دخلت سفينة حربية روسية اليوم ميناء في السودان تعتزم روسيا بناء قاعدة بحرية فيه.
وقالت وكالة أنباء انترفاكس الروسية، إن المدمرة التي تحمل اسم “الأدميرال غريغوروفتش” هي السفينة الحربية الروسية الأولى التي تدخل ميناء بورتسودان، وهو ميناء استراتيجي مهم على البحر الأحمر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعطى موافقته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان قادرة على استيعاب سفن تعمل بالطاقة النووية.
وستضم هذه القاعدة، وهي الأولى لروسيا في أفريقيا، قرابة 300 فرد من العسكريين والمدنيين.
وهناك بالفعل سلسلة من القواعد العسكرية الأجنبية في المنطقة. فالإمارات العربية المتحدة لديها قاعدة “عصب” في إريتريا وكانت تعتزم فتح قاعدة أخرى لها في جمهورية أرض الصومال المعلنة من جانب واحد. كما أن جيبوتي تأوي العديد من القواعد العسكرية الأجنبية ولدى تركيا قاعدة ضخمة على الساحل الصومالي.
يأتي خبر وصول السفينة الحربية الروسية إلى ميناء بورتسودان بعد يوم واحد من وصول السفينة الحربية الأمريكية،يو أس أس تشرشل، إلى الميناء نفسه، لتصبح بذلك السفينة الأمريكية الثانية التي تزور المياه الإقليمية السودانية خلال أقل من أسبوع.
وكانت السفينة الأمريكية، يو أس أس كارسون سيتي، قد رست في ميناء بورتسودان يوم 24 فبراير/ شباط الجاري لتكون بذلك أول سفينة تتبع للبحرية الأمريكية تزور ميناء سودانياً منذ عقود.
ويعتبر هذا التطور مؤشراً على التحسن الكبير في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسودان، ويأتي على خلفية تقارير تتحدث عن رغبة الولايات المتحدة في تعزيز وجودها العسكري في المياه الإقليمية السودانية في البحر الأحمر.
وكانت روسيا والسودان قد وقعتا اتفاقية في ديسمبر/ كانون الأول، حول إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف “تعزيز السلام والأمن في المنطقة”، ولا تستهدف أطرافاً أخرى، حسبما جاء في مقدمة الاتفاقية.
وسيحصل السودان مقابل ذلك على أسلحة ومعدات عسكرية من روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقع في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على الاتفاقية.
ما هي بنود الاتفاقية؟
تنص الاتفاقية على إقامة منشأة بحرية روسية في السودان قادرة على استقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية.
وستكون المنشأة الجديدة المقرر بناؤها بالقرب من ميناء بورتسودان، قادرة على استيعاب ما يصل إلى 300 عسكري ومدني.
كما يسمح للمنشأة استقبال أربع سفن في وقت واحد.
وستستخدم القاعدة في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين وكمكان يمكن أن يرتاح فيه أفراد البحرية الروسية.
وتقدم الحكومة السودانية الأرض مجانا وستحصل موسكو على الحق في جلب أي أسلحة وذخيرة وغيرها من المعدات التي تحتاجها عبر مطارات وموانئ السودان لدعم المنشأة.
ومدة الاتفاقية 25 عاما قابلة للتمديد 10 سنوات إضافية بموافقة الطرفين.
ويمكن للحكومة السودانية استعمال أرصفة المنشأة بموافقة الجانب الروسي.
ما أهمية الاتفاقية؟
كانت روسيا تملك قاعدة مماثلة في ميناء طرطوس السوري حتى سنوات قليلة إلى أن حصلت موسكو على حق إقامة قاعدة بحرية كاملة هناك قبل عامين.
كما أقامت موسكو قاعدة جوية ضخمة بالقرب من ميناء طرطوس إضافة إلى نشر أنظمة دفاع جوي من طراز إس 400 في المنطقة مما وفر الحماية للقاعدتين من الهجمات الجوية.
وتحرص روسيا على تعزير وجودها ونفوذها في القارة الأفريقية التي تمثل مصدراً كبيراً للثروات الطبيعية وسوقاً ضخمة للسلاح الروسي.
وتقول وكالة أنباء تاس الروسية الحكومية إن المنشأة الجديدة ستسهل كثيراً عمليات الأسطول البحري الروسي في المحيط الهندي إذ سيكون بمقدور البحرية الروسية تبديل طواقم القطع البحرية الروسية المنتشرة في المحيط الهندي عبر نقلهم جوا إلى السودان.
وحسب الوكالة يمكن لروسيا نشر أنظمة دفاع جوي في المنشأة بهدف حمايتها ومنع تحليق الطيران في أجواء القاعدة.
هذا الخبر القاعدة البحرية الروسية في السودان: وصول أول سفينة حربية روسية إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر ظهر أولاً في Cedar News.