Getty Imagesيرى جوناثان فريدلاند أن ترامب يركز على انتهاكات حقوق الإنسان في الصين في حالة حقق له ذلك مصالح سياسية
نشرت صحيفة الغارديان مقالا كتبه، جوناثان فريدلاند، يرى فيه أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يستغل انتهاك الصين لحقوق الإنسان فقط عندما يكون ذلك في صالحه.
يقول فريدلاند إن ترامب يفسد كل شيء يلمسه. وإذا هو دعم قضية فإنه بذلك أضرها. وإذا اتخذ موقفا معينا، فإن طبيعة أغلب الأحرار في العالم تدفعهم إلى الوقوف ضده.
وعليه فإن تشنيع ترامب على الصين إنما يخدم مصلحتها.
ويضيف أننا نعرف الآن بفضل مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، أن ترامب توسل إلى الصين من أجل أن تتلاعب بانتخابات هذا العام لصالحه، مقابل سكوت الولايات المتحدة عما وصفته منظمة العفو الدولية بأنها مراكز شينجيانغ، التي يعتقل فيها الصين مليونا من المسلمين الإيغور.
ولكن الكاتب يقول إن استغلال ترامب لانتهاك حقوق الإنسان في الصين لا يعني أن هذه الانتهاكات غير موجودة أو لا ينبغي أن تثير اهتمامنا.
فقد تفاقم قمع الأقليات في التبت وفي شينجيانغ خاصة، وقد استعصى على الصحفيين توثيق مأساة المسلمين الإيغور، ولكن الوثائق السرية التي كشفت في نوفمبر /تشرين الثاني أكدت وجود شبكة كبيرة من السجون السرية في شينجيانغ يعتقل فيها مليون شخص أغلبهم من المسلمين الإيغور.
وتحدث معتقلون سابقون في هذه السجون عن التعذيب والاغتصاب الذي يتعرض له الإيغور من أجل سلخهم عن هويتهم وثقافتهم وتراثهم.
ويرى فريدلاند أن وجود هذه السجون وهي أكبر معتقلات جماعية للأقليات العرقية والدينية منذ 1945 جريمة وعار في جبين الإنسانية، ومع ذلك فإنها لا تكاد تذكر في العالم.
ويضيف أن العالم مطالب بالتحرك إزاء ما تفعله الصين بوصفها “قوة عظمى مارقة”، ولكن ذلك صعب لأن الولايات المتحدة نفسها بيد “رئيس مارق”. فكيف التنديد بالصين عندما يكون رد ترامب على حركة الدفاع عن حقوق السود من خلال تغريدة “عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار”.
لا تمسوا حرية الصحافة
ونشرت صحيفة الاندبندنت مقالا افتتاحيا تندد فيه باعتقال أحد مراسليها في الولايات المتحدة أثناء تغطيته لاحتجاجات حركة الدفاع عن حقوق السود.
Reuters
وتقول الاندبندنت إن عملية الاعتقال مثيرة للقلق ليس لأن أندرو بنكوم صحفي كان يمارس عمله المضمون من الدستور بطريقة سلمية، وإنما لأنه يسلط الضوء على ممارسات الشرطة غير الإنسانية في مدينة أمريكية متوسطة الحجم.
وتضيف أن بنكوم تعرض لما يتعرض له الكثير من الأمريكيين وهو دليل على ثقافة سائدة وسط أجهزة الشرطة. والغريب أن محاولة منع الصحفي من تغطية الأحداث أدى إلى تغطية أكثر قوة وإيضاحا.
ومن بين هذه الجوانب التي كشفها اعتقال الصحفي هو عدم اكثراث الشرطة بسلامة وصحة المعتقلين في بلاد الحرية مثل الولايات المتحدة. فالمعتقلون يتعرضون للتعسف والتهديد، كأنهم لا يتمتعون بحقوق الإنسان، التي ينص عليها الدستور الأمريكي.
فحتى المتهمون بالإرهاب وبارونات المخدرات لهم حقوق أساسية في الدستور الأمريكي، ولكن الذين كانوا مع بنكوم في عربة الشرطة وفي زنزانات السجن المكتظة كلهم محتجون سلميون، أغلبهم سجلت عليهم مخالفات بسيطة.
ولم يكن بنكوم الوحيد الذي شعر بالخوف عندما تعرض للإهانة والتحقير والسخرية عندما احتج على اعتقاله. وتعرض أشخاص لإطلاق نار وقتل آخرون في المنطقة التي كان فيها أندرو. ولكن اعتقال صحفي فيه تجاوز من قبل الشرطة. وهو مؤشر على مشكلة أكبر.
فعندما تزج بعدد كبير من الناس في غرفة دون حمام في زمن وباء كوفيد 19 مثلما حدث بنكوم، فإن هذا السلوك يوحي بعدم الاكتراث بحياة بعض الناس.