وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، بـ”الرهيب” موت جورج فلويد، الأميركي من ذوي البشرة الداكنة، الذي قضى أواخر أيار/مايو خنقاً تحت ركبة شرطي، لكنّه استهجن سؤالاً طرحته صحافية حول موت الأميركيين من أصول أفريقية بأيدي الشرطة.
وخلال مقابلة نشرت مقتطفات منها، أمس الثلاثاء، طرحت صحافية في شبكة “سي بي إس” على الرئيس الأميركي السؤال التالي: “لمَ لا يزال الأميركيون من أصول أفريقية يموتون على أيدي قوات الشرطة في هذا البلد؟”، فأجاب الرئيس الأميركي “البيض أيضاً. البيض أيضاً”.
وتابع ترامب “يا له من سؤال رهيب. البيض أيضاً (يموتون)، في الواقع، البيض (الذين يموتون) عددهم أكبر”.
وكان مقتل فلويد في 25 مايو/أيار متأثراً بعنف الشرطة في مينيابوليس قد أطلق شرارة احتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة وقاد إلى زيادة التركيز على عنف الشرطة الأميركية ضد المواطنين السود.
وغالباً ما يثير موت الأميركيين من أصول أفريقية على أيدي شرطيين بيض على غرار ما حصل مع جورج فلويد، صدمة في الولايات المتحدة حيث أدّت إلى حركة “حياة السود مهمّة”.
وبحسب وكالة “فرانس برس”، لا تتوفّر في الولايات المتحدة قاعدة بيانات وطنية للشرطيين المتورّطين في موت أشخاص خلال التوقيف.
وأظهرت دراسات جامعية عدّة أنّه في المطلق، عدد البيض الذين قضوا على أيدي الشرطة أكبر من عدد السود، إلا أنّ نسبة أصحاب البشرة الداكنة الذين قضوا خلال التوقيف أعلى بكثير من نسبة البيض.
وأفاد تحليل لصحيفة “واشنطن بوست” تم تحديثه، يوم الإثنين الماضي، بأن نصف الأشخاص الذين قتلوا على يد الشرطة من المواطنين البيض، لكن الأميركيين من ذوي البشرة الداكنة تعرضوا لإطلاق النار بمعدل غير متناسب. وطبقاً لتحليل الصحيفة فهم أقل من 13 في المئة من سكان الولايات المتحدة ولكنهم يتعرضون للقتل على يد الشرطة على نحو يزيد عن مثلي معدل الأميركيين البيض.
ويقول بعض الأميركيين، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”، إن الاحتجاجات التي نظمتها حركة “حياة السود مهمة” أساءت إلى قوات الشرطة.
ودافع ترامب في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض عن إدارات الشرطة، قائلاً إنهم “يؤدون عملاً رائعاً في هذا البلد”.
وقال “ربما هناك شرطي مارق أو فظيع مثلما هو الحال في أي صناعة أو عمل أو أي مهنة”.
من جهته، وصف جيفري روبنسون من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية تصريحات ترامب بأنها عنصرية.
وقال، بحسب ما أوردته “رويترز”، إن “عنصرية ترامب مطلقة لدرجة أنه يواصل رفض الإدلاء، ولو باعتراف ضمني، بعنف الشرطة المتفشي ضد المواطنين السود في أميركا”.