أثناء معركتها مع حب الشباب المزمن طيلة 14 عاما، جربت ميشيل دورتي كل شيء ممكن في محاولة لإيجاد علاج لتلك البثور؛ فإلى جانب الأدوية التي قدمها لها الأطباء، جربت زيت شجر الشاي ومواد كحولية، ووصل بها الأمر إلى وضع معجون الأسنان على الحبوب – لكن دون جدوى.
بعض تلك المحاولات زادت الأمر سوءا، كما زادت من فقدانها لثقتها بنفسها إذ أن مشكلة حب الشباب استمرت معها منذ أن كانت بعمر الـ 14 وحتى عمر 28 سنة.
تتذكر النيوزيلندية ذات الـ57 عاما أنها أخذت مضادات حيوية لأكثر من عشرة أعوام، كما تناولت “حبوب منع الحمل لتعالج بعض الوظائف الهرمونية”.
ومما زاد من انعدام ثقتها بنفسها في صغرها أنها، وبعد أن تركت المدرسة في مدينة أوكلاند وهي في عمر الخامسة عشرة، بدأت تعمل كبائعة لمستحضرات تجميل.
تقول ميشيل إن “البثور على وجهها جعلتها تشعر أن الناس كانوا ينظرون فقط إلى بشرتها ولا يهتمون بها كشخص”.
“كانت صالونات التجميل تخزن مستحضرات العناية بالجلد للأشخاص ذوي البشرة الجميلة. وكنت أسأل نفسي: أين يذهب الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البشرة؟”.
وفي عمر السابعة والعشرين، تقول ميشيل إنها أخيرا توصلت للمادة التي خففت من بثورها وجعلت بشرتها تبدو أفضل: إنه حمض الجليكوليك الذي يستخدم كمقشر لإزالة الخلايا الميتة من على سطح الجلد.
ويُستخدم هذا الحمض اليوم من قبل شركات التجميل في كل أنحاء العالم، وهو أحد المكونات التي تدخل في آلاف المنتجات، لكن استخدامه في بداية التسعينيات كان لا يزال محدودا جدا.
المليونيرة التي تقف وراء امبراطورية التجميل “هدى بيوتي”
مصممة أزياء سودانية شابة: ميغان ماركل كانت بحاجة لي
وبعد أن جربت عدة مستحضرات تحوي هذا الحمض ورأت بعينها نتائجه الإيجابية، قررت ميشيل أن تبدأ علامة تجارية خاصة بها لمستحضر عناية بالبشرة باستخدام الحمض.
كرست هي وزوجها حياتهما لتطوير المنتج والحصول على التمويل. وفي عام 1995، وكانت ميشيل حينها في عمر الـ32، انتقلت إلى منطقة غولد كوست في أستراليا وأطلقت منتجها: ألفا إتش (Alpha-H).
بدأت ميشيل العمل من كراج منزلهما، واليوم تصل عائدات شركتها إلى 5.3 مليون دولار أمريكي.
ومعلوم أن المغنية والممثلة الأسترالية الشهيرة، كيلي مينوج، إحدى المعجبات بالمنتج، وتصنع الشركة يوميا 10,000 عبوّة من ذاك المنتج المفضل لديها لتلبي الاحتياجات العالمية.
ولا يزال الإنتاج محليا: من قلب أستراليا.
وتؤكد ميشيل إنه في البداية كانت الصيدليات فقط من يخزن مستحضرها ألفا-إتش، لأن صالونات التجميل نفرت من كلمة “حمض”، لكن الوضع تغير بعد ذلك بفترة قصيرة بعد أن اعتاد الناس على الكلمة.
كما تقول ميشيل: “كنت أعمل من كراج المنزل في منطقة كوينزلاند. كنت أوزع المنتجات في زجاجات الصلصة، قبل أن أغلفها وآخذها إلى مكتب البريد”.
GETTY IMAGESالمغنية والممثلة الأسترالية الشهيرة، كيلي مينوج، إحدى المعجبات بالمنتج
وفي عام 2000 قررت ميشيل أن تبدأ الإعلان عن منتجاتها على قنوات تسويق تلفزيونية بعد أن أدركت فائدة هذه الخطوة، التي أحجمت عنها علامات تجارية أخرى في مجال التجميل.
وتوضح ذلك بالقول “كنا نريد أن نوصل للمستهلك منتجات من مستوى تلك التي تستخدمها صالونات التجميل دون الحاجة لهم لأن يذهبوا بأنفسهم للصالونات، كي لا يصطدموا بخبراء تجميل لا يمكنهم التعاطف مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية كبيرة”.
تقول كيلي دوبوس، وهي كيميائية مختصة بالتجميل في جامعة سينسيناتي، إن أحماض ألفا هيدروكسي “توضع على الوجه كعلاج تجميلي منذ آلاف السنين، وكانت وقتها تستخلص من الطبيعة على شكل فاكهة مكثفة أو حمامات حليب”.
وتضيف: “لكن قيمتها العلمية في معالجة الأمراض الجلدية بدأت تكتشف عندما بدأت موجة من النشاطات البحثية في الثمانينيات والتسعينيات”.
أما ماريا هولز، وهي كاتبة اسكندنافية مقيمة في دبي وتكتب عن منتجات التجميل الفاخرة، فتقول إن ميشيل وبشرتها الممتازة كانت دائما أفضل سفيرة لمنتجاتها.
“من يحتاج لعارضة كي تعلن عن العلامة التجارية عندما يمكنك رؤية نتائج المستحضرات ببساطة عند النظر إلى مؤسسة هذه العلامة التجارية؟ كما أنها نجحت في أن تبدأ شركتها مع بناتها الثلاث، اللواتي أصبحن موظفات في الشركة. إنها شركة عائلية حقيقية”.
تقول ميشيل إنها بشرتها “لا تبدو في عمر 57” رغم أنها الآن تأخذ جرعات لعلاج السرطان. “أجري علاجا بالليزر لورم في الدماغ، كما آخذ علاجا كيمياويا لأورام أخرى، ولا تزال بشرتي مشرقة”.
وكنتيجة لمشاكلها الصحية، باعت العام الماضي ولأول مرة حصة من شركتها، لشركة استثمار عالمية هي Riverside.
وتقول: “لدينا سوق عالمية، وعدد من الموظفين الذين اخترناهم ليعملوا في أماكن مهمة، لكن مستحضرات Alpha-H تبقى بشكل أساسي مستحضرا مصنوعا في أستراليا. يعمل معنا حاليا 65 شخصا”.
وتضيف أن السبب الوحيد لعدم بدءها مشروعا جديدا هو وضعها الصحي. “لدي أفكار كثيرة تتجاوز صناعة التجميل”.