تسبب الحريق الذي وقع بمنشأة نطنز النووية يوم الخميس في “خسائر كبيرة”، بحسب متحدث باسم المنظمة الوطنية للطاقة النووية الإيرانية.
وقال المتحدث إنه تم تحديد سبب الحريق، ولكنه لم يعط المزيد من التفاصيل.
وأضاف أنه سيتم استبدال المعدات التي دمرت في الحريق بمعدات أحدث وأكثر تطورا.
واشتعلت النيران في ورشة لتجميع أجهزة الطرد المركزي. وتحدث بعض المسؤولين الإيرانيين عن تخريب ناجم عن عملية قرصنة إلكترونية.
وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في إنتاج اليورانيوم المخصب، الذي يمكن استخدامه كوقود للمفاعلات النووية وفي تصنيع سلاح نووي.
وقال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم المنظمة، الأحد إن مسؤولي الأمن لن يتحدثوا عن أسباب الحريق “لأسباب أمنية”.
وأكد أن الحادث “تسبب في خسائر كبيرة، ولكنه لم يسفر عن وقوع ضحايا”.
ووقعت حرائق وتفجيرات أُخرى في إيران الأسبوع الماضي.
وأضاف كمالوندي “قد يؤدي الحادث إلى إبطاء تطوير وإنتاج أجهزة الطرد المركزي على المدى المتوسط…ستستبدل إيران المباني المتضررة بمبان أكبر تحوي معدات أكثر تطورا”.
ما الذي حدث الخميس؟
قال كمالوندي إن الحريق وقع في “أحد المستودعات الصناعية التي ما زالت قيد الإنشاء” في نطنز.
AFPفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قالت طهران إنها ضاعفت عدد معدات الطرد المركزي المتطورة في نطنز
ونشرت المنظمة الإيرانية للطاقة النووية لاحقا صورة لمبنى محترق بصورة جزئية، وتعرف محللون أمريكيون على الصورة قائلين إنها ورشة جديدة لتجميع أجهزة الطرد المركزي.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين إيرانيين قولهم إنهم يعتقدون أن الحريق ناجم عن هجوم إلكتروني، ولكن دون تحديد الأدلة على ذلك.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب التزام إيران بالاتفاق الذي اُبرم بين طهران وقوى دولية، إنها لا تتوقع تأثر أنشطتها للمراقبة والمتابعة.
ويأتي حريق نطنز بعد ستة أيام من انفجار بالقرب من مجمع بارشين العسكري. وقالت السلطات الإيرانية إن التفجير ناجم عن “تسرب في خزانات للوقود” في الموقع، ولكن محللين قالوا إن صورا بالقمر الصناعي توضح أنه وقع في منشأة قريبة لإنتاج الصواريخ.
وتؤكد إيران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وتنفي أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية.
ما أهمية منشأة نطنز؟
تقع نطنز على بعد 250 كيلومترا جنوبي العاصمة طهران، وهي أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران.
ووافقت إيران بموجب الاتفاق النووي عام 2015 على إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب بتركيز يتراوح ما بين 3 و4 في المئة من يورانيوم 235، وهو ما يمكن استخدامه كوقود للمفاعلات النووية. ويحتاج اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية أن يكون مخصبا بنسبة 90 في المئة أو أكثر.
ووافقت إيران أيضا على تركيب ما لا يزيد عن 5060 من أقدم أجهزة الطرد المركزي في إيران وأقلها كفاءة حتى 2026، وألا تقوم بأي أعمال للتخصيب في منشآتها السرية الأخرى في فوردو حتى 2031.
وفي العام الماضي بدأت إيران في التراجع عن هذه الالتزامات ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلي عن الاتفاق النووي وتطبيق عقوبات اقتصادية على طهران.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قالت طهران إنها ضاعفت عدد معدات الطرد المركزي المتطورة في نطنز وبدأت في شحن غاز اليورانيوم هيكسافلورايد في أجهزة الطرد المركزي في فوردو.