لاك بعومر: الحزن يعم إسرائيل وتحديد هوية 32 من ضحايا حادث التدافع

حادث لاك بعومر في إسرائيل

Reuters
إسرائيل صرحت بدفن بعض القتلى بعد التعرف على هوياتهم ومازال البحث جار عن هوية آخرين

أعلنت السلطات الإسرائيلية تحديد هوية 32 قتيلا سقطوا أثناء الاحتفال بعيد لاك بعومر الذي يقام سنويا عند سفح جبل الجرمق، الخميس الماضي.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن 45 قتيلا و150 جريحا سقطوا في حادث التدافع أثناء الاحتفال، واختنق الكثير منهم بعد أن علقوا في ممر مزدحم.

وتوقفت عمليات البحث عن هوية القتلى لمدة 24 ساعة، ابتداء من منتصف ليل الجمعة وطوال يوم السبت، يوم الأجازة اليهودية.

ويُستأنف العمل بعد غروب شمس يوم السبت، لتحديد هوية بقية القتلى.

وأصدرت السلطات قرارا بتسليم 22 جثة لدفنها.

ويعتقد أن غالبية القتلى من الرجال والصبيان وينتمون إلى طائفة اليهود الأرثوذكس، حيث وقع التدافع في القسم المخصص للرجال أثناء الاحتفالات، التي يتم فيها فصل الرجال عن النساء.

ويحمل بعض الضحايا جنسيات غير إسرائيلية، بينها الجنسية الأمريكية، وجاء هؤلاء إلى إسرائيل للاحتفال بالعيد في الموقع المقدس عند اليهود.

حادث لاك بعومر في إسرائيل

AFP
الخبراء طلبوا وقتا لتحديد هوية بعض القتلى واختبارات الحمض النووي والبصمات والأسنان

وأعلن موقع إخباري يهودي عن وفاة مواطن بريطاني أيضا في الحادث يدعى موشيه بيرغمان، 24 عاما.

وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن عملية تحديد هوية القتلى قد تتطلب إجراء فحص الحمض النووي (دي إن ايه) وأخذ بصمات الأصابع وإجراء فحص للأسنان.

وقال شين كوغل، مدير المركز الوطني للطب الشرعي: “نعمل بجد، لكن يجب أن تفهموا أن العملية معقدة وحساسة”.

وشدد على ضرورة إنجاز العمل “بمسؤولية” لتجنب وقوع أي خطأ.

مقتل العشرات في تدافع في احتفال لاك بعومر الديني في إسرائيل

ضحايا التدافع في إسرائيل “كانوا يتطايرون في الهواء”

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موقع الحادث ووعد بإجراء تحقيق يضمن عدم تكرار مثل هذه المأساة.

وقال نتنياهو إن الحادث أحد أسوأ الكوارث في تاريخ إسرائيل بعيدا عن الحروب.

وقال أحد الناجين يدعى ديفيد، لموقع يديعوت أحرنوت الإسرائيلي، إنه شعر وكأن موجة بشرية ضربته، “وكأن أجسادنا تنجرف من تلقاء نفسها. طار بعض الناس في الهواء، والبعض انسحق على الأرض”.

وكافح المسعفون للوصول إلى المصابين في الفوضى التي تلت الحادث.

وأعلن الأحد يوم حداد وطني في إسرائيل.

ماذا نعرف عن الضحايا؟

ونُقلت جثث القتلى إلى معهد غرينبيرغ للطب الشرعي في تل أبيب.

ومن المقرر أن تقام أول جنازة للحاخام إلعازار غولدبرغ، الذي كان في أواخر الثلاثينيات من عمره.

حادث لاك بعومر في إسرائيل

Reuters
جنسيات متعددة حضرت الاحتفال في إسرائيل من بينهم أمريكان وبريطانيين

ومن بين أصغر الضحايا، الأخوان موشيه ناتان إنغلندر، 14 عاما، ويهوشوا إنغلندر، 9 أعوام ، من القدس.

وأكد عضو الكونغرس الأمريكي موندير جونز، في تغريدة على تويتر أن اثنين على الأقل من القتلى مواطنان أمريكيان من نيويورك.

وأشعل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، 45 شمعة بعد ظهر الجمعة تكريما للقتلى، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.

وقال ريفلين “هذا هو الوقت المناسب لمساندة العائلات ومساعدتهم في العثور على أحبائهم المفقودين”، “هذا يوم صعب ومؤلم. هذه المأساة مفجعة”.

كيف وقعت الكارثة؟

يحتوي الموقع على العديد من ساحات التجمع الكبيرة مع منصات وأماكن للوقوف في الهواء الطلق، وجميعها متصلة بشبكة ممرات.

وبدأت الكارثة بالتدافع في أحد الممرات وتجمع حشد كبير في حوالي الساعة الواحدة صباحا، بحسب شهود عيان.

وقال بعض الشهود إن الحادث بدأ عندما أغلقت الشرطة الممر الذي قيل إن عرضه 3 أمتار فقط.

وأكدت مصادر في الشرطة لصحيفة هآرتس أن بعض الناس انزلقوا على المدرجات الموجودة، مما تسبب في سقوط عشرات آخرين فوق بعضهم. وهذا لم يتم تأكيده رسميا.

وقال أحد المصابين من المستشفى إن صفا من الناس في مقدمة الحشد المتصاعد قد انهار ببساطة.

بنيامين نتنياهو

Reuters
نتنياهو زار موقع الحادث وقال إنه أسوأ كارثة تحدث بعيدا عن الحرب

ونقلت وكالة رويترز عن الرجل الذي لم يذكر اسمه قوله “تشكل هرم من البشر واحدا فوق الآخر.” وأضاف “كان الناس يتراكمون الواحد فوق الآخر. كنت في الصف الثاني. رأيت الناس يموتون أمام عيني في الصف الأول”.

وقال دوف مايسل، مدير العمليات في منظمة خدمات الطوارئ المتطوعة United Hatzalah ، لبي بي سي إنه لم يشهد مثل هذا الموقف في حياته المهنية طوال 30 عاما.

وأضاف: ” المكان كان مكتظًا جدا بالناس.. وكنا نعمل على إنعاش 20 شخصا في وقت واحد، ولم نكن قادرين على إخلاء الجميع”.

وذكر شهود عيان أن حاجزا للشرطة منع الناس من مغادرة المنطقة المزدحمة.

وأصدرت هيئة الرقابة الحكومية الإسرائيلية، مكتب مراقب الدولة، تحذيرات في عامي 2008 و2011 من مخاطر وقوع كارثة.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن المكتب قوله إن الطرق والممرات “الضيقة وغير المناسبة لاستيعاب مئات الآلاف من الأشخاص الذين يزورون الموقع”، تشكل خطرا خاصا.

وشهد هذا العام إجراء مختلفا في الموقع بتقسيم مناطق إشعال الشعلة كإجراء احترازي لفيروس كوفيد-19، وقد يكون هذا قد خلق نقاط اختناق غير متوقعة لحركة السير على الأقدام، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.

وأغلق الآلاف من ضباط الشرطة موقع الحادث بعد التدافع قبل المساعدة في إجلاء الحاضرين.

كيف تعاملت الشرطة؟

وقالت وزارة العدل إن المحققين سينظرون في ما إذا كان هناك أي سوء تصرف من جانب الشرطة.

حادث لاك بعومر في إسرائيل

AFP
اتهامات للشرطة الإسرائيلية بالتسبب في الحادث بإغلاق الممر الذي حدث فيه التدافع

وقال قائد شرطة المنطقة شيمون لافي، للصحفيين في مكان الحادث إنه يتحمل “المسؤولية الكاملة، سواء كانت جيدة أو سلبية”، وإنه “مستعد لأي تحقيق”.

وقال في وقت لاحق لوكالة الأنباء الفرنسية إن ضباطه فعلوا كل ما في وسعهم في “ليلة مأساوية”. وقال مسؤولون آخرون في الشرطة لوسائل إعلام محلية إن رجال الشرطة انزلقوا في الممر وأن التدافع “خرج عن سيطرتهم”.

وقال مصدر في الشرطة لم يذكر اسمه لصحيفة “هآرتس” إن الحادث لم يكن من الممكن منعه ولم يتم إلقاء اللوم على الشرطة.

اتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الوزراء نتنياهو لتقديم تعازيه.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن مشاعره مع “الشعب الإسرائيلي وأولئك الذين فقدوا أحباءهم في هذه المأساة”، وقدمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل “تعازيها القلبية”.

هذا الخبر لاك بعومر: الحزن يعم إسرائيل وتحديد هوية 32 من ضحايا حادث التدافع ظهر أولاً في Cedar News.