لم يتوقع أب بريطاني، اشترى لابنته (11 عاما) تطبيقا مقابل 4.99 جنيه أسترليني، أن تصله فاتورة بآلاف الجنيهات بعد شهر.
وقال ستيف كامينغ (72 عاما) إنه سمح لابنته باستخدام بطاقة الدفع الخاصة به في ما ظن أنه دُفعة واحدة فقط لشركة تحمل اسم “روبلوكس”.
لكن حين تفقد حسابه المصرفي بعد شهر، وجد أنه دفع آلاف الجنيهات.
وقالت شركة روبلوكس إنها سترد له الأموال.
وتوفر روبلوكس خدمة ألعاب إلكترونية عبر الإنترنت، يستخدمها 100 مليون شخص في أنحاء متفرقة من العالم. وتحظى ألعابها بشهرة بين الأطفال على نحو خاص. ويقوم نمط الأعمال الخاص بالشركة على تنزيل تطبيق مجاني، مع القيام بعمليات شراء أثناء اللعب.
وكتب كامينغ عن قصته لبي بي سي، وكيف أن ابنته صرفت دون قصد آلاف الجنيهات الإسترلينية أثناء اللعب في فترة الإغلاق بسبب وباء فيروس كورونا.
“قالت لي ابنتي إن جميع أصدقائها يلعبون هذه اللعبة، وإنها تريد أن تدفع 4.99 جنيه لتلعب هي أيضا، فتركتها تستعمل بطاقتي يوم 16 أبريل، ولم يخطر ببالي أي شيء آخر”.
وخلال فترة الإغلاق، قرر كامينغ اللجوء لخدمات مصرف إتش إس بي سي عبر الإنترنت لأول مرة.
“لست خبيرا بالتكنولوجيا. وبسبب فيروس كورونا، لم يكن باستطاعتي الذهاب إلى المصرف ولم أرغب في استخدام ماكينة صرف النقود، لذا قررت التسجيل في خدمة المصرف عبر الإنترنت”.
وحين فتح حسابه على الإنترنت، بعد نحو شهر من دفع المبلغ لشركة روبلوكس، تفاجئ بأنه دفع 4642 جنيها، وأنه أصبح مدينا للمصرف.
وأظهر كشف حسابه مئات من التحويلات، تتراوح قيمتها بين 0.9 جنيه 9.99 جنيه، فاعتقد أنه تعرض للاحتيال. وأدرك أنه خسر 3500 جنيه، فاتصل بالمصرف ليلغي بطاقة الدفع. وعلى الرغم من ذلك، أخذت شركة روبلوكس نحو 1000 جنيه من حسابه عبر منصة غوغل بلاي.
وقال كامينغ: “تضايقت ابنتي كثيرا عندما أخبرتها عن المبالغ التي سُحبت. كانت تعتقد أنها تلعب بأموال وهمية. كيف يسمح لهذه الشركات باصطياد القاصرين في هذه الألعاب؟”.
ويرى أن الحكومة مطالبة أيضا بالتدخل لتغيير القوانين.
“أعيش على راتب التقاعد. لكن هذا (ما دُفع لروبلوكس) مبلغ كبير بالنسبة لي، ادخرته من أجل السفر لقضاء عطلة بعد انتهاء الوباء. كنت أريد اصطحاب ابنتي في عطلة، ولكنني لا أستطيع الآن لأنني مدين”.
من يتحمل المسؤولية؟
يعترف كامينغ بأنه لم يقرأ شروط البيع عندما سمح لابنته باستعمال بطاقته المصرفية لتدفع مبلغ 4.99 جنيه.
ولكنه يقول إنه مندهش كيف يُسمح في لعبة للأطفال بدفع آلاف الجنيهات، وإجراء آلاف التحويلات المالية خلال أسابيع قليلة.
وبعد اتصال من بي بي سي، قالت الشركة إنها سترد له المبالغ المدفوعة.
وأضافت الشركة في تصريح لبي بي سي: “نعمل جاهدين على تجنب الشراء دون ترخيص، من خلال عدم تخزين معلومات المشتري، كما نتواصل مع أولياء الأمور لرد المبالغ غير المرخصة بقدر الإمكان”.
“نشجع الآباء على تفقد إعدادات خدمات الدفع عبر طرف ثالث، مثل غوغل بلاي، حيث عادة ما تتضمن خيارا يُلزم باستخدام كلمة مرور لكل عملية شراء وخيارا آخر لمنع تخزين أي معلومات في إعدادات برامج التصفح بما يتيح إعادة استخدامها”.
أما مصرف إتش إس بي سي، فقال: “نتضامن مع السيد كامينغ ونتفهم أن هذه المبالغ المدفوعة فاجأته. تلقينا شكوى بخصوص هذه المبالغ، وسننظر في الظروف المحيطة بها، وفق القوانين”.