.
بيد أن الحكومة حُمِّلت بعض أوجه الفشل بسبب حدوث وفيات.
ونجحت ولاية فيكتوريا في هزيمة أسوأ حالات تفشي الوباء في البلد في أعقاب أربعة أشهر من الإغلاق الشديد في عاصمة الولاية، ميلبورن.
هذا الخبر لقاح فيروس كورونا: أستراليا تتخلى عن لقاحها بعد ظهور مؤشرات زائفة للإصابة بالفيروس المسبب للإيدز ظهر أولاً في Cedar News.