تطويب “طبيب الفقراء” الذي عالج الناس من وباء الإنفلونزا الإسبانية

الطبيب خوسية هيرنانديث

EPA
توفى هيرنانديث عن 54 عاما في عام 1919، بعد أن صدمته سيارة في كاراكاس

تحتفي فنزويلا بتطويب الطبيب المعروف بعلاجه للفقراء خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية، الذي اجتاح العالم عام 1919، وهي خطوة مهمة نحو إعلانه قديسا ضمن تقاليد الكنيسة الكاثوليكية.

وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن إلا أن الطبيب خوسيه غريغوريو هيرنانديث، المولود عام 1864، مازال يحظى بالاحترام في فنزويلا باعتباره “طبيب الفقراء”.

وتوفى هيرنانديث عن 54 عامًا في عام 1919، بعد أن صدمته سيارة في كاراكاس.

ويأتي هذا التطويب بعد أن نسبت الكنيسة إلى دكتور هيرنانديث معجزة إنقاذ حياة فتاة صغيرة.

وبحسب الكنيسة فقد أنقذ الطبيب المتوفى الفتاة ياكشوري سولورثانو، في العاشرة من عمرها، بعد إصابتها برصاصة في رأسها أثناء محاولة سرقة في عام 2017.

الطبيب خوسية هيرنانديث

Reuters
تطويب هيرنانديث جاء بعد أن نسبت الكنيسة إليه معجزة إنقاذ حياة فتاة صغيرة عام 2017

وأكد الأطباء أنها لن تنجو وإذا نجت فإنها ستعاني من إعاقة دائمة في الحركة.

ولكن حدثت المعجزة الطبية وتعافت الفتاة تماما واستطاعت المشي مرة أخرى وغادرت المستشفى بعد أسابيع.

تطويب أول راهبتين فلسطينيتين قديستين في الفاتيكان

تطويب البابا يوحنا بولس الثاني

وعن سر شفاءها قالت الكنيسة إنه وفقا لسجلاتها فإن امها كانت تصلي للطبيب هيرنانديث لينقذ ابنتها.

ولد هيرنانديث في بلدة إيسنو بولاية تروخيو، ودرس في باريس وبرلين ومدريد ونيويورك، وأصبح عالما مشهورا في علم البكتيريا. صدمته سيارة أثناء عبوره الشارع بعد أن حمل أدوية من صيدلية لنقلها إلى امرأة فقيرة.

الطبيب خوسية هيرنانديث

Reuters
منذ عام 1949، عمل الكاثوليك الفنزويليون على تطويب الطبيب ومنحه القداسة

وقال المونسنيور توليو راميريث، لوكالة رويترز “كان دائما يعتني بمرضاه بأكبر قدر ممكن من الرعاية… ومن لم يكن لديه دواء كان يساعده في شرائه”.

وأضاف: “طوال حياة خوسيه غريغوريو قيل أن هناك معجزات قد حدثت لأنه كان رجلا مباركا”.

منذ عام 1949، عمل الكاثوليك الفنزويليون على تطويبه. ووقع البابا فرنسيس المرسوم في يوليو/تموز الماضي، بعد الاعتراف بالمعجزة.

ووفقا للبروتوكول الكاثوليكي الروماني، يجب أن تحدث معجزة ثانية بعد التطويب من أجل المضي قدما في القداسة، وهو ما يعني انتظار معجزة ليتم إعلان الطبيب قديسا.

لكن بالنسبة للكثيرين في فنزويلا، يعد خوسية هيرنانديث قديسا بالفعل.

الطبيب خوسية هيرنانديز

Reuters
وفقا للبروتوكول الكاثوليكي الروماني، يجب أن تحدث معجزة ثانية بعد التطويب

وقال إيلاديو موريلو، الذي قررت عائلته إنتاج قهوة سميت باسم هيرنانديث تكريما لـ “قديس المعجزة”:”كنت من محبي خوسيه غريغوريو منذ الطفولة، وبمرور الوقت رأينا العديد من المعجزات التي قام بها خوسيه غريغوريو بعد وفاته”.

وقدم التطويب فرصة نادرة للوحدة في بلد عانى من سنوات من أزمة اقتصادية وسياسية حادة، ويكافح الآن لاحتواء انتشار كوفيد -19.

وكان لا بد من تعديل إجراءات الحفل بسبب وباء كورونا. وأقيم الحدث خلف أبواب مغلقة في كنيسة صغيرة شمالي العاصمة كاراكاس، ولم يسافر وزير خارجية الفاتيكان إلى البلاد كما كان مخططًا من قبل بسبب الوباء.

الطبيب خوسية هيرنانديث

Reuters
التطويب فرصة نادرة لتوحيد فنزويلا التي تعاني من أزمة اقتصادية وسياسية حادة

وفي رسالة مصورة قبل التطويب، قال البابا فرانسيس: “(هيرنانديث) هو نموذج للقداسة ملتزم بالدفاع عن الحياة، وتحديات التاريخ، وعلى وجه الخصوص، بوصفه نموذجا لخدمة الآخرين”.

كما قال البابا: “أعتقد بصدق أن لحظة الوحدة الوطنية هذه، حول شخصية طبيب الشعب، تشكل لحظة خاصة لفنزويلا وتحضكم على أن تذهبوا أبعد من ذلك، وأن تتخذوا خطوات ملموسة لصالح الوحدة”.

هذا الخبر تطويب “طبيب الفقراء” الذي عالج الناس من وباء الإنفلونزا الإسبانية ظهر أولاً في Cedar News.