EPA
تقول خبيرة في الأمم المتحدة إن الهجوم الأمريكي الذي أدى إلى مقتل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني يعد انتهاكا للقانون الدولي.
وكان سليماني قد قتل مع تسعة أشخاص آخرين في هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد في العراق في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ويقول التقرير الذي أعدته أغنيس كالامارد، المقررة الخاصة في الأمم المتحدة لعمليات القتل خارج القانون، إن الولايات المتحدة لم تقدم دليلاً كافياً على وجود خطر وشيك على الحياة لتبرير الهجوم.
وقد اتهمتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها ” تمنح مزايا للإرهابيين”.
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت إيران مذكرة اعتقال بحق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب و 35 شخصاً آخرين بتهم القتل والإرهاب فيما يتعلق بعملية قتل سليماني.
من هو قاسم سليماني؟
كان ينظر إلى قاسم سليماني باعتباره الشخصية الأكثر نفوذاً في إيران بعد المرشد الأعلى آية الله علي الخامنئي.
فبصفته قائداً لفيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، كان سليماني مهندس السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط.
وكان مسؤولاً عن المهام السرية لفيلق القدس وعن تقديم التوجيه والتمويل والأسلحة والمعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي للحكومات والجماعات المسلحة الحليفة، ومن بينها حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.
ووصف ترمب سليماني بأنه ” الإرهابي رقم واحد في العالم كله”.
وزعم ترمب أن فيلق القدس تحت قيادة الجنرال سليماني “استهدف وجرح وقتل المئات من المدنيين والجنود الأمريكيين” خلال 20 عاماً، وأن الجنرال نسق الهجوم الصاروخي في العراق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي والذي أودى بحياة مقاول أمريكي.
Reuters
كيف قتل سليماني؟
وصل سليماني إلى مطار بغداد الدولي على متن رحلة قادمة من سوريا في وقت مبكر من يوم الثالث من يناير/ كانون الثاني. وكان يغادر المطار بصحبة مسؤولين كبار من جماعات مقاتلة شيعية عراقية مدعومة من إيران عندما ضربت موكبهم صواريخ أطلقت من طائرة مسيّرة أمريكية.
وكان من بين الأشخاص الذين قتلوا مع سليماني أبو مهدي المهندس، نائب القائد العام لقوات الحشد الشعبي الشيعية في العراق.
وقال ترمب إنه أصدر أوامره بشن الهجوم ” للحيلولة دون وقوع حرب” بين الولايات المتحدة وإيران.
وأكد ترمب على أن ” سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة وشريرة على دبلوماسيين أمريكيين وأفراد في الجيش الأمريكي، لكننا ضبطناه متلبساً وقمنا بتصفيته”.
وبعد خمسة أيام على وقوع الهجوم، أطلقت إيران صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية.
ولم تسفر الهجمات عن مقتل جنود أمريكيين لكن أكثر من 100 جندي عانوا من إصابات في الدماغ.
ما الذي يقوله تقرير خبيرة الأمم المتحدة؟
قدمت أغنيس كالامارد النتائج التي توصلت إليها اليوم الخميس إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
ويقول تقريرها إن الولايات المتحدة لم تقدم دليلاً يثبت أن سليماني كان يخطط بشكل خاص لشن هجوم وشيك على المصالح الأمريكية، وخاصة في العراق، وأن العمل الفوري لمواجهته كان ضرورياً ومبرراً.
Reutersأدى مقتل سليماني إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران لأقصى الحدود
” كان الميجور جنرال سليماني مسؤولاً عن الاستراتيجية العسكرية لإيران وعن أفعالها في سوريا والعراق. ولكن في غياب أي تهديد وشيك على الحياة، كان المسار الذي اتخذته الولايات المتحدة غير قانوني”.
وبالتالي فإن الهجوم بطائرة مسيّرة يعد “قتلاً تعسفياً” تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، بحسب ما جاء في التقرير.
وقالت كالامارد أيضاً إن الضربات الصاروخية الانتقامية الإيرانية كانت مخالفة للقانون.
كيف ردت الولايات المتحدة؟
“يحتاج الأمر إلى نوع خاص من عدم الأمانة الفكرية من أجل إصدار تقرير يدين الولايات المتحدة لقيامها بالدفاع عن نفسها بينما يبيّض صفحة الماضي الشهير للجنرال سليماني باعتباره أحد أكثر الإرهابيين دموية في العالم”، هذا ما قالته مورغان أورتاغوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء.
وأضافت قائلة: “إن هذا التقرير المنحرف والممل يقوض حقوق الإنسان من خلال إعطائه ميزة للإرهابيين ويثبت مرة أخرى لماذا كانت أمريكا محقة في الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2018”.