رجحت صحيفة معارضة ناطقة بالفارسية أن تستغل إيران واقعة اعتراض مقاتلتين أمريكيتين لطائرة ركاب شركة “ماهان إير” التابعة لمليشيا الحرس الثوري لشن هجمات عدائية إقليميا عبر مليشياتها.
وقالت صحيفة كيهان لندن التي تصدر من بريطانيا في تقرير لها، الإثنين، إن “لكن معظم الشخصيات السياسية وكبار المسؤولين في طهران يقرعون على طبول الانتقام في انسجام تام”.
وواجهت طائرة ماهان التي كانت في رحلتها إلى لبنان، مساء السبت الماضي، اعتراضا غير مسبوق من جانب مقاتلتين أمريكيتين من طراز “إف -15” في الأجواء السورية.
اقتربت المقاتلتين التابعتين لسلاح الجو الأمريكي من الطائرة الإيرانية، ما اضطر قائدها إلى تقليل مستوى ارتفاعها فجأة، الأمر الذي أسفر عن وقوع إصابات طفيفة بين عدد من الركاب.
أكد الجيش الأمريكي أن مقاتلة تابعة له اعترضت طائرة ركاب شركة “ماهان” الإيرانية في المجال الجوي السوري، لكنها في الوقت نفسه قد حافظت على مسافة آمنة تقارب ألف متر طبقا للمعايير الدولية.
وذكر بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية المعروفة اختصارا باسم “سنتكام” إن “مقاتلة من طراز إف – 15 نفذت استطلاعا بعد مرور طائرة ركاب ماهان بالقرب من قاعدة التنف العسكرية في سوريا، حيث تتمركز القوات الأمريكية”.
واستشهد التقرير إزاء احتمالية وجود نوايا إيرانية للتصعيد عسكريا، بتغريدة لمحسن رضائي، سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، اعتبر فيها أن اعتراض طائرة شركة ماهان لن يبقي دون رد من بلاده سواء كانت وراءه الولايات المتحدة أو إسرائيل، على حد قوله.
ولوحت صحف محلية موالية للمرشد الإيراني علي خامنئي، باستهداف عسكريين أمريكيين متمركزين في المنطقة على غرار شن هجمات صاروخية ضد قاعدة “عين الأسد” العسكرية في العراق، 8 يناير/ كانون الثاني الماضي، في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة ماهان الإيرانية باعتبارها مسؤولة عن العمليات اللوجستية لمليشيا الحرس الثوري عبر نقل مسلحين وعتاد إلى سوريا والعراق خلال السنوات الماضية.
وحظرت معظم المطارات الأوروبية هبوط طائرات شركة ماهان أو التزود بالوقود خلال رحلاتها إلى وجهات دولية امتثالا لعقوبات واشنطن.
وكشف طيار إيراني يدعي أمير أسد اللهي في تصريحات له، مايو/ أيار الماضي، أنه نقل بضائع محظورة تزن 7 أطنان على متن طائرة إيرباص تابعة لشركة ماهان كان يتواجد بها قاسم سليماني وحوالي 200 راكب في رحلة إلى دمشق عام 2013.
وزعمت منصة “نور نيوز” الإخبارية التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني في تبرير ضمني للقيام برد معادي أن المقاتلات الأمريكية تعمدت الاقتراب من الطائرة الايرانية لكي تقوم الدفاعات الجوية السورية بإسقاطها عن طريق الخطأ.
وأكدت الصحيفة المعارضة في ختام تقريرها أن اعتراض طائرتين من طراز “إف-15” تابعتين للقوات الجوية الأمريكية، لطائرة “ماهان” 1152، كان بهدف إجراء “فحص بصري” لها أثناء تحليقها فوق قاعدة “التنف” الأمريكية.
وعرضت صحيفة “كيهان لندن” تهديدات صريحة من جانب صحف رسمية إيرانية بينها “رسالت” و”اطلاعات” بالرد بالمثل ضد ما وصفوه بإرهاب دولة، على حد تعبيرهم.