حل الدولة الواحدة بين إسرائيل والفلسطينيين “إفلاس” أم “سيناريو حضاري”؟

ناقشت صحف ومواقع عربية الدعوات التي أطلقها عرب وفلسطينيون مؤيدة خيار الدولة الواحدة الديمقراطية، بعد أن تحدثت إسرائيل عن خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

وانتقد كتاب حل الدولة الواحدة، واعتبروه “مصيدة” لتضييع المزيد من الوقت بينما تمضي إسرائيل قُدمًا في مخططات الضم.

وكانت تصريحات رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز حول أن بلاده يمكن أن “تنظر بشكل إيجابي” إلى إقامة دولة فلسطينية إسرائيلية واحدة قد أثارت جدلًا واسعًا.

“جميع الطرق تؤدي إلى روما”

يصف نزار حسين راشد في موقع “جفرا نيوز” الأردني حل الدولة الواحدة بأنه “إفلاس” لن تنفع معه إعادة التفتيش في “الدفاتر القديمة”.

ويقول: “مشروع الدولة الواحدة الذي بدأت تنادي به بعض الأصوات، كبديل لمشروع الدولتين، الذي حرصت إسرائيل وعلى مدى ما يقارب من ثلاثة عقود على نقضه طوبة طوبة وحجرًا حجرًا، هو مشروع أرشيفي بدأ مع أول قدوم للعصابات الصهيونية، وعلى لسان الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح بما فيه أعضاؤه العرب، الذين ألبسوا المشروع الصهيوني ثوب الأممية”.

وينتقد عزت جرادات في صحيفة “الدستور” الأردنية حل الدولة الواحدة الذي “خرج بغتة، وبلا مقدمات أو مؤشرات”، ويصفه بأنه “لا حل”.

وقال جرادات: “هل فشل حل الدولتين يقود إلى حل الدولة الواحدة. وهل فشل حل الدولة الواحدة يقود إلى حل الدولتيْن. وحتى يتضح الجواب، عند أي الحلين، يكون الاحتلال الصهيوني قد أتى على نسبة ال (22 %) بالضم الجزئي أو الاستيطان أو المصادرة أو الاستلاب (فجميع الطرق تؤدي إلى روما)!”

“سيناريو حضاري”

وتقول دلال عريقات في صحيفة “القدس” الفلسطينية: “حل الدولتين الذي لم يرَ النور ولم يكن خيارًا فلسطينيًا بل هو التنازل الذي رضي به الفلسطينيون حين قبلوا بـ ٢٢٪ من فلسطين الانتدابية. وهنا يلجأ هؤلاء للتخلي عن حل الدولتين والدعوة لحل الدولة الواحدة الديمقراطية حيث الحقوق المتساوية للمواطنين بغض النظر عن الدين أو اللون أو الاعتقاد!”

وتتابع الكاتبة: “الدولة الواحدة تمثل السيناريو الحضاري الذي نحلم به ولكن الواقع السياسي يعكس غير ذلك، فإسرائيل دولة عنصرية يقودها مجموعة من مجرمي الحرب على رأسهم نتنياهو”، مضيفة أن “المصلحة الفلسطينية تكمن بالتركيز على أهمية الحقوق والحرية والكرامة وعدم تضييع الوقت والجهد بشكل الحل، بل بمحتوى الحل الذي يطمح له الشعب الفلسطيني”.

ويتساءل فؤاد البطاينة في “رأي اليوم” الالكترونية اللندنية: “لماذا الحديث عن حل الدولة الواحدة الآن؟ وما هي الغاية؟”

ويقول: “لا شك بأن الملهاة المسماة بحل الدولتين فيها وجهة نظر للنظام الرسمي العربي ولها من يؤيدها في شعبنا، كمبادرة دولية طُرحت بالنيابة عن إسرائيل خبثاً وخداعًا وكنقطة انطلاق جديدة في المسار الذي ترسمه الصهيونية للقضية”.

ويضيف: “إلا أن هذا الحل الذي تجاوزته صفقة القرن والواقع الاستيطاني على الأرض الفلسطينية ما زال ملفًا عالقًا على طاولات المجتمع الدولي الرسمي يؤرقها ويؤرق القيادتين الأردنية والفلسطينية ويسبب استمرار وجوده الإحراج للأطراف الثلاثة كوثيقة دولية، ولا بد في عرفهم من التخلص منه، ومن هنا كان لا بد للعقول الغربية الصهيونية أن توعز لأصدقائها بطرح حل الدولة الواحدة في الشارع والصالونات ليطمسه”.

“ضرب روح المقاومة”

ويحذر صالح النعامي في صحيفة “السبيل” الأردنية من مخاطر طرح حل الدولة الواحدة، معتبرًا إياه “مصيدة”.

ويقول: “مشروع الدولة الواحدة يعني نسف أسس الحركة الصهيونية، لأن الفلسطينيين قد يشكلون الأغلبية في هذه الدولة… فما الذي يقنع المجتمع الصهيوني، الذي ينجرف نحو جنون التطرف بقبول فكرة الدولة الواحدة، ما لم يقتنع بأن هذا الخيار الأمثل له”.

ويضيف: “خطر ما ينطوي عليه الترويح لفكرة ‘الدولة الواحدة’ أنه يسهم في ضرب روح المقاومة للمشروع الصهيوني عبر التعلق بأوهام منفصلة عن الواقع، كما أن إثارة الجدل حوله لا يؤثر على دافعية إسرائيل لمواصلة تكريس الحقائق على الأرض لضمان قضم الأرض وابتلاعها”.

ويذهب حمادة فراعنة في صحيفة “الدستور” الأردنية إلى رأي مماثل، مؤكدًا أن إسرائيل ترفض حل الدولة الواحدة.

ويقول: “الدولة الديمقراطية الواحدة، تُنهي فكريًا وتاريخيًا ومبدئيًا قيام الدولة العبرية الإسرائيلية اليهودية المنفردة، وتشطب فكرتها الأيديولوجية الصهيونية، ولذلك لا تجد فكرة الدولة الديمقراطية الواحدة أي قبول، أو أي استجابة، من أي من الشرائح المتنفذة لدى مجتمع المستعمرة العبري الإسرائيلي”.

ويشير الكاتب إلى أن “إسحق رابين الوحيد الذي أقر بوجود شعب آخر، واعترف بالشعب الفلسطيني وبقيادته منظمة التحرير، وأقر ببعض من حقوقه السياسية، عبر اتفاق أوسلو عام 1993 … وكانت نتيجته اغتيال إسحق رابين في 4/11/1995، بذريعة خيانته لإسرائيل وتنازله عن أرض التوراة”.