Reutersتشهد ولاية البنغال الغربية ارتفاعا في حالات الإصابة بكوفيد – 19
في رسالة فيديو مسجلة مطلع مايو/أيار الماضي، حث اقتصادي حائز على جائزة نوبل ملايين الأشخاص الذين يعيشون في قرى الهند، على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
ويقول أبهيجيت بانرجي، الفائز بجائزة نوبل العام الماضي، بلهجة هادئة “ابتعدوا عن التجمعات، حافظوا على التباعد الاجتماعي لدى لقاء الناس. لا تبصقوا في الأماكن العامة. اذا كنتم تعانون من السعال والعطاس، استخدموا أكواعكم أو قطعة قماش أو منشفة”.
وبانرجي هو استاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
“إذا كنت تعاني من السعال والحمى، فهذا لا يعني أنك مصاب بالعدوى. لكن أبلغ عوارضك للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية. سنربح المعركة ولكنها ستستغرق بعض الوقت”.
وسجل البروفيسور بانرجي، وهو شخصية عامة تحظى باحترام في ولايته غرب البنغال، ثماني رسائل فيديو للصحة العامة لمدة 2.5 دقيقة باللغة البنغالية، من منزله في ماساتشوستس.
يعيش أكثر من ثلثي سكان غرب البنغال البالغ عددهم 91 مليون نسمة في القرى. باستخدام خدمات مزود رئيسي للاتصالات، أرسل بانرجي وفريق من الباحثين من الولايات المتحدة والهند رسائل نصية مرتبطة بمقاطع الفيديو إلى 25 مليون شخص في الولاية في أوائل مايو/أيار.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتلقى فيها الهنود رسائل الصحة العامة بشأن الوباء. وبحلول نهاية مارس/ آذار، كانت الإشارات التلفزيونية والإذاعية والعامة تنشر المعلومات، وتم استبدال نغمات المتصل للهواتف المحمولة برسائل الصحة العامة.
وكان المشاهير يتحدثون عن المرض على شبكات الأخبار. تلقى الناس وشاركوا عبر خدمات الرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي ما كان في كثير من الأحيان أقل من المعلومات الحقيقية حول المرض.
ولكن الرسائل التي أرسلها البروفيسور بانرجي وزملاؤه كانت جزءا من تجربة عشوائية مخطط لها، قادها مع باحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد وجامعة ستانفورد.
وقسمت التجربة الناس إلى مجموعتين تم اختيارهما عشوائيا، إحداهما تتلقى الرسالة التي كان الباحثون يختبرونها، والأخرى تتلقى الرسائل الحكومية النموذجية بشأن الوباء.
Getty Imagesفاز أبهيجيت بانرجي بجائزة نوبل في عام 2019
وهدفت الدراسة إلى اختبار دور هذه الرسائل في إحداث تغييرات سلوكية بين المتلقين أثناء الإغلاق لمنع انتشار كوفيد – 19. هل سيطيعون أوامر البقاء في المنزل؟ هل سيلتزمون التباعد الاجتماعي أثناء التفاعلات؟ كم مرة يغسلون أيديهم عند العودة إلى المنزل أو يرتدون أقنعة عند المغادرة؟
وما وجده الباحثون، قدّم نظرة ثاقبة حول قيود الرسائل الرسمية ووعد الرسائل القوية من قبل شخصية عامة محترمة، في بلد سجّل أكثر من 900 ألف حالة إصابة، وهي ثالث أعلى نسبة إصابة في العالم.
في ولاية البنغال الغربية، غادر 37٪ من أفراد المجموعة الضابطة الذين تلقوا رسائل الحكومة قراهم مرة واحدة على الأقل في يومين على الرغم من الإغلاق. أفادوا أن القرويين كانوا يغسلون أيديهم عادة حوالى 68 ٪ فقط من الوقت عند العودة إلى منازلهم.
وكتب الباحثون في الورقة التي نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية ومقره ماساتشوستس “يشير هذا إلى أن رسائل الصحة العامة للحكومة الهندية إما تم تجاهلها أو نسيتها أو أسيء فهمها أو تم نشرها بشكل غير كاف داخل المجتمع”.
فهل من الأفضل أن تكون الرسائل من شخصية معروفة أو شخصية مشهورة؟ أظهر بحث سابق باستخدام تويتر في إندونيسيا أن الرسائل من المشاهير عملت بشكل أفضل لتحقيق نتائج تلقيح أعلى. ولاحظ الباحثون أن القيمة جاءت من صوت أحد المشاهير وليس من وزارة الصحة.
كما يحدث، في هذه الحالة، يبدو أن الرسائل من قبل أكاديمي معروف محليا عملت بشكل أفضل من الرسائل الحكومية.
AFPووجدت الدراسة أن بلاغات القرويين عن أعراض للعاملين الصحيين تضاعفت
وساعدت رسائل الفيديو المنتشرة على نطاق واسع لبانرجي في مضاعفة الإبلاغ عن الأعراض الصحية للعاملين الصحيين المجتمعيين للحمى وأمراض الجهاز التنفسي، وانخفاض السفر خارج القرية، وزيادة غسل اليدين وارتداء الأقنعة.
وتثبت هذه الدراسة في رسائل الصحة العامة أن الرسائل من قبل أكاديمي معروف يمكن أن تعمل مثل نجوم بوليوود ونجوم الكريكيت في بلد مثل الهند.
يقول أبهيجيت شودري من مركز جون سي مارتن لأبحاث الكبد والابتكارات، وأحد مؤلفي الدراسة “أجرينا الكثير من المناقشات حول من سيوجه الرسالة. توصلنا إلى الأكاديمي الحائز على جائزة نوبل لأننا شعرنا أنه سيكون له تأثير لأنه كان يحظى بتقدير كبي، ولا يظهر عادة في وسائل الإعلام، وكان واضحا وعفويا في أفكاره”.
ربما يثبت هذا أيضا أنه على الرغم من الكم الهائل من المعلومات المتعلقة بكوفيد -19، إلا أن جودة الرسالة وطولها أمران مهمان. والأهم من ذلك، أن الناس بحاجة إلى دفعة – حث بسيط يمكن أن تغير السلوك وقد تساعدهم على ممارسة ضبط النفس بشكل أفضل – لإيلاء المزيد من الاهتمام لتهدئة الإقناع.