يوسف الشريف: هل تستحق تصريحات الفنان المصري كل هذا النقاش؟

لم يهدأ النقاش بشأن التصريحات التي أدلى بها الفنان المصري، يوسف الشريف، حول موقفه من المشاهد الحميمية في المسلسلات والأفلام.

فلا يزال اسم الفنان يتصدر قوائم المواضيع الأكثر تداولا في مصر، فيما انقسم الفنانون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بين منتقد ومحتف بتصريحاته.

وفي لقاء تلفزيوني مع الإعلامي المصري رامي رضوان، قال الشريف إنه قرر عدم المشاركة في أي عمل فني به مشاهد ساخنة بعد أن نصحه والده بالابتعاد عن هذا النوع من الأعمال بسبب بعض اللقطات التي تضمنها فيلم “هي فوضى” الذي كان يجسد فيه دورا رئيسيا.

كما أوضح الشريف أنه : “يضع شروطا في عقود أعماله حرصا على عدم تقديم “مشاهد ساخنة”، مضيفا أن “قراره تسبب في حرمانه من عدة أدوار وجعله محل سخرية من زملاء له في الوسط الفني”.

😂مش عارف ازاي كلمة(المشاهد الساخنه)اتحولت ل(ملامسة النساء)عموماً لازم نفترض حسن النيه😉وطبعاً المشهد ده أصلاً ملوش اي علاقه بالكلام ده. ده مشهد عادي جداً و تخيل ان كل الدوشه دي بسبب تصريح من حساب مزور.كذبوا الكذبه وصدقوها😂😂https://t.co/xD4Fsa9M2g

— Youssef el sherif (@ElSherif) June 27, 2020

وما إن فرغ الفنان من حديثه حتى احتل اسمه عناوين الصحف في البلاد، التي نقلت على لسانه أنه يرفض “ملامسة النساء”، وهو ما لم يذكره الشريف.

واضطر بعدها الفنان المصري للرد على تلك المغالطات داعيا الناس إلى احترام موقفه من “المشاهد الحميمية” ومؤكدا أنه لا يفرض رأيه على أحد.

الدراما والخطوط الحمراء

لكن تصريحات الشريف حول المشاهد الجريئة جرت عليه وابلا من الانتقادات، حتى أن بعض العاملين في المجال الفني وصفه بالرجعي أو شبه حديثه بكلام الشيوخ.

من بين هؤلاء المخرج المعروف مجدي أحمد علي، الذي أكد أن العمل الفني لا يخضع لشروط.

بصراحة متضايقتش خالص من انترفيو #يوسف_الشريف
و بصراحة مش فاهمة الدوشة دى كلها ليه

انت حر ما لم تضر . بس كدة ، و معتقدتش انه ضر حد بمعتقداته او قناعاته
شابوة يا عّم 🎓

— Ayten Amer (@AYTENAMER) June 27, 2020

الشركة التي ستحتكر الإنتاج السينمائي والدرامي في زمن دراما البلوتوث وعدم التلامس pic.twitter.com/Lkre5yiNz5

— khaled Montaser (@khaledmontaser) June 28, 2020

وأيدته في ذلك الكاتبة رشا عزت. فرغم تأكيد الكاتبة على حرية الشريف في اختيار الأعمال التي يريد تقديمها للجمهور إلا أنها رفضت ما وصفته بـ “استبدال المعاير الأساسية لصناعة الفن بمعايير شخصية”.

وأضافت بأن “المعاير الفنية والإبداعية قائمة في الأساس على تجسيد كل أشكال وأنماط المشاعر والعلاقات الإنسانية المختلفة”.

اللي معترض علي رفضنا لتصريحات يوسف الشريف وعاوز يتناقش بموضوعية حقك واهلا بيك، لكن لما تختزل رفضنا لكلامة بحسب وصفك اننا…

Posted by Rasha Ezzat on Sunday, June 28, 2020

انا كمان يامحمد مكنتش عايز اتكلم في الموضوع لكن استفزني الكلام عن حرية الرأي والتعبير..تعبير ايه انت ممثل ..جزء من عمل…

Posted by Magdi Ahmed Ali on Sunday, June 28, 2020

#ادعم_يوسف_الشريف

وتباينت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن انخرطوا في مناقشة تصريحات الشريف، لينطلق بعدها جدل حول ضرورة وجود مشاهد “جريئة” من عدمها.

فالمؤيدون لكلام الشريف لم يترددوا في مدحه والتغني بحسن أخلاقه قائلين إن له من اسمه نصيبا. وذيل هؤلاء تغريداتهم بوسم #ادعم_يوسف_الشريف.

حقيقى مش قادرة استوعب فكرة اللغط اللى حاصل على حوار يوسف الشريف و كلامه انه بيرفض الاعمال اللى فيها مشاهد ساخنه اللى هى المفروض حاجة تحترم و يقتدى بيها من كل الفنانين ، عمر ما كان الفن المبتذل هادف ولا يحترم يا ريت كل الناس بتفكر كدة و فعلا شابو يوسف الشريف ♥@ElSherif pic.twitter.com/HXBuUiCNDI

— Rana ashraf (@ranaAshraf0) June 28, 2020

ودعا هؤلاء القائمين على الهيئات الفنية بتشديد الرقابة على المشاهد الساخنة والجريئة في الأفلام بحجة أنها تمر على مرأى المراهقين فتدفعهم إلى محاكاتها.

ولم يتردد البعض في وصف الملامسات والقبل في الدراما بأنها “جريمة” قائلين إن “طبيعة الفن هو التطهير والتثقيف وما عدا ذلك فهو يعد إفسادا للمجتمع”، وفق رأيهم.

ويعتمد الرافضون لمشاهد القبل والمشاهد الجنسية بشكل عام على مصطلح السينما العائلية أو السينما النظيفة”.

ويستدلون بأفلام ومسلسلات لفنانين، من أمثال محمد هنيدي، يرون أنها نجحت في استقطاب جمهور واسع دون أن تتضمن لقطات جريئة.

#يوسف_الشريف فخر الممثلين العرب.#مواطن_حر

— الفاروق عمر 🇵🇸 (@Moaten_Hor) June 28, 2020

الفنان @ElSherif

من أرضى الله بسخط الناس..رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.

استعن بالله..وامضِ ولا تلتَفِتْ..واعلم أنما عند الله خير لك مما عند الناس.

ليت كل الفنانين يحذون حذوك للوصول نحو أعمال فنية تخلو عما حرمه الله ورسوله، وتعود على الأجيال بالإثراء والفائدة.

شكراً لك بحق.

— عبدالله رشدي (@abdullahrushdy) June 29, 2020

السينما النظيفة

في المقابل، يجد آخرون أن تلك المشاهد مهمة للغاية طالما أنها تخدم السياق الدرامي.

ويعترض مدونون على استخدام عبارة “الدراما النظيفة” ويعتبرونه مصطلحا يحاول من خلاله أصحابه فرض مفهوم واحد للأخلاق واحتكار الدين، على حد قولهم.

تمام يا صاحبي بس برضو زي ما انت شايف ان ده حاجه حلوه فيه ناس شايفه غلط و ما فيش حاجه اسمها سينما نظيفه فهي اراء انا عن نفسي شايف برضو ان ما فيش حاجه اسمها سينما نظيفه 😂بس انا بتفرج علي يوسف الشريف عشان الحاجات اللي بيعملها فكرتها كويسه

— Mohamed Elwr2y (@MElwr2y) June 28, 2020

طيب ما مكي واحمد حلمي افلامهم نظيفه وما فيهاش اي مشاهد جريئة
وممكن يكونوا بيشترطوا بس ما قالوش
فيه زي يوسف الشريف
عادي بالعكس افلامهم عائليه تتفرج عليها مع عيلتك وانت مستريح

— Haitham dahi (@haitham_dahi) June 28, 2020

ويرى هؤلاء أن “تصريحات الشريف ومن قبله من صناع السينما النظيفة دفعت المواطن نفسه للمطالبة برفض المزيد من القيود على ما يشاهده وما يفعله”.

الناس دلوقتى بتعتقد ان التلامس حرام وده طبعا من تصريحات يوسف الشريف حتى لو مقلهاش نصا بس بالاستدلال بمشهد مسلسله الاخير و ده مزايده حياتيه و دينيه على المصريين اللى عندهم التلامس جزء من حياتهم فى الاتوبيس محاضزات الجامعات و المترو و المدارس و توابير اللا شئ فى مصر #يوسف_الشريف

— Ahmed Hassan (@AhmedHa23711446) June 28, 2020

ليه الjudgement عالراجل علي موضوع اصلا fake و شخصي، ده كان رد علي سؤال في مقابلة و هو مكانش عاوز يناقشه عشان الناس متحكمش عليه بالمزايدة علي زمايله https://t.co/xAsu6ovY14

— Tarek Saber (@Tarrrrek) June 29, 2020

في أواخر التسعينات، طرأ تحول في تاريخ السينما المصرية، إذ فرض مصطلح “السينما النظيفة” نفسه بقوة تزامنا مع ظهور موجة الأفلام الكوميدية واختفاء ما يعرف اصطلاحا بـ “سينما المقاولات” لتشهد قاعات السينما عودة الأسرة المصرية من جديد.

فقد مهد نجاح فيلم “إسماعيلية رايح جاي” إلى ظهور موجة جديدة من أفلام الكوميديا، قام ببطولتها عدد من النجوم الشباب الجدد آنذاك.

ومن بينهم محمد هنيدي، الذي قدم في عام 1999 فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” ومحمد سعد الذي قدم سلسلة من الأفلام في نفس الاتجاه.

واستمر الأمر على ذلك الحال حتى قرر عدد من نجوم السينما التمرد على المحظورات الفنية، ليظهروا في أفلام كانت ولا تزال تسيل الكثير من الحبر والنقاشات.

ونذكر منهم هند صبري ومنة الشلبي ومنى زكي، اللواتي قدمن أدوارا تناقش قضايا المرأة وتنهي هيمنة الممثلين الرجال على أدوار البطولة.

ومن هذا المنطلق، يتساءل المدافعون عن حرية السينما عن إمكانية تناول قضايا هامة كظاهرة التحرش أو الاغتصاب دون مشهد عار أو قبلات؟

ويبدو أن المنخرطين في تقييم تصريحات الشريف انغمسوا في الموضوع أكثر من اللازم، فانقسموا إلى ثلاثة فرق الأول يدافع عن الفنان دون شروط ويدعم فكرة الدراما النظيفة والآخر يتهمه بالمزايدة.

أما الفريق الثالث فيرى أن التعليقات التي صاحبت الجدل عكست مدى تقبل المجتمع بشقيه المحافظ والعلماني لفكرة الآخر.

لذا ينادون بتقبل الرأي المخالف أيا كانت معتقداته الدينية والفكرية والسياسية.

بتوع حرية الرأي و اللي دائما بيدافعوا عّن كل اللي يغضب ربنا، بيهاجموا الراجل اللي عايز يرضي ربنا في شغله و بيرفض تقديم…

Posted by Amir Teima on Saturday, June 27, 2020

كل فنان حُر في طريقة عمله طالما بعيدة عن الإسفاف والمنتج له الحرية في قبول ذلك او عدمه . فاتن حمامة وماجدة في بداياتهم كانوا يرفضوا القبلات . المُهم عدم المتاجرة او المزايدة من الفنان ومؤيديه أو من المُنتقدين

— Dr mahmoud kamel (@DrmahmoudkDr) June 29, 2020

في حين يقول مغردون آخرون إن الموضوع برمته لا يستحق كل هذا النقاش.

شوفوا بقا احنا مش كل شوية نهرى في مواضيع مالهاش اى ستين فايده او لازمة
احنا كمصريين مش هيفرق معانا راى يوسف شريف من نور الشريف
واكيد حياة الشعب المصرى مش جوا التلفزيون…احنا حياتنا برا فالغلاء والمواصلات والشغل واعباء يومنا الممل فبلاش نتكلم في حوارات فارغة

— MASRI (@masriarabi) June 29, 2020