الدوري المصري: صراع خارج الميدان بين الأهلي والزمالك حول عودة البطولة

الأهلي والزمالك

Getty Imagesتوقف الدوري المصري في 14 مارس/آذار الماضي ضمن إجراءات الدولة للحد من تفشي الوباء

منذ أن أعطت وزارة الرياضة في مصر الضوء الأخضر لاستئناف المسابقات الرياضية دون جمهور ووفق تدابير احترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، فتحت في الوقت نفسه الباب أمام جدل واسع حول استئناف بطولة الدوري المحلي الممتاز.

وتتباين مواقف الأندية بين غالبية رافضة لقرار الاستئناف، وأقلية تُصر على ضرورة استكمال المسابقة.

توقف وسيناريوهات

توقف الدوري المصري في 14 مارس/آذار الماضي ضمن إجراءات الدولة للحد من تفشي الوباء. ومنذ ذلك الحين، وخلال أكثر من ثلاثة أشهر، طُرحت العديد من سيناريوهات إكمال الدوري المصري: هل يتم اللجوء لأكثر الحلول أمانًا وهو إلغاء المسابقة؟ أم أن الإمكانات المتوفرة وما تبقى من وقت يسمحان باستئنافها؟

في الإمارات، اتخذ اتحاد الكرة قرارًا بإلغاء المسابقة قبل نهايتها بسبع جولات فقط دون إعلان البطل. وفي المقابل، حددت دول أخرى في المنطقة؛ مثل المغرب، وتونس، والسودان، والسعودية، مواعيد الاستئناف.

وفي أوروبا تباينت القرارات؛ ففي بلجيكا وهولندا أُلغيت المسابقة دون تحديد بطل المسابقة، وفي فرنسا أيضًا أُلغيت لكن مع منح اللقب لباريس سان جيرمان.

وكان العنوان الأبرز استئناف غالبية المسابقات المحلية في القارة العجوز بعد الاستقرار على البرتوكول الطبي وتحت ضغط من الاتحاد القاري الذي أجل بطولة أوروبا للمنتخبات عامًا كاملًا لإفساح المجال لاستكمال بطولات الأندية محليًا ثم قاريًا بهدف تقليل حجم الخسائر الاقتصادية الهائلة.

جمهور كرة قدمGetty Imagesيقود النادي الأهلي معسكر الأندية المؤيدة لاستئناف بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم

توجه الدولة

واكب إعلان وزارة الرياضة في مصر إمكانية استئناف الأنشطة الرياضية توجه الدولة لإعادة الحياة لطبيعتها تدريجيًا واستئناف النشاط الاقتصادي.

وقال وزير الرياضة، أشرف صبحي، إنه وفقًا لقرار الحكومة يتعين على جميع الاتحادات الرياضية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستئناف مسابقاتها دون حضور جماهيري ووفق تدابير صحية.

وحددت الوزارة خارطة طريق للعودة تبدأ بإجراء مسحات فيروس كورونا للاعبين والطواقم الفنية، على أن تُستأنف بعد ذلك التدريبات على شكل مجموعات صغيرة ثم تتوسع وصولًا لاستئناف المسابقة، على أن تُعاد الفحوصات بصورة دورية طوال هذه الفترة وقبل المباريات حال استئنافها.

وعمليًا بدأت غالبية الأندية إجراء مسحات فيروس كورونا على اللاعبين، وأعلن الاتحاد المصري – حتى التاسع والعشرين من يونيو حزيران – تأكيد إصابة 18 لاعبًا بالفيروس، وبناء على ذلك استأنفت عدة أندية تدريباتها.

الزمالك يقود الجبهة الرافضة للاستئناف

الزمالكGetty Imagesأعلن نادي الزمالك المصري معارضته لاستئناف الدوري الممتاز لكرة القدم

لم يحظ قرار الوزارة باستئناف الموسم الحالي لبطولة الدوري بتأييد كامل؛ بل على النقيض ترى غالبية الأندية أن استئناف البطولة لا يُحقق أهدافها الرياضية، كما ينطوي على مخاطر صحية. ويأتي الزمالك والإسماعيلي والمصري على رأس الجبهة الرافضة بوضوح لقرار استئناف البطولة.

وأعلن الزمالك عبر رئيسه، مرتضى منصور، عدم موافقة مجلس إدارة النادي على استكمال البطولة. ونفى منصور أن يكون القرار معارضًا لتوجه الدولة، مؤكدًا أن هذه رغبة 13 ناديًا وليس الزمالك فقط. وطلب منصور أيضًا عقد لقاء مع وزير الرياضة لإقناعه بأسباب الرفض، وأبرزها “خطورة” ذلك على صحة اللاعبين، وصعوبة تأهيلهم بدنيا مع الضغط المنتظر للمباريات، كما يرى أن استكمال البطولة من شأنه أن يُؤثر على المواسم المقبلة.

على الجانب الآخر، يبدو عدد الأندية المتحمسة لاستئناف البطولة أقل، ويأتي على رأسها الأهلي وبيراميدز والمقاولون العرب. ويتصدر الأهلي المسابقة برصيد 49 نقطة من 17 مباراة، ويبتعد عن أقرب ملاحقيه المقاولون العرب بـ 16 نقطة، وبفارق 21 نقطة عن الزمالك رابع الترتيب.

الصحفي الرياضي في موقع “في الجول”، فادي أشرف، قال لبي بي سي إن أحد أهم دوافع الأهلي للاستئناف هو تقليل حجم خسائره الاقتصادية حال إلغاء البطولة، والتي تقدر بنحو 120 مليون جنيه مصري، هذا بخلاف الأهداف الرياضية للنادي.

كما يقدم المقاولون العرب موسمًا قويًا رفع من طموحاته لإنهاء البطولة في ترتيب متقدم يسمح له بالعودة للمشاركة في البطولات القارية.

كما يرى فادي أشرف أنه على الرغم من منطقية أسباب الأندية الراغبة في استكمال البطولة، فإن وجهة نظر التيار المضاد لا تخلو من وجاهة؛ بالنظر إلى الشكوك حول جدية تطبيق البروتوكول الطبي، ثم قدرة الاتحاد على استكمال ما تبقى من الموسم وإنهاء الموسم التالي في موعد أقصاه مطلع يونيو/حزيران من العام المقبل.

مباراةInphoنادي المقاولون العرب من الأندية المصرية المؤيدة لاستئناف البطولة

أين تكمن العقبات؟

بخلاف العقبة المتمثلة في رفض عدد من الأندية استكمال الموسم، وإلى أن يتضح الدور الذي يمكن لوزارة الرياضة أن تؤديه لحماية أو فرض قرارها باستئناف المسابقات، هناك عدة عقبات أخرى تزيد الموقف ضبابية.

تقول الصحفية بجريدة الأهرام، تهاني سليم، لبي بي سي إنه في حال استئناف الدوري في نهاية يوليو/تموز كما يُصر اتحاد اللعبة، ومع تبقي 17 جولة من البطولة، سيلقي هذا بتأثيره الشديد على بداية ونهاية الموسم المقبل.

وتعتقد تهاني أن هناك صعوبة في استئناف البطولة، ليس فقط لغياب الضمانات الصحية الكافية، ولكن أيضًا لازدحام الفترة المقبلة بالالتزامات الدولية للمنتخبات الوطنية، وعلى رأسها تصفيات كأس إفريقيا، وكأس العالم، ودورة الألعاب الأولمبية في منتصف العام المقبل. وهي أمور تزيد من صعوبة جدولة هذا الكم من المباريات المحلية بانتظام.

وفي المقابل، لو افترضنا اتخاذ قرار بعدم استكمال المسابقة، سيكون على المسؤولين معالجة النتائج المترتبة على القرار، ومنها تحديد هوية البطل والفرق الممثلة لمصر في البطولتين القاريتين، ثم المسألة الأكثر تعقيدًا، وهي هل سيتقرر “تهبيط” الفرق التي تحتل آخر الجدول للدرجة الثانية، أم زيادة عدد الأندية المشاركة في الموسم المقبل؟

هذه أمور ربما تُعزز من فرص الاستكمال، الذي زادت حظوظه أيضًا بعد قرار الاتحاد الإفريقي تأجيل كأس الأمم للمنتخبات عامًا كاملًا لتقام في الكاميرون مطلع 2022.