سعاد الشمري: مداخلة الناشطة السعودية مع قناة إسرائيلية تثير تساؤلات حول “الظهور المتكرر على قنوات إسرائيلية”

“إذا كانت التفجيرات وراءها ‘ ناس حلوين ‘ مثلكم فلا توقفوها من فضلكم”. هكذا وصفت الناشطة السعودية سعاد الشمري سلسلة الحوادث والانفجارات التي شهدتها منشآت إيرانية الشهر الماضي لينطلق بعدها نقاش محتدم حول الإطلالات المتكررة لمؤثرين وصحفيين سعوديين عبر القنوات الإسرائيلية.

فقد جاءت تصريحات الشمري في مقابلة تلفزيونية مع الصحفي الإسرائيلي “روعي كيس” عبر قناة “كان” العبرية، ودعت فيها إلى “تكثيف التعاون الاقتصادي والتجاري مع تل أبيب”.

وأضافت الناشطة السعودية قائلة: “إسرائيل ليست عدوتنا، إيران مثلا عدوتنا”.

المتصهينة #سعاد_الشمري لقناة صهيونية:
= أتمنى أن يبدأ التعاون بين #السعودية وإسرائيل فورا
= إسرائيل ليست عدوا للسعودية
= الإسرائيليون “ناس حلوين” !

يجب محاسبة هذه المتصهينة.. فلا مكان للمطبعين بيننا#التطبيع_خيانة #سعوديون_ضد_التطبيع pic.twitter.com/4BFhaBFLSR

— سعوديون ضد التطبيع (@Saudis2018) July 7, 2020

مغردون: إلى أين يمضي قطار التطبيع؟

قوبلت تصريحات الشمري بانتقادات واسعة، ورافضة لدعوات التطبيع المتكررة مع إسرائيل.

فقد طالب مغردون عرب بمحاسبة الشمري على تصريحاتها وإيقاف قافلة التطبيع التي بات يقودها في الأون الأخيرة إعلاميون ونشطاء مغمورون، على حد وصفهم.

كما هرع نشطاء سعوديون إلى استخدام وسم #سعوديون_ضد_التطبيع الذي دشنته الصفحة الرسمية لمجموعة تقول إنها “مستقلة وتعمل على نشر صوت السعوديين والسعوديات الرافضين للتطبيع وكل محاولات تبريره أو التمهيد له”.

وأكد المتفاعلون مع الوسم على موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية ورفض كل محاولات التطبيع وصفوا من يهاجمون الفلسطينيين بـ”المتصهينين”.

وأشار هؤلاء إلى أن “خلاف دولتهم مع إيران لا يبرر تقارب البعض مع تل أبيب”.

#سعاد_الشمري عدوتنا مثل #إسرائيل إلى أن نأخذ حقنا منها.#السعودية#فلسطين_قضيتي

— محمود بسام | حساب جديد (@mahmoudbassam08) July 9, 2020

سعاد الشمري طلعت في لقاء سخيف تدعو للتعاون مع اسرائيل ! مو هنا موضوعي ..

بس ليش اذا احد دعى لتحسين العلاقات مع قطر ، ايران ، تركيا .. أو خالف الموقف الرسمي ينشحط للحاير .. ومع اسرائيل عادي ! مع انه فلسطين قضية السعودية الأولى حسب الموقف الرسمي 🧐

— سـ هَجَِرْ ـــارة (@Sarah74529403) July 9, 2020

مع إقتناعي التام بأن #سعاد_الشمرّي و غيرها لا يمثّلون #الشعب_السعودي الرافض للتطبيع، لكن مثار الإستغراب هو الدعوات و التوجهات التي بدأ أصحابها يعلنونها جهاراً نهاراً دون خوف من أي ردّة فعل رسمية! هل كان الوضع كذلك في السابق؟
أم هذه واجه لسياسة #مبس

— احمد خالد عبدالرحمن (@Ug5Mm6Bl0gntq5K) July 9, 2020

احتفاء وتبرير

مقابل ذلك الاستنكار والغضب، احتفت صفحة “إسرائيل بالعربي” التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية بتصريحات الناشطة السعودية.

وبدورها، أشادت القناة الإسرائيلية بالمقابلة وبالشمري، محذرة من الهجوم والانتقادات التي ستطالها بعيد اللقاء.

ما تعليقكم فيما تقوله سعاد الشمري؟ https://t.co/R74Oz4l737

— غانم الدوسري (@GhanemAlmasarir) July 8, 2020

علاوة على ذلك، دافع بعض المعلقين السعوديين عن حق سعاد الشمري في التعبير عن رأيها بكل حرية واتهموا “المؤيدين لإيران وحلفائها” بشن حملة ضد الشمري وبتضخيم الأمر للنيل من المملكة.

وأكد هؤلاء على تـأييدهم لكل خطوة من شأنها حماية مصالح بلادهم وأمنها ممن سموه بـ”الخطر الإيراني”.

شفت فيديو سعاد الشمري مع الصحافي الإسرائيلي
أنا لست بصدد الدفاع عن سعاد أو تبني موقفها
لكن فيه جزء مقطوع و منتشر أنها تؤيد قيام “الإسرائليين الحلوين” بتفجيرات في السعودية
للإنصاف هي تقصد الحوادث اللي حصلت مؤخرا في منشآت إيران النوويةhttps://t.co/y6zTCSKDkC

— umNooF (@bnouf13) July 9, 2020

طرح موضوعي متزن بعيد عن التشنج و العصبية، و هذا الطرح يثير سؤالاً في غاية الأهمّية: لو كانت مصلحة بلادك يا من تقرأ هذه التغريدة مع التطبيع، هل تقبله؟ أم ترفضه؟ https://t.co/SZvGN0J2ZC

— بو فهد (@BoFahad_Qatar) July 10, 2020

السعوديه فقط في قلبي و فلسطين ليست قضيتي. حساب كنعاني غبي

— ماجد| العود احمد (@unboxluv) July 10, 2020

زواج مصلحة أم تهديد؟

وتوقع نشطاء أن مداخلة الشمري جرت بموافقة رسمية، خاصة أنها ليست الأولى من نوعها.

ويرى نشطاء أن تصريحات الشمري وغيرها من النشطاء العرب ممن أبدوا استعداهم للتعاون مع إسرائيل كشفت “الانحدار المدوي لموقف بعض الأنظمة العربية من القضية الفلسطينية وسعيها الحثيث للتطبيع بهدف تحقيق جملة من المصالح الضيقة”، حسب تعبيرهم.

وانبرى مغردون آخرون يرصدون أوجه التطبيع الرسمي مع إسرائيل، فذكروا بما وصفوه بالتطبيع الثقافي، الذي يرون أن بعض القنوات العربية روجت له خلال شهر رمضان من خلال مسلسلات قالوا إنها تزور التاريخ وتبث ثقافة جديدة عنوانها كراهية الفلسطيني مقابل تلميع صورة الإسرائيلي”، وفق تعبيرهم.

انتا مش شايف التطبيع الثقافي اللي بدا مع إدارة ابن سلمان
مسلسلات ام هارون والمدون السعودي اللي سافر وكلم نتنياهو وفتح الأجواء السعودية أمام خطوط الطيران الاسرائيلي وحجاج اسرائيل

— Mahmoud Elharown (@elharown) July 7, 2020

وفي السياق ذاته، يحذر مغردون من تبعات تلك القرارات على الأمن العربي، قائلين إن “هرولة البعض للتطبيع مردها اعتقادهم الخاطئ بأنها ستضمن لهم الحماية الأمريكية والإسرائيلية من شعوبهم المنتفضة ضدهم بسبب سياسات القمع والفساد “.

قلتلك الموضوع لا هو ديني ولا قومي
بل أنساني
أعرف أن السياسة ماتعترف بالأنسانية بل بالمصالح وبرغم أني ماني شايفه أي مصلحة قوية تجمعنا مع اسرائيل لكن اذا انتوا شايفين هالشي بالأول اسرائيل لازم تقبل شروط التطبيع

اجراء هذا اللقاء حاليا بصرف النظر عن ماقيل فيه شي مهين ومذل وجري خلفهم

— عشتار♑عترسم🐪🇸🇦 (@333meemee) July 9, 2020

من جهة أخرى، يرى آخرون أفضلية لـ”علانية التطبيع” بدلا من “خيانة بعض الدول الأخرى التي تطبع في السر وتتاجر جهرا بالقضية الفلسطينية وثم توجه أصابع النقد للسعودية وحلفائها”، على حد قولهم.

وفي هذا الإطار، تداول البعض تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش.

الاستغلال السياسي للقضايا الكبرى عنوان السياسة الإقليمية بكل أسف، فالقضية الفلسطينية يتاجر بها من لم يُعرف بمساعدة الفلسطينيين، والديموقراطية يدعو لها من لم يعرف الانتخابات، والحمدلله اخترنا في الامارات التدرج والشفافية والوضوح.

— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) July 9, 2020

في المقابل، استبعد مغردون احتمالية “انضمام السلطات لقطار التطبيع، وفندوا ما يتردد على لسان البعض بأن الرياض تشجع مواطنيها على المشاركة في حوارات صحفية مع وسائل إعلام إسرائيلية”.

واستدلوا بما حدث مع الناشط السعودي حميد محمد غبين، المعروف بدعواته إلى التطبيع مع إسرائيل ومهاجمته للفلسطينيين.

فقد شاعت أنباء أن السلطات السعودية جردته من الجنسية بسبب نشاطه التطبيعي، فيما كشفت هيئة الأحوال المدنية أنه ليس سعوديا وحصل على وثائق الهوية بطريقة غير مشروعة.

رسميا، لا توجد علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت زيارة إعلاميين سعوديين إلى إسرائيل فيما بدا آخرون كمنظرين لفكرة التقارب مع إسرائيل.

#سعاد_الشمري لم تأتي بجديد ، ولم تتعدى الخطوط الحمراء ، هي أستمعت لرئيس هيئة العلماء الشيخ العيسى، بأن اليهود إخوانهم ، وأحبت أن تتقرب إليهم بشكل مباشر ..

. pic.twitter.com/yydaqBOE3B

— ﺳ̭͠ﻋ̝̚يد الْـﺣّ͠ـۅﺳ̭͠ﻧـي (@s20321k) July 7, 2020

ليست أول مرة

هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها الشمري الجدل بسبب مشاركتها في أحاديث صحفية مع القنوات الإسرائيلية.

فقد سبق أن ظهرت في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية في أغسطس/آب من عام 2019 وأعربت عن رغبتها بزيارة إسرائيل.

وتعد الشمري من أبرز الناشطات اللاتي طالبن برفع الوصاية عن المرأة السعودية.

وكانت قد أسست مع الناشط السعودي رائف بدوي موقع ‘شبكة الليبرالية السعودية الحرّة”، التي تنتقد دور الهيئة الدينية في المملكة السعودية، وخرجت من السجن بعد عام واحد على اعتقالها، فيما بقي بدوي يقضي عقوبته التي امتدت إلى عشر سنوات.

وفي الوقت الذي يدعو فيه البعض إلى تجاهل تصريحات الشمري، واصفين مداخلتها بالشكلية، يستحضر مغردون آخرون مقولة للشاعر الفلسطيني غسان كنفاني مفادها أن “الجلوس مع العدو حتى في استديو تلفزيوني، هو خطأ أساسي في المعركة، وكذلك فإنه من الخطأ اعتبار هذه المسألة مسألة شكلية”.

#سعاد_الشمري لاتحمل فكر يستحق التوقف عنده او مناقشته ( سعاد سيدة تقول رأيها ووجهة نظرها مثلها مثل بقية خلق الله وهذا حقها والتعليق على ما تقول ومطاردة اخبارها نفخ في صورتها )

— علي العود (@AliAloud2) July 10, 2020