احتشدت جماهير غفيرة في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس لتشييع جنازة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، في أجواء مليئة بالحزن والأسى.
وسار الآلاف خلف النعش وهو في طريقه إلى المقبرة، بينما اصطف آخرون على طول الشارع يلوحون بأيديهم لتوديع فقيد الكرة العالمية.
واضطرت الشرطة إلى التدخل لضبط أمواج البشر الذين جاءوا لحضور الجنازة.
وأعلنت الحكومة الحداد لمدة ثلاثة أيام حزنا على رحيل البطل القومي الأربعاء متأثرا بأزمة قلبية، وعمره 60 عاما.
وسجي جثمان مارادونا الخميس أمام قصر الرئاسة في تابوت يلفه العلم الوطني، وعليه القميص رقم 10 الذي عرف به اللاعب خلال مشواره الكروي، مع منتخب بلاده.
وفي منتصف النهار كان طابور المشيعين على طول كيلومتر، واشتبكت الشرطة مع الكثير منهم عندما حاولت إغلاق محيط القصر في الساعة الرابعة مساء.
وأفادت تقارير باستعمال الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لتفريق الحشود الراغبة في إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان مارادونا.
واعتبر أحد المشيعين، واسمه، روبن هرنانديز، أن الشرطة أفرطت في تعاملها مع الحشود.
وقال في تصريح لوكالة رويترز: “كنا نقف في الطابور بهدوء، فشرعت الشرطة في إطلاق الأعيرة المطاطية. إنه جنون. كل ما أردته هو توديع دييغو”.
وبعدها مددت الحكومة الفترة بساعتين، ولكن ذلك لم يكن أيضا كافيا لوصول الكثير من المشيعين إلى التابوت.
ثم توجه الموكب الجنائزي إلى مقبرة بيلا فيستا في ضواحي المدينة.
وكان أفراد عائلة مارادونا وعدد من زملائه اللاعبين السابقين قد حضروا تأبينا خاصا في وقت سابق.
“كان كل شيء بالنسبة لنا”
وفي مدينة نابولي الإيطالية التي قضى فيها مارادونا 7 أعوام لاعبا، تجمعت جماهير الفريق في الملعب للترحم على الفقيد، هاتفين “دييغو، دييغو”.
وفي اليوم الثاني خرق الجمهور إجراءات الإغلاق المفروض بسبب انتشار فيروس كورونا، وخرجت حشود لتأبين مارادونا قبيل انطلاق مباراة نابولي أما الفريق الكرواتي رييكا في منافسة يوروبا ليغ، والتي جرت دون جمهور.
وقال أحد مناصري نابولي واسمه جياني أوتيور لوكالة رويترز: “كان استثنائيا، وكان يمثل كل شيء بالنسبة لنا في نابولي”.
ومر مارادونا، الذي يعد وحدا من أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، بفترات متقلبة في مشواره، إذ وقع في الإدمان على الكوكايين والكحول. وخضع لعملية جراحية في الدماغ في نوفمبر/تشرين الثاني، وكان سيتلقى العلاج للتخلص من إدمان الكحول.
وقالت وسائل الإعلام المحلية إنه توفي بسبب “أزمة قلبية”.
وفارق الحياة في بيته قرب بيونس آيرس، وكان ابن أخيه، جوني إيسبوزيتو، آخر من رأى مارادونا جيا، حسب تقارير رسمية.
وترك 5 أولاد وطليقته كلوديا فيلافان البالغة من العمر 58 عاما، التي انفصل عنها في 2004 بعد عشرين عاما من الزواج.
هذا الخبر مارادونا: حشود غفيرة في وداع أسطورة كرة القدم ظهر أولاً في Cedar News.