Getty Imagesاستطلاعات الرأي الحالية ترجح كفة المرشح الديمقراطي جون بايدن في مواجهة ترامب في الانتخابات الأمريكية المرتقبة.
تناولت صحف بريطانية عدداً من القضايا منها وضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسيةالمقبلة، بالإضافة إلى شكل الشرق الأوسط عشية الرحيل المحتمل لدونالد ترامب، ونفوذ روسيا في بريطانيا غداة نشر التقرير البريطاني حول روسيا.
بايدن والشرق الأوسط
البداية مع مقالة رأي في “الإندبندنت أونلاين” بعنوان “فوات الأوان استعادة قيادة أمريكا في الشرق الأوسط بالنسبة لجو بايدن أو لأي رئيس آخر”، للكاتب أحمد أبودوح.
يرى الكاتب أن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن سيتبع أسلوباً جديداً للقيادة في منطقة الشرق الأوسط.
وبرأيه لن يتبنى بايدن سياسة الدخل العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مثل الرئيس السابق جورج دبليو بوش، كما أنه لن يبقي على سياسات ترامب “اللامبالية”.
هل يستطيع جو بايدن إلحاق الهزيمة بترامب ويدخل البيت الأبيض؟
هل يختار بايدن ميشيل أوباما نائبة له في مواجهة ترامب؟
ولكن من المرجح أن يواجه بايدن مقاومة شرسة إذ أن النخبة السياسية الأمريكية لم تعد تتفق مع خطته للشرق الأوسط، حسب أبودوح.
ويوضح الكاتب أن ترامب ليس السبب وراء تحوّل الولايات المتحدة إلى الانعزالية. فهذا الاتجاه، برأيه، بدأ مع الرئيس السابق باراك أوباما الذي ” اختار أن يشغل المقعد الخلفي في ليبيا وسوريا، ولم يستطع منع اندلاع الحرب في اليمن”.
ويقول الكاتب إنه بعد بوش تجاهلت الولايات المتحدة الفظائع ضد المدنيين في سوريا والعراق واليمن وليبيا طالما أنها تُنفذ بأسلحة تقليدية، وليست نووية.
ويرجع أبو دوح ذلك في المقام الأول إلى غياب الاستراتيجية، ونقص الموارد والإرادة السياسية لمزيد من التدخل، كما يود غالبية الأمريكيين أن تقلل حكومتهم من التدخل في الصراعات في الخارج، وليس تولي الأمور بنفسها.
ويرى الكاتب أن “وجود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط يفتقر الآن إلى الهدف، فقد تعرف الولايات المتحدة ما لا تريده: مثلاً قيام “داعش” وهجوم كاسح على إسرائيل، وسيطرة الصين على تدفق النفط، وإيران نووية. لكن الولايات المتحدة لم تعد تعرف ما تريده حقاً في المنطقة.”
ويشير أبودوح إلى أن الولايات المتحدة تبدو الآن، وللمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، مستعدة لتقاسم موقعها المهيمن مع القوى الأخرى، إذ لم يعد النفط محورياً لأمن الولايات المتحدة، ولا يزال سلعة استراتيجية كما كان في السابق، على الرغم من أن حماية تدفقه ومنع الصين من التسلح لا يزال حيوياً بالنسبة للولايات المتحدة ومصالح حلفائها.
وبالنسبة لعملية التسوية، لم يعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفق رأي الكاتب، هو العمود الفقري للسلام في الشرق الأوسط، كما أن لإسرائيل حلفاء من العرب السنة أكثر من أي وقت مضى في تاريخها القصير، ولديهم هدف مشترك: احتواء إيران أو كسرها.
ويشير الكاتب إلى أن بايدن تعهد على موقع حملته على شبكة الإنترنت بالحفاظ على عدد صغير من القوات للقيام بدوريات في الخليج والتأكد من عدم ظهور تنظيم الدولة مرة أخرى، وهذا يعني الحفاظ على الوضع الراهن الذي تبقي عليه إدارة ترامب.
ويرى الكاتب أنه إذا أراد بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى مقعد القيادة عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية في الشرق الأوسط، فسيكون على مساعديه الإجابة على الأسئلة الشائكة وإلا عليه “الرجوع إلى المنزل”.
ويطرح الكاتب الأسئلة الآتية: ماذا سيكون مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ ما هي خطته لأمن الخليج؟ كيف ستنهي الإدارة الحروب في سوريا واليمن وليبيا؟ كيف سيقنع (أو يفرض على) حلفاء الولايات المتحدة وأعداءها الذين لا رادع لهم بالتوافق؟ وهل تستطيع أوروبا معالجة تدفقات الهجرة من تلقاء نفسها؟
سباق قبل “رحيل” ترامب
Getty Imagesإسرائيل رأت في رئاسة ترامب فرصة تاريخية لخدمة مصالحها.
أما في صحيفة “الفايننشال تايمز”، فنقرأ مقالة بعنوان “حلفاء دونالد ترامب يتسابقون من أجل تحقيق مكاسب في الشرق الأوسط القابل للاشتعال” للكاتب ديفيد غاردنر.
التاريخ يكذب ترامب ونتنياهو: “إسرائيل تتجسس على أمريكا حتى قبل قيامها”
يرى الكاتب أن احتمال خسارة ترامب الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، يسرّع في الشرق الأوسط “جميع أنواع الأعمال المميتة”، حيث يتسابق حلفاء ترامب على القيام بأشياء متهورة قد تفضل إدارة مستقبلية بقيادة الديمقراطي جو بايدن التراجع عنها.
أول هذه الأعمال هو الضوء الأخضر لإسرائيل لضم أكثر من مئة مستوطنة يهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية – وكلها غير قانونية بحسب القانون الدولي.
ويرى الكاتب أنه من المحتمل أن يساعد ترامب وصهره جاريد كوشنر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضم جزئي، ولكن استراتيجي، للأراضي الفلسطينية المحتلة يقتل أي احتمال لإنشاء دولة فلسطينية.
أما الذين يسميهم غاردنر “المعجبين بترامب الآخرين في المنطقة”، من الخليج إلى مصر، فهم حريصون أيضاً على إنجاز الأمور بينما ترامب لا يزال رئيساً. في المملكة العربية السعودية، وحتى قبل دخول الملك سلمان إلى المستشفى أخيرا، تزايدت التكهنات بأن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الذي لديه القدرة على توحيد جانبي الكونغرس الأمريكي ضده، سيخلف والده هذا العام.
وفي ليبيا حيث اشتدت الحرب الأهلية، بدأ الأمر يبدو كما لو أن مصر قد تغزو شرق ليبيا، فيما تسعى روسيا إلى موقع مريح في جنوب البحر الأبيض المتوسط لتزيد من مكاسبها في منطقة شرق البحر، التي يشار إليها في الآونة الأخيرة بـ “بركة حلف شمال الأطلسي”.
ويرى الكاتب أن المواجهة الروسية و/ أو المصرية مع تركيا في ليبيا خطر حقيقي.
بالنسبة لإيران حيث وقعت أخيراً سلسلة من الحوادث التي لا تنكر إسرائيل بشكل كامل أنها تقف وراءها، يذكّر الكاتب في هذا السياق، بأنه في أيلول/ سبتمبر الماضي، ردت إيران على العقوبات الأمريكية بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي التاريخي الذي وقعته إيران في عام 2015 مع ست قوى عالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة بقيادة باراك أوباما، بهجوم بطائرة من دون طيار وصواريخ إيرانية منشأة “أرامكو” السعودية.
ذلك يعني، حسب الكاتب، أن هناك بالفعل خطر التصعيد، في وقتٍ يعد آخر شيء مطلوب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج هو مشاهد حروب لا هوادة فيها في سوريا وليبيا واليمن.
ويخلص غاردنر إلى القول إنه إذا فاز بايدن في تشرين الثاني/ نوفمبر، فهناك توقع بأنه سيتبنى بشكل ما انفراج أوباما الدبلوماسي مع طهران. وستكون هذه هي الطريقة الأكثر أمانًا لاحتواء طموحات إيران النووية من دون حرب.
“تهاون” بريطاني في مواجهة روسيا
وفي صحيفة “الغارديان”، نقرأ مقالاً للكاتبة مارينا هايد بعنوان “كشف كبير لتقرير روسيا: كيف أن بريطانيا لا تريد أن تعرف”.
Getty Imagesالتقرير البريطاني اتهم روسيا بقيادة بوتين بالسعي للتأثير على الانتخابات البريطانية.
ترى الكاتبة أن نشر التقرير الذي تأخر طويلاً يكشف أن الحكومات البريطانية المحافظة المتعاقبة ووكالات المخابرات تهاونت مع أمور شديدة الخطورة وفضلت تركها من دون حل.
بريطانيا “هدف رئيسي” للاستخبارات الروسية
من “يتجسس” على روسيا؟
تقول هايد إنه باستثناء أولئك الذين لديهم شيء يخفونه – أو يخسرونه – ستوافق الغالبية بالتأكيد على أنه من الواضح تماماً أن روسيا سعت للتأثير على نتائج الانتخابات، سواء هنا ( في بريطانيا) أو في دول أخرى.
فروسيا تقوم بإسقاط طائرات ركاب وتكذب بشأن ذلك؛ تستخدم غاز الأعصاب لتسمم مواطني المملكة المتحدة، ثم ترسل قتلة محتملين ليقوموا بمقابلات تلفزيونية حول ما جرى في مدينة ساليزبري، حسب الكاتبة.
وتؤكد هايد أن عمليات الاختراق الالكترونية الروسية عالية المستوى، موثقة جيداً، وكذلك الاختراق الروسي للحزب الديمقراطي الأمريكي.
وتشير إلى أن لندن “غارقة حالياً في الأموال الروسية المشكوك فيها وهناك أشخاص يخدمونها، بما في ذلك أعضاء في مجلس اللوردات. كما تعتبر أنه من الطبيعي تماماً أن يجمع الحزب الحاكم الأموال لنفسه عن طريق “بيع رئيس الوزراء وكبار المشرعين الآخرين أنفسهم مقابل 160 ألف مباراة تنس مع زوجات وزراء روس سابقين”. علاوة على ذلك، تشير إلى أنه وفقًا للتقارير، حاولت الدولة الروسية أخيراً ممارسة نوع من سرقة لقاح “كوفيد-19” من مختبرات جامعة أكسفورد.
وتقول هايد إن الدولة البريطانية كانت تاريخياً تمارس سياسة التبرئة بشدة، وربما هذا ما يفسّر عدم اهتمام أجهزة الاستخبارات بالبحث عن أدلة على التدخل الروسي في الانتخابات البريطانية.
وأشارت الكاتبة في الختام إلى اعتبار قضية “التدخل الروسي” تهدف إلى تشتيت الانتباه عن قضايا أخرى، هو شكل من أشكال نظرية المؤامرة.