الأزمة في لبنان: غضب بعد ظهور طوابير الخبز بسبب أزمة الدولار

lebanon

مع تخطي الدولار الأمريكي عتبة الـ5700 ليرة لبنانية ، تنتشر صور وتدوينات عبر مواقع التواصل تشير إلى تراجع كبير في ‘القدرة الشرائية في البلاد مما أدى إلى عجز عائلات كثيرة عن تأمين متطلباتها الأساسية ‘.

Getty Images

كما تعكس تلك الصور والتدوينات خوف بعض اللبنانيين من المستقبل وعدم تفاؤلهم بـ “الإصلاحات الحكومية أو بحدوث انفراجة قريبة لأوضاعهم المعيشية المتدهورة”.

رغيف الخبز

واستيقظ اللبنانيون أمس السبت على قرار الموزعين وقف تسليم الخبز لأصحاب المحلات التجارية، ما دفعهم إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى المخابز المركزية.

وقد تداول العديد من الصحفيين والمغردين اللبنانيين مقاطع مصورة تظهر تهافت مواطنين على المخابز.

ويشير نشطاء على فيسبوك وتويتر إلى أن ربطة الخبز وصلت في بعض المناطق إلى ـ2500 ليرة بدل سعرها الرسمي الذي يبلغ 1500 ليرة لبنانية.

وأعاد مشهد تهافت الناس على المخابز إلى أذهان كثيرين مشاهد من الحرب الأهلية، عندما كان الناس يصطفون في طوابير لساعات لشراء حزمة خبز واحدة.

ويرى مغردون أن تلك المشاهد تعكس حجم الإذلال الذي سببته الطبقة السياسية للبنانيين، بينما اتهم البعض الآخر أصحاب الأفران والتجار باستغلال الأزمة الاقتصادية الأخيرة لاحتكار السلع ورفع الأسعار.

طوابير الخبز.#لبنان_ينتفض #لبنان_يثور #لبنان_يحتضر pic.twitter.com/hWFMxQkKjV

— توفيق الحكيم (@Naji32674838) June 27, 2020

مشاهد الذل تتكرر، من أمام المصرف مروراً بالصرافين وصولاً إلى الأفران. ترى أين ستكون وجهة الطوابير القادمة؟ #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/GtlJDMsguZ

— التجمّع الشبابي المدني (@tshbabimadani) June 27, 2020

الصورة لبنان .. التهافت على رغيف الخبز في الحرب الاهلية واليوم هذا المشهد يتكرر بكل أسف
ولن اذكر الاسباب انتو أذكروها 👇pic.twitter.com/QHfQchoQH5

💛 Rima 💝 (@rima_yeehea) June 27, 2020

وعزت نقابة الأفران سبب امتناع أصحابها عن توزيع الخبز على المحال التجارية إلى “عدم قدرة أصحاب المخابز على تغطية التكلفة الكبيرة لبعض المواد المصنعة للخبز، بعد وصول الدولار إلى قرابة 8 آلاف ليرة لبنانية” .

من جهته، دعا وزير الاقتصاد اللبناني، راوول نعمة، المواطنين إلى عدم التهافت على الأفران والمخابز، مؤكدا أن بلاده تمتلك مخزونا كبيرا من القمح.

ووعد الوزير بإيجاد حلول سريعة تخفف أعباء المواطنين وخسائر أصحاب المخابز”.

لدينا مخزون كبير من القمح والطحين وبالتالي لا أزمة خبز، وندعو المواطنين الى عدم التهافت على الأفران والمخابز.

— Raoul Nehme (@RaoulNehme) June 27, 2020

تابع رئيس مجلس الوزراء د حسان دياب أزمة الخبز المستجدة، وأجرى اتصالات مكثفة لمعالجة الموضوع، وكلف وزير الاقتصاد راوول نعمه والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم البحث سريعاً في حلول لا تزيد الأعباء على المواطنين وتخفف خسائر الأفران#مجلس_الوزراء @RaoulNehme @LebISF

— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) June 27, 2020

مقايضات: مبالغة أم انعكاس للواقع؟

ويعيش لبنان منذ أشهر أزمة اقتصادية خانقة، فاقمتها إجراءات الإغلاق العام للحدّ من تفشي فيروس كورونا وتداعيات عقوبات “قانون قيصر” الأمريكي الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي ويستهدف النظام السوري وحلفاءه.

ومنذ أكتوبر / تشرين الأول الماضي، فقدت الليرة اللبنانية 70 في المئة من قيمتها. كما تشير تقارير إلى أن مئات اللبنانيين خسروا مصدر رزقهم أو جزءا من مدخراتهم، وسط توقعات باضمحلال الطبقة الوسطى.

ويبدو أن الأزمة الأخيرة ساهمت في ظهور مبادرات لمساعدة بعض المواطنين على توفير احتياجاتهم بأقل التكليف.

ومن هذه المبادرات صفحة “لبنان يقايض” التي دشنها مغترب لبناني قبل نحو أسبوعين على فيسبوك.

وفي مشهد يصفه نشطاء بالمؤلم، يقايض بعض المنخرطين في الصفحة أغراضهم الشخصية الثمينة ببعض المواد الأساسية.

فمثلا، عرضت إحداهن طقما من الفناجين الباهظة الثمن مقابل أكياس حفاظات وعلب حليب لطفلها الصغير.

ويرى كثيرون في تلك المنشورات انعكاسا لواقع بعض اللبنانيين الذين تغيرت أولوياتهم وتخلوا عن الكماليات.

بدأ اللبناني بمقايضة الثياب/الأغراض المنزلية/الأحذية مقابل الحصول على المواد الغذائية الأساسية مثل حليب الأطفال والحفاضات.

مجموعة جديدة على فيسبوك تُتيح للبنانيين المقايضة بحسب حاجتهم.

السبب بوضوح؛ ارتفاع سعر صرف الدولار وتضخم الأسعار.

هذه هي “سويسرا الشرق”. #لبنان pic.twitter.com/VweWkjIqIr

— Luna Safwan – لونا صفوان (@LunaSafwan) June 26, 2020

المضحك المبكي انو بنفس البلد .. بنفس الوقت ، ناس واقفة بالصف لان LV عم يحسب الدولار ٣٠٠٠ ل.ل و ناس عم تنذل بالصف قدام الافران لتجيب ربطة الخبز و طعمي ولادها! #لبنان_ينهار #شعب_رتش pic.twitter.com/1dVi83EZDW

— kristel Karam (@kristelkaram) June 27, 2020

علبتان مربى مقابل علبة حليب .. مقايضة بين اللبنانيين هذه الايام .. لعن الله الطبقة الحاكمة الفاسدة التي اوصلت شعب هذا البلد الى هذا الدرك #لبنان

— Hana Hamzeh هناء حمزة (@HanaHamzeh) June 26, 2020

أعمق من مطالب اقتصادية

في حين صب نشطاء جام غضبهم على الأحزاب السياسية وحملوها مسؤولية ما يحدث.

ويرجع هؤلاء النشطاء الأزمة الاقتصادية إلى عدة أسباب أهمها “الخلافات القائمة بين زعماء القوى السياسية واصطفاف بعضهم في لعبة المحاور الإقليمية”.

كما يرى بعضهم في إصرار بعض القوى السياسية كحزب الله على ربط توجهات لبنان بالمسألة السورية مجازفة حقيقية ستجلب للبلاد المزيد من المشاكل والأزمات.

لذا يطالبون بـترتيب البيت اللبناني الداخلي وتجديد الثقة بين النخب السياسية، وبين السياسيين والشعب، وبين لبنان والمجتمع الدولي.

بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة الشعب اللبناني يعيد نظام المقايضة حيث يقوم بأستبدال الملابس والسيارات والاغراض المنزلية بمواد اخرى مثل الطعام والحليب حيث انشاء عدد من المواطنين مجموعة في الفيسبوك تحت شعار لبنان يقايض.
اعطني بلد ايران تتحكم فيه يعيش بخير؟!

#حزب_الله_طلع_بوخة

— عدس نيوز (@AdsNews202) June 27, 2020

تذكروا هيدا الكلام 👇

ارادوا محاصرتنا وتجويعنا وبمساعدة بعض اللبنانيين
ولكن
سيصبح الجنوب و الضاحية وبعلبك اهم مراكز للتسوق في لبنان وكل اللبنانيّين حتى الخصم سيشتري كل ما يحتاجه منهم وبأرخص الاسعار

هيدا ما تنجيم ولا رفع معنويات
هيدا يقين
مع سماحة السيد ما تستعظم الأمور
.

— عامر الحلال 🇱🇧 (@7allal_a) June 26, 2020

ويدافع فريق من اللبنانيين عن توجهات حزب الله والقوى السياسية الداعمة للنظام السوري، ويرفضون ربطها بالأزمة الاقتصادية في لبنان.

فهم يروون في تلك التوجهات حماية لسيادة لبنان والأمن القومي للمنطقة مما يسمونها “المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية” التي تهدف “لإخضاع بلدهم اقتصاديا وسياسيا”، بحسب رأيهم.

لكن هذا الرأي يقابل بالرفض من قبل فريق آخر من اللبنانيين يرى أن سيادة لبنان وازدهار اقتصاده لن يتحقق إلا برحيل كامل الطبقة السياسية التي تحكم البلد منذ عقود.

ويتمسك هؤلاء بالشعارات التي رفعها المتظاهرون في الاحتجاجات التي شهدها البلد في أكتوبر / تشرين الأول الماضي.

وتتلخص تلك الشعارات في وسم ” #كلن_يعني_كلن” الذي يؤكد من خلاله لبنانيون على استمرار ثورتهم التي تريد تغيير المنظومة السياسية، لا مجرد رغيف العيش.

وانتو شو عملتو لتحصنو اقتصادكن وتقووا البلد؟ تحالفتو مع الفاسدين وغطيتو علين ودافعتو عنن ووقفتوا بوج شعبكن كرمالن! انتو من #كلن_يعني_كلن اللي عم بتجوع العالم! https://t.co/xx7gCoF6Ok

— Latifa (@LatifaKhalil) June 28, 2020

ويحلم المتفاعلون مع هذا الوسم بدولة مدنية توقف جحافل المهاجرين وتعيد لبنان إلى سابق عهدها منارة في المنطقة، حسب وصفهم.

ولا تختلف مطالب اللبنانيين وأحلامهم عن آمال وتطلعات شباب في العراق والسودان وغيرها من الدول العربية التي شهدت احتجاجات مشابهة.

ويرى مغردون عرب أن أزمة لبنان تكررت وستكرر في دول عربية أخرى ما لم تستمع الطبقة السياسة لمشاكل وهموم شعوبها، حسب رأيهم.

ناس لبنان بس فاضل ليهم بس قطعة الكهرباء و يبقى السودان ززط 👌🏾👌🏾

— ᗷᗩᔕᕼᗩ ๛ (@lil__basha) June 27, 2020

على فكره الشعوب العربيه ايضا تتحملون مايحدث من قتل او ظلم او فقر لكم انتم من تختارو حكامكم او نوابكم او من يمثلكم ثم تبكون ك البيبي

— sanaa98🇰🇼🇺🇲 (@emmaar98) June 27, 2020