سباق التسلح: واشنطن تحذر من مخاطر تجدد سباق التسلح في الشرق الأوسط

دخان غارة جوية للتحالف على صنعاء أوائل هذا الشهر

ناشدت حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية مجلس الأمن الدولي لتمديد حظر التسلح المفروض على إيران منذ 13 عاما، وإلا واجه الشرق الأوسط خطر سباق تسلح جديد.

وقال براين هووك، ممثل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاص بإيران خلال مؤتمر صحفي مشترك في السعودية، حضره إلى جانب عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية: “ليس في إيران ثقة لنرفع الحظر… وآخر ما تحتاجه المنطقة هو أسلحة إيرانية جديدة”.

وكان مما أشير إليه في المؤتمر الصواريخ التي يطلقها مسلحو الحوثيين في اليمن، وكانت توجد خلف المتحدثين صورة لهذا. وقد أطلق حوالي 400 صاروخ من اليمن على السعودية، بحسب ما قاله هووك، مضيفا أن هذا ما كان يمكن أن يحدث لولا مساعدة إيران.

ولكن المؤتمر المشترك لم يذكر الأسلحة التي باعتها بريطانيا للسعودية، والتي تبلغ قيمتها 5.3 مليار إسترليني، بعد تصعيد الحرب في مارس/آذار 2015، ولم يتطرق أيضا لعدد المدنيين اليمنيين الذين قتلوا بسبب الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وأثارت انتقادا دوليا واسع النطاق.

ولا تزال الولايات المتحدة، منذ سنوات، هي أكبر مصدر للأسلحة لمنطقة الخليج، ولكن إيران تمكنت من تحدي العقوبات الصارمة بتصدير معداتها العسكرية ومستشاريها إلى حلفائها في المنطقة، خاصة حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن.

وقال المبعوث الأمريكي: “نحن ندعو مجلس الأمن إلى تمديد الحظر المفروض على الأسلحة إلى إيران”، محذرا من أنه إذا سمح بأي تهاون في الحظر، ستتمكن إيران من تصدير “دبابات معارك، ومدفعية، وطائرات قتالية، ومروحيات هجومية، وطائرات بدون طيارين، وأنظمة صواريخ إلى حلفائها”، كما سيمكنها تطوير مدى أنظمة أسلحتها الفتاكة، مما يمثل – كما قال – تهديدا أكبر على حركة السفن في المنطقة.

وأضاف: “ليس هناك زعيم تحدثت إليه يعتقد أن هذه فكرة جيدة”.

Getty Imagesدخان غارة جوية للتحالف على صنعاء أوائل هذا الشهر

وقد خلصت دراسة حديثة للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن إيران نجحت، بالرغم من العقوبات المفروضة عليها، في الحصول على مكاسب استراتيجية أكبر من خصمها السعودية.

وبالرغم من الفرق الكبير بين البلدين في الثراء، وإنفاق السعودية مليارات الدولارات على أحدث الأسلحة وأكثرها تطورا، فإن ذلك لم يمنع هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيارين على منشآت السعودية النفطية في سبتمبر/أيلول الماضي.

وقد تمكنت عدة صواريخ أطلقت في جنح الظلام من وقف نصف ما تصدره البلاد مؤقتا.

وقال عادل الجبير: “كانت تلك صواريخ إيرانية. جاءت من الشمال”.

وكان الهجوم بمثابة إنذار للحكومة السعودية من أن الدفاعات الجوية، التي تمدها بها الولايات المتحدة، لم تستطع حماية البلاد من هجوم “سرب” منظم من أسلحة غير متقدمة تكنولوجيا.

وساعد الهجوم أيضا في سرعة إدراك السعودية أن حملتها في اليمن ربما تكون غير ناجحة، وأن الحل السياسي لهذه الحرب هو السبيل الوحيد لإنهائها.

وبينما تؤيد السعودية وحلفاؤها الغربيون الحكومة اليمنية التي تعترف بها الأمم المتحدة، والموجودة حاليا في المنفى، فإن إيران تمد المتمردين الحوثيين، الذين يسيطرون على معظم المناطق المزدحمة بالسكان، بالسلاح والمشورة.

وقد حذرت وكالات المعونة من حدوث كارثة تلوح في الأفق إذا استمر الصراع.

وقال هووك الثلاثاء إن خبراء الأمم المتحدة سوف يقدمون النتائج التي توصلوا إليها إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال إن إيران ارتكبت انتهاكات صارخة للحظر الذي تفرضه المنظمة الدولية على السلاح. وأضاف: “إذا كان هذا ما تفعله إيران الآن، فتخيلوا ماذا يمكن أن تفعل إذا رفعت القيود”.

وطلبت بي بي سي من الحكومة الإيرانية التعليق على ما ورد في المؤتمر.