BBC
“قد نحظر تيك توك”. هذا ما قاله الرئيس الأمريكي ترامب للصحفيين في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وفي يوم الأحد، قال وزير خارجية ترامب، مايك بومبيو، لشبكة فوكس نيوز إن إجراءات معينة ستتخذ في الأيام القليلة المقبلة “للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها الأمن الوطني الأمريكي من جانب البرمجيات والتطبيقات ذات الصلة بالحزب الشيوعي الصيني”، بما في ذلك تطبيق تيك توك لمقاطع الفيديو القصيرة.
ولكن كيف يمكن تنفيذ هذا الحظر؟
البداية تتمثل في قيام شركتي آبل وغوغل بإزالة التطبيق من منصتيهما الإلكترونيتين.
من الممكن تنفيذ ذلك عن طريق إدراج شركة بايت دانس، الشركة المالكة لتيك توك، في قائمة الحظر التابعة لوزارة التجارة الأمريكية لمنع الشركات الأمريكية من التعامل معها. وسبق للحكومة الأمريكية أن استخدمت هذا الأسلوب لمنع شركة غوغل من إتاحة تطبيقاتها لشركة هواوي الصينية.
ومن شأن هذا الإجراء منع المستخدمين الجدد من تنزيل التطبيق.
ومن شأنه أيضا منع المستخدمين الحاليين لتيك توك من استلام الإشعارات أو تحديث التطبيق، رغم أنه – أي التطبيق – ما زال موجودا في أجهزتهم.
أما كيفية التعامل مع مواصلة استخدام التطبيق، فقد يتم عن طريق إجبار غوغل وآبل على استخدام آلية تسمح لهما بمحو التطبيقات المحظورة عن بعد أو منع تشغيلها.
وكان قاض برازيلي قد هدد في عام 2014 بإجبار الشركتين على استخدام هذه الآلية، ولكنه تراجع عن قراره في نهاية الأمر.
ومن المرجح أن تكون آبل وغوغل مترددتان في محاولة السيطرة على هواتف المستخدمين بهذه الطريقة، وقد تمتنعان عن الامتثال لهذه الأوامر.
لذا، قد يكون البديل الأسهل هو إجبار شركات الإنترنت المحلية على منع مستخدميها من التواصل مع خوادم تيك توك.
ومن الفوائد الإضافية لهذا البديل منع المستخدمين من مشاهدة مقاطع فيديو تيك توك عبر موقعها الإلكتروني.
وكانت الهند قد اتخذت هذا الإجراء عندما حظرت تيك توك والعشرات من التطبيقات الصينية الأخرى. وقال مستخدمون إنهم لم يتمكنوا من تجاوز الحظر عن طريق استخدام الشبكات الإفتراضية الخاصة (VPN).
ولكنه ليس من الواضح كيف سيتمكن ترامب من فرض قرار من هذا الشكل.
أما عن الإجراءات الأقل تشددا، فقد يكون إحداها منع استخدام التطبيق في الهواتف الرسمية الخاصة بموظفي الحكومة الفدرالية الأمريكية.
وكان مجلس النواب الأمريكي قد صوّت بالفعل لصالح هذه الفكرة، وما يزال مجلس الشيوخ يتداول الموضوع. ولكن هذا الإجراء أقل دراماتيكية بكثير من ذلك الي يلمح إليه ترامب.
ومن الاحتمالات الأخرى أن تقوم لجنة الاستثمارات الخارجية في الولايات المتحدة – التي ترأسها الخزينة الأمريكية – بمنع استحواذ بايت دانس على تطبيق (Musical.ly) الذي حوّل مستخدموه إلى تيك توك في عام 2018.
وكان تطبيق (Musical.ly) مملوكا لشركة صينية أخرى.
ولكن للجنة الاستثمارات الخارجية صلاحية إعادة النظر في عمليات الاستحواذ التي ترى أن فيها تهديدا محتملا للأمن الوطني الأمريكي. ولأن بايت دانس لم تسع إلى الحصول على الموافقات الرئيسية في حينه، تمكنت اللجنة من إطلاق تحقيق في الموضوع العام الماضي.
وإذا رفضت اللجنة اتفاق الاستحواذ، سيكون بإمكانها إجبار بايت دانس على إنهاء خدمة تيك توك في الولايات المتحدة.
المسألة الحقيقية تتمحور حول ما إذا كان سيسمح لتيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة تحت إدارة جديدة أو حتى باسم جديد.
أكدت شركة مايكروسوفت أنها تتفاوض من أجل الاستحواذ على نشاطات تيك توك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، ويلمح بعض مستخدمي الإنترنت إلى إمكانية إطلاق (Microsoft Teens) على الخدمة الجديدة (في تلاعب للألفاظ مع خدمة Microsoft Teams).
وقد ينظر إلى مايكروسوفت على أنها أكثر أمانة في المحافظة على سلامة المعلومات التي يجمعها تطبيق تيك توك، وقد يخفف استحواذها على التطبيق الصيني من المخاوف من حصول الصين على هذه المعلومات.
وقالت مايكروسوفت إنها تأمل في إنهاء مفاوضاتها مع بايت دانس قبل 15 من شهر سبتمبر / أيلول المقبل.
ما الذي تقوله تيك توك؟
“يتوجه مئة مليون أمريكي إلى تيك توك من أجل التواصل والترفيه”.
“وظفنا ألف شخص تقريبا في فريقنا في الولايات المتحدة في هذه السنة فقط، ونحن فخورون بأننا سنوظف عشرة آلاف موظف آخر”.
“المعلومات الخاصة بمستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة تخزن في الولايات المتحدة، وهناك قيود صارمة على المعلومات التي يتمكن موظفينا من الإطلاع عليها. ومعظم المستثمرين في تيك توك هم أمريكيون”.
“نحن ملتزمون بحماية خصوصية وسلامة مستخدمينا بينما نواصل العمل في سبيل إدخال الفرحة في قلوب الأسر وتوفير وظائف ذات معنى لأولئك الذين يعملون في منصتنا”.
تاريخ تيك توك
مارس / آذار 2012: تأسيس شركة بايت دانس في الصين، التي تقوم لاحقا بإطلاق تطبيق نيهان دوانزي، وهو تطبيق يتيح للمستخدمين الصينيين مشاركة الصور الهزلية.
سبتمبر / أيلول 2016: بايت دانس تطلق تطبيق داوين للفيديوهات القصيرة في الصين.
أغسطس / آب 2017: إطلاق النسخة الدولية من داوين باسم تيك توك في بعض مناطق العالم، ولكن ليس في الولايات المتحدة.
نوفمبر / تشرين الثاني 2017: بايت دانس تستحوذ على تطبيق Musical.ly الموسيقي.
مايو / أيار 2018: الإعلان عن أن تيك توك هو أكثر التطبيقات تنزيلا (بعيدا عن تطبيقات الألعاب) من منصة آبل في الأشهر الثلاثة الأولى من العام حسب ما ذكرته شركة ماركت تاور لأبحاث السوق.
أغسطس / آب 2018: بايت دانس تعلن أنها بصدد تصفية Musical.ly، وتحويل مستخدميها إلى تيك توك.
فبراير / شباط 2019: الولايات المتحدة تغرّم تيك توك بسبب طريقة تعامل Musical.ly مع المعلومات الخاصة بالأطفال دون سن الـ 13.
أكتوبر / تشرين الأول 2019: مدير فيسبوك مارك زوكربيرغ ينتقد تيك توك علنا ويتهمها بحجب الاحتجاجات.
نوفمبر / تشرين الثاني 2019: لجنة الاستثمارات الخارجية في الولايات المتحدة تطلق تحقيقا أمنيا حول تيك توك.
مايو / أيار 2020: تيك توك تعين كيفين ماير، المسؤول في شركة ديزني، مديرا تنفيذيا لشركة بايت دانس.
يوليو / تموز 2020: وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو – ومن بعده الرئيس ترامب – يقولان إنه من المحتمل حظر تيك توك.
أغسطس / آب 2020: مايكروسوفت تؤكد أنها تجري مفاوضات من أجل الاستحواذ على تيك توك وعملياتها في الولايات المتحدة و3 أسواق أخرى، مضيفة أنها قد تطلب من مستثمرين أمريكيين آخرين المساهمة بحصص في المشروع.