جورج فلويد: الضابط أمره أن “يتوقف عن الصياح” وهو يموت

توماس لين التحق بوظيفته قبل أيام فقط من قتل فلويد

كشفت وثائق المحكمة أن ضابط الشرطة المتهم بقتل جورج فلويد أمره بأن يتوقف عن الكلام عندما لهث أكثر من مرة، وكانت رقبته تحت ركبة الضابط.

وكان الأمريكي الأسود قد استغاث بصوت عال بأمه المتوفاة وبأولاده، وهو يقول إن ضابط شرطة مينيابوليس سيقتله، بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو كاميرا أحد الضباط.

وكشف محامو أحد الضباط الأربعة المشاركين في الحادثة هذه المقاطع في جلسة المحكمة.

وتقدم الوثائق أوضح صورة للحظات الأخيرة في حياة فلويد، الذي أثار قتله في مايو/أيار غضبا دوليا.

وأدى إلى اندلاع موجة احتجاجات مناهضة للعنصرية قادتها حركة “حياة السود مهمة”، وأثارت جدلا في الولايات المتحدة بشأن تاريخ العبودية والفصل العنصري.

وقد أقيل الضباط الأربعة الذين شاركوا في احتجاز فلويد من عملهم ثم قبض عليهم. ويواجه ديريك تشوفين، الذي وضع ركبته على رقبة فلويد، عدة تهم، من بينها القتل غير العمد، بينما يتهم الثلاثة الآخرون، وهم توماس لين، وجي ألكسندر كوينغ، تو ثاو، بالمساعدة في الجريمة.

ونشر نص التسجيلات الخميس عندما طالب محامو لين المحكمة برفض الدعوى المرفوعة ضده.

ما الذي يظهره نص التسجيلات؟

معظم ما عرف عن الحادثة، والقبض على جورج فلويد، واللحظات الأخيرة في حياته حتى الآن، كان مصدره المقاطع التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتشاركها الناس.

لكن النص الجديد للتسجيلات يقدم تفاصيل أكثر، ويلقي الضوء على أجزاء مهمة فيما حدث، منذ وصول الضابطين لين وكوينغ إلى مكان الحادثة، وحتى اللحظة التي تلقى فيها فلويد الإنعاش في سيارة الإسعاف.

ويظهر نص تسجيلات المقاطع التي سجلتها كاميرتا الضابطين، لين وكوينغ، أن فلويد قال أكثر من 20 مرة إنه لا يستطيع التنفس، خلال تكبيل الضباط له وتقييد حركته في شارع في مينيابوليس.

Reutersتوماس لين التحق بوظيفته قبل أيام فقط من قتل فلويد

وبدأت مواجهة الضباط مع فلويد خارج متجر اشتبه صاحبه في أنه استخدم ورقة نقد مزورة من فئة الـ20 دولارا لشراء سجائر.

وفي لحظة من لحظات المواجهة، التي لهث خلالها فلويد غير مرة، وهو مقيد اليدين ومثبت على الأرض إلى جانب سيارة الشرطة، معلنا بأنه لا يستطيع التنفس، قال: “أنت ستقتلني يا رجل”.

وأجاب تشوفين، الذي أظهره مقطع صُور بهاتف أحد المارة وهو يضع ركبته على رقبة فلويد لأكثر من ثماني دقائق: “إذن توقف عن الكلام، توقف عن الصياح”.

“الكلام يحتاج إلى الكثير من الأوكسجين”.

وأظهر نص التسجيلات تعاون فلويد في بداية القبض عليه، وأنه كرر غير مرة اعتذاره لضباط الشرطة حينما اقتربوا من سيارته التي كانت مركونة.

وطلب الضابط لين من فلويد 10 مرات أن يريه يديه، قبل أن يأمره بالخروج من السيارة.

ورد عليه فلويد عندما سأله أن يريه يديه قائلا: “يا رجل سأفعل، لقد أطلقت النار علي سيدي الضابط في نفس اليوم، من قبل”. وليس من الواضح ما الذي يشير إليه هنا.

وقال لين: “لماذا يتصرف هكذا بجنون، ولا يرينا يديه، ويتصرف بطريقة غريبة هكذا؟”.

ثم قيد الضباط يدي فلويد وأرادوا وضعه في الجزء الخلفي من سيارة الشرطة. وبينما هم يفعلون ذلك، هاج فلويد، وناشدهم غير مرة قائلا إنه يعاني من الخوف من الأماكن المغلقة.

وسأله لين إن كان “يتعاطى مخدرا”. وأجاب فلويد: “أنا مرعوب، يا رجل”.

وطبقا لوثيقة أخرى، فإن لين قال للمحققين إن فلويد عندما وضع في السيارة بدأ “يميل بشدة إلى الأمام وإلى الخلف”.

ثم أخرجه الضباط من السيارة ووضعوه على الأرض. وعندما ثبتوه على الأرض، كما يقول نص التسجيلات، أخذ يصيح أكثر من عشر مرات “ماما”.

وقال: “لا أصدق ذلك، أحبك يا أمي، أحبك”. “أخبري أطفالي بأني أحبهم. إنني أموت”.

ومع استمرار فلويد في الاستغاثة بأنه لا يستطيع التنفس، سأل لين زميله تشوفين: “هل نضعه على جنبه؟”

فرد الضابط: “لا، سيبقى حيث وضعناه”.

ولم يعلق محامي تشوفين على الوثائق بعد نشرها على الناس.

لماذا نشرت الوثائق الآن؟

سمح بنشر الوثائق كي تساعد في رفض الدعوى المرفوعة على لين، وهو الضابط المبتدئ الذي لم يكن قد مضى على تسلمه الوظيفة سوى أيام عندما قتل فلويد.

وقال محامي لين، الذي نشر الوثائق، “إنه ليس من العدل أو المعقول” لموكله أن يحاكم بهذا التهم.

وتتضمن وثائق المحكمة الجديدة نصا لتسجيل مقابلة لين مع المحققين من مكتب مينيسوتا للاعتقال الجنائي.

وتحدث لين في المقابلة عن اللحظات الأولى التي قابل فيها فلويد.

وقال إنه شهر مسدسه وأمر فلويد أن يريه يديه بعد أن اقترب من السيارة التي كان بها، و”كان يجلس ويداه تحت الكرسي”.

وأظهرت الصور التي التقطت لداخل السيارة كيف كان فلويد يجلس، قبل القبض عليه ومعه ورقتا نقد من فئة 20 دولارا مكرمشتان، مزورتان، بحسب ما يقوله المحامي.

وفي نهاية المقابلة، سأل أحد المحققين لين إن كان قد شعر هو، أو زميله تشوفين، أنهما ساهما في موت فلويد.

وقال المحامي: “أنا اعترض على ذلك. أنت لن تجيب عن ذلك”.

ماذا حدث منذ مقتل فلويد؟

أثارت الحادثة، ومقاطع الفيديو التي انتشرت عنها جروحا عميقة إزاء عدم المساواة في الولايات المتحدة. فقد كان مقتل فلويد، بالنسبة إلى كثيرين، مذكرا لهم بسنين من خيبة الأمل بشأن الظلم الاجتماعي والاقتصادي والتفرقة العنصرية في البلاد.

وقد اندلعت الاحتجاجات وتواصلت منذ ذلك الوقت في مدن الولايات المتحدة وفي أنحاء من العالم أيضا.

وتعهدت قوات الشرطة والحكومات والشركات بإصلاحات إقرارا منها بوجود عدم مساواة، ألهبت الاحتجاجات.

وقد أعيد تقييم معالم شخصيات تاريخية مرتبطة بالعبودية في الولايات المتحدة والبلدان الأخرى. وأسقط بعضها أو خرب، وبعضها الآخر أزالته السلطات والمؤسسات.

وكان موت جورج فلويد قد حدث عقب حالات قتل أخرى، منها مقتل مايكل براون في فيرغسون بولاية ميسوري، وإريك غارنر في نيويورك، وآخرين، مما أدى إلى نشوء حركة “حياة السود مهمة” في السنوات الأخيرة.