اغتصاب جماعي لطفل سوري في لبنان يفجر غضبا بعد ظهور فيديو يوثق الجريمة

طفل

Getty Images

‏ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان وعدد من الدول العربية، بقصة طفل سوري عمره 13 عاما تعرض للاغتصاب في بلدة سحمر البقاعية.

وقعت الجريمة قبل سنتين، ولكن ظهور تسجيل فيديو نشر حديثا يوثق “المعاناة النفسية والجسدية” التي تعرّض لها الطفل، أعاد القضية إلى الواجهة.

#العداله_للطفل_السوري

، ولم يستطع الطفل البوح بحقيقة ما حصل معه بسبب التهديد الذي تعرض له من المغتصبين، إلا أن خلافا وقع بينهم دفع أحدهم إلى نشر الفيديو.

وتحوّل الفيديو، الّذي يوثّق اغتصاب 3 شبان لبنانيين لطفل سوري في المنطقة البقاعية، إلى قضيّة رأي عام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأطلق المستخدمون وسم #العداله_للطفل_السوري ، الذي كان من ضمن أكثر الوسوم انتشارا في عدد من الدول العربية.

وطالبوا من خلاله السلطات اللبنانية بالتحرك فورا ومحاسبة الفاعلين وإنزال أقسى العقوبات بحقهم.

فقالت الناشطة اللبنانية سحر حسين غدار: “العدالة لأجله كطفل كإنسان كمظلوم، سوري كان أم أفغاني أم هندي أم روسي، لن تتجزأ في نظري القضية إن كان من أينما كان، فلماذا نصوّب على القضية من باب الجنسية وليس من باب الإنسانية والحق؟العدالة لعينيك الباكيتين وصوتك الصارخ المستنجد بين يدي كلاب كاسرة على هيئة بشر”.

#العدالة_للطفل_السوري؟ العدالة لأجله كطفل كإنسان كمظلوم، سوري كان أم أفغاني أم هندي أم روسي، لن تتجزأ في نظري القضية إن كان من أينما كان، فلماذا نصوّب عالقضية من باب الجنسية وليس من باب الإنسانية والحق؟العدالة لعينيك الباكيتين وصوتك الصارخ المستنجد بين يدي كلاب كاسرة على هيئة بشر

— سحر حسين غدار (@ghaddar_sahar) July 2, 2020

من جهة أخرى، علق بعض المغردين متسائلين عن “مبررات” عادة ما يسوقها بعض المنتقدين لضحايا الاغتصاب من النساء.

Bet some of you are dying to say this but you know you can’t. #العداله_للطفل_السوري pic.twitter.com/S62A0Sd96n

— Meena 🥀 (@meenaasaif) July 2, 2020

كما نشر بعض المغردين صورا، تقارن بين تعامل مواطنين سوريين مع لاجئين لبنانيين من جهة، وتعامل مواطنين لبنانيين مع لاجئين سوريون من جهة أخرى.

a reminder of how Syria treated the Lebanese refugees back in 2006 vs how Lebanon is treating the Syrian refugees. #العدالة_للطفل_السوري #سوريا pic.twitter.com/vPJue1r9J8

— حَنان🌸 (@hananhaddad_) July 2, 2020

سفير اتحاد الأحداث في لبنان

ومن جهته أكد سفير اتحاد الأحداث في لبنان، جو معلوف لمدونة بي بي سي ترند، أن التحقيقات مستمرة في قضية الاغتصاب والتحرش الذي تعرض له الطفل السوري في البقاع.

وأكد معلوف أن القوى الأمنية تمكنت من توقيف أحد المتهمين بالإضافة إلى تسليم ثلاثة آخرين ليصبح عدد الموقوفين أربعة.

وقال سفير اتحاد حماية الأحداث إن الجهات المختصة استمعت إلى الطفل ووالدته في حضور مندوبة الاتحاد.

كما طالب جو معلوف السلطات المختصة بالإسراع في التحقيقات لمحاسبة كل مسؤول عن هذه الجريمة.

وتخوف بعض الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي من “تدخل السياسة في القضية” لتغطية المرتكبين من قبل أحزاب المنطقة.

فقالت الإعلامية اللبنانية نادية بساط: “… ‏مين رح ياخد بحقه للولد القاصر؟ لازم إعدام للمجرمين وتعويض للضحيّة، علماً إنو الأذى حصل وما في شيء بيعّوض، لعدم تسييس القضية، لعدم التغطية على المطلوبين”.

لم انشر الفيديو لأن صوت صريخ القاصر عند اغتصابه يُدمي القلب.
المتحرشون معروفون بالإسم لماذا لم يتم القبض عليهم؟؟

مين رح ياخد بحقه للولد القاصر؟لازم إعدام للمجرمين وتعويض للضحيّة، علماً انو الأذى حصل وما في شي بيعّوض !
لعدم تسييس القضية.
لعدم التغطية على المطلوبين. pic.twitter.com/pjMLxK3zsl

— Nadia Bsat🇱🇧 (@NadiaBsat) June 30, 2020

وتعليقا على تغريدة بساط قال معلوف: “لن تسيّس ولن تمر مرور الكرام وأشكر كل من تدخل لمحاسبة المرتكبين … إن شاء الله نسمع خبر حلو وتحقيق للعدالة قريباَ كرمال هالطفل”.

لن تسيّس ولن تمر مرور الكرام وأشكر كل من تدخل لمحاسبة المرتكبين وعلى رأسهم الصديق @salemzahran05. انشالله منسمع خبر حلو وتحقيق للعدالة قريباَ كرمال هالطفل https://t.co/kz8CVSCRbY

— joemaalouf جو معلوف (@joemaalouftv) June 30, 2020

وفي حديثنا إلى مدير مركز الارتكاز الإعلامي، أكد سالم زهران لمدونة بي بي سي ترند أن “ما يشاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي من حماية لهؤلاء الأشخاص، من قبل أحزاب المنطقة، عار عن الصحة”.

وفي رده على تغريدة معلوف الأخيرة قال زهران: “في الإنسانية لا تسيس، و لا متاريس يا صديقي”.

في الانسانية لا تسيس..و لا متاريس يا صديقي 🌹

— سالم زهران (@salemzahran05) June 30, 2020

ومن جهة أخرى، لاقت القصة تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل، من قبل فنانين وإعلاميين لبنانيين وعرب وسط مطالبات بمعاقبة الفاعلين.

فقالت الفنانة السورية كندة علوش: “جريمة الاعتداء على الطفل السوري مرعبة ومؤلمة إلى أبعد الحدود لا يجب السكوت عنها .. تحية لكل شخص حر يدافع عن هذه القضية بعيد عن أي اصطفاف قومي عنصري طائفي، يا رب ارحمنا من هذه النماذج من الوحوش البشرية وأمراضها وقذاراتها وأنزل بهم أشد العقاب”.

جريمة الاعتداء على الطفل السوري مرعبة ومؤلمة إلى أبعد الحدود لايجب السكوت عنها.. تحية لكل شخص حر يدافع عن هذه القضية بعيد عن أي اصطفاف قومي عنصري طائفي
يارب ارحمنا من هذه النماذج من الوحوش البشرية وأمراضها وقذاراتها وانزل بهم أشد العقاب 🙏🏻🙏🏻

— Kinda Alloush (@KindaAlloush) July 1, 2020

وبدورها قالت الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات: “صاروا معروفين بالأسماء والأشكال، بانتظار حكم القضاء سريعاً والاقتصاص من الوحوش”.

صاروا معروفين بالأسماء والأشكال ، بانتظار حكم القضاء سريعاً والاقتصاص من الوحوش #العداله_للطفل_السوري

— Rabia Zayyat (@rabiazayyat) July 1, 2020

قوى الأمن الداخلي

وتعليقا على القضية، أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة بيانا قالت فيه:

  • “تداول عدد من المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام فيديو يُظهِر قيام عدد من الشبان بالتحرش الجنسي بقاصر مجهول الهوية، مما أثار استياءً كبيراً لدى الرأي العام.
  • على الأثر، ونتيجة الاستقصاءات والتحريات، توصلت مفرزة زحلة القضائية في وحدة الشرطة القضائية إلى تحديد هوية الضحية وهو سوري الجنسية من مواليد العام 2007.
  • باستماعه بحضور مندوبة الأحداث في مركز المفرزة، أفاد أنه ومنذ حوالي السنتين وخلال عمله في معصرة للزيتون أقدم 8 أشخاص من الجنسية اللبنانية من مواليد (1977، 1981، 1998، 1999، 2000 و2002)، على التحرش الجنسي به وممارسة أفعال منافية للحشمة معه.
  • باستماع والدته، اتخذت صفة الادعاء الشخصي بحق المشتبه بهم بجرم اغتصاب وتحرش جنسي، كما جرى عرض القاصر على لجنة طبية شرعية.
  • وقد تمكنت إحدى دوريات شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف أحد المشتبه بهم.
  • أودع الموقوف مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب في وحدة الشرطة القضائية، وتم تعميم بلاغات بحث وتحر بحق المتورطين، بناء على إشارة القضاء المختص.

أحد المشتبه بهم المشاركين في عملية الاعتداء الجنسي على قاصر في بلدة سحمر أوقف من قبل شعبة المعلومات #قوى_الأمن https://t.co/ZV5Ql2aB14 pic.twitter.com/LOjxjLvmrJ

— قوى الامن الداخلي (@LebISF) July 2, 2020