الحرب في ليبيا: أي الدول الإقليمية تحمل مفتاح حل الأزمة؟

قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني

Reuters

في إطار تغطية تطورات الأزمة في ليبيا، شهدت صحف عربية تباينا في الآراء بشأن أدوار الأطراف الإقليمية الفاعلة في النزاع.

ومن أبرز الأطراف الإقليمية التي علق على أدوارها كُتّاب وصحف: مصر التي تدعم خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا – المعروفة باسم الجيش الوطني الليبي – وتركيا التي تدعم قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

“الاستيلاء على الهلال النفطي”

يحذر عماد الدين أديب في “الوطن” المصرية من عقلية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً إنها عقلية “المقاول” الذي “يبيع ويشترى، يقامر ويزايد، يفعل أي شيء وكل شيء من أجل الحصول على عقد المقاولة!”.

ويضيف: “ونأتى للمقاولة الكبرى، وهى اختراق خط ‘سرت – الجفرة‛ والاستيلاء على القاعدة البحرية والمطارات والقواعد الاستراتيجية فى شرق ليبيا لتحقيق أهداف كسر الجيش الوطني الليبي، الاستيلاء على الهلال النفطي، تهديد الحدود الغربية المصرية واستنزاف متوسط وطويل المدى قد يصل لسنوات لجيش واقتصاد مصر، وتهديد حقوق مصر الشرعية فى غاز شرق البحر المتوسط”.

في السياق نفسه، يشير جمال جوهر في “الشرق الأوسط” اللندنية إلى أن “أنقرة لم تهدأ منذ إعلان ‘تحرير‛ الحدود الإدارية للعاصمة، في الرابع من يونيو (حزيران) الماضي. ولعلها لن تكتفي بما تحقق. ذلك أن ما سيطرت عليه – وفقاً لموالين لـ ‘الجيش الوطني‛ – عبارة عن أراض صحراوية تخلو من آبار النفط. لذا ينفخ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تحظى تحركاته هناك برضا أمريكي، في نار الحرب، سعياً لإشعالها، على أمل أن يتجاوز خط سرت – الجفرة، ويقترب من ‘الهلال النفطي‛. ولذا، تجاهل كل المبادرات والدعوات المنادية بوقف الحرب”.

بدورها، تقول صحيفة “البيان” الإماراتية في افتتاحيتها إن “أحلام أردوغان تنتهي في ليبيا”.

وتضيف: “بدأت دول العالم تشق طريقها لإخراج قوات الغزو التركية من ليبيا، فما عاد الزمن يعمل لا لمصلحة أردوغان ولا لمصلحة ‘الإخوان‛، إذ أصبح هامش مناورة أردوغان في أضيق مساحته، بعد إزالة النقاب عن تدخلاته، التي كانت سبباً في فشل المحاولات السابقة للحل السياسي في ليبيا”.

وتتابع: “أيام مخططات أردوغان معدودة. سيخرج من أرض عمر المختار عاجلاً أو آجلاً، خالي الوفاض، لتتضاعف نكساته بعد تلقّيه ضربات متتالية موجعة جراء تدخله في سوريا، ما قد يمهد لإنهاء طموحاته السياسية داخلياً وخارجياً”.

تحرك “غير مشروع”

بالمقابل، يدين أحمد معيوف في موقع “صوت ليبيا” مصر، قائلاً: “مصر، ومن في حكمها من الدول، تعتبر مدانة لأنها تتجاوز المجلس الرئاسي في تعاملها مع الأجسام الليبية، وترى أن شرعية تدخلها كما ورد في خطاب رئيسها ‘باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة الخاص بحق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي أي مجلس النواب‛”.

ويضيف: “بما أن مصر تعترف بالاتفاق السياسي وبالأجسام المنبثقة عنه، فإن دورها الطبيعي يجب أن يكون الوقوف مع الأجسام التي انبثقت عن هذا الاتفاق، وأن أي تحرك ضد الحكومة المنبثقة عنه يعتبر تحركا غير مشروع”.

من جهتها، تقول صحيفة “الشرق” القطرية في افتتاحيتها: “السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية بدعم حكومة الوفاق الوطني، والالتزام بتنفيذ اتفاق الصخيرات، وقرارات مجلس الأمن، ونتائج مؤتمر برلين”.

وتضيف الجريدة: “من الضرورة بمكان أن يتحرك المجتمع الدولي بجدية، لوقف الحرب التي يشنها الجنرال خليفة حفتر على طرابلس، واستهدافه المدنيين، بدعم من بعض الدول، حيث خلفت الحرب عشرات الضحايا، ومقابر جماعية، وفي هذا الصدد كررت قطر إدانتها لهذه الممارسات الخطيرة وغير القانونية، كما حذرت من دعم طرف معين ضد طرف آخر”.

وبعيدا عن الحديث عن بحث أدوار الأطراف الإقليمية الفاعلة في النزاع، ترى فوزية بن شرودة في “رأي اليوم” اللندنية أن الجزائر ربما “تحمل مفاتيح حل الأزمة الليبية”.

وتقول: “تَميل الجزائر في طرحها لحل الأزمة الليبية إلى الحسم السياسي القائم على الحوار، وعلى البقاء على مسافة واحدة مع كل الفرقاء، معتمدة بذلك على مبدأ المصالحة الوطنية بين الإخوة الليبيين”.

وتضيف: “ما يزيد من قوة الدبلوماسية الجزائرية في الملف الليبي ويجعل الكثير من المراقبين لهذا الشأن يرون فيها قوة وازنة، كونها لا تساند طرفاً على حساب آخر كما هو الحال بالنسبة لمصر – كدولة مجاورة، فبعدم تورطها لا سياسياً ولا عسكرياً في هذه الأزمة تفرض نفسها كقوة إقليمية وحيدة بعيدة عن كل التجاذبات، ضف إلى ذلك أن الجزائر لا تملك أي مطامع اقتصادية ولا توسعية في ليبيا، ما يرشحها للعب دور بالغ الأهمية في هذا الملف”.