انفجار بيروت: هل بات الحادث “فرصة” لحزب الله أم لخصومه؟

Getty Imagesيعد الانفجار هو الأعنف الذي يضرب بيروت منذ عقود

تابعت الصحف العربية مناقشة تبعات انفجار مرفأ بيروت، وبالتحديد موقف حزب الله من الأزمة.

ورأى بعض الكتاب أن حزب الله سيتخذ من انفجار بيروت “فرصة” مع اختلاف تعريفهم لهذه الفرصة، فمنهم من قال إن حزب الله سيحاول الحصول على أموال التبرعات من الخارج.

بينما قال فريق آخر إن حزب الله لديه فرصة إجراء إصلاحات داخلية ومحاربة الفساد.

وقال محافظ بيروت في وقت سابق إن من المعتقد أن حصيلة القتلى جراء الانفجار تتجاوز 200 شخص، بالإضافة إلى أن عشرات الأشخاص لا يزالون مفقودين.

“انحطاط الفرصة”

يرى علي الصراف في جريدة “العرب” اللندنية أنه “ثمة منطق أعوج يقف وراء المعاندة والصلف اللذين يتصرف بهما أركان ‘العهد’ في لبنان، من حزب الله، إلى بقية توابعه، وفي مقدمتهم الرئيس ميشال عون. فهم يريدون ‘تدويل التمويل’، ولكنهم لا يريدون ‘تدويل الأزمة’. وذلك باعتبار أن دول العالم يجب أن تقدم معوناتها ومساعداتها وتمويلاتها حبا في سواد عين حسن نصرالله”.

ويتابع: “وحتى ولو كان انفجار مرفأ بيروت مأساة اقتصادية وإنسانية إضافية فوق مآسي لبنان السابقة، فقد نظر إليه نصرالله على أنه فرصة، وذلك على مطمع من أجل تحويل التعاطف الدولي مع شعب لبنان إلى غنيمة يفوز بها النظام”.

ويضيف: “وليس واضحا من ‘الفرصة’ أكثر من كونها تسولا بالمآسي التي يعيشها اللبنانيون قبل الانفجار وبعده. والتسول دليل على انحطاط الفرصة، ودليل على انحطاط العقلية التي تقف خلفه أيضا. وهو علامة واضحة على مدى سفاهة المنطق حيال بلد لا ينظر إلى نفسه إلا برفعة وشموخ، ولا يقبل الذل الذي يريد نصرالله أن يفرضه عليه كبلد يعيش على ‘معونات طوارئ’. ولكن ذلك، على أي حال، هو كل ما بقي لحسن نصرالله من خيارات”.

وفي السياق ذاته، يعلق عبد الحي زلوم في جريدة “رأي اليوم” اللندنية على خطاب نصر الله بعد الإنفجار، قائلا: “ما استدعى الانتباه كان هدوء محتوى خطاب السيد نصر الله ولهجته بل و ‏ما لم يقله”.

ويتابع زلوم متحدثا عن زيارة الرئيس الفرنسى لبيروت قائلا: “تحدث [نصر الله] عن جوانبها الاقتصادية ورحب بأي مساعدات اقتصادية قد تنتج عن الزيارة. كما أنه لم يذكر إلى أين سيذهب لبنان إذا فشل التحقيق في إيصال الفاسدين إلى العدالة – وهو احتمال كبير- وقد حزمت المقاومة أمرها باعتبار أن دولة الطائف والطائفية قد ‘خرجت ولم تعد’ فأي دولة وأي نظام ينتظر لبنان؟”.

ويضيف: “يبدو أن السيد نصر الله كان يقرأ عقل ماكرون إذ سارع ماكرون بالاتصال بالرئيس الأمريكي ترامب لإعلامه أن سياسة أقصى العقوبات ضد لبنان ليس فقط أنها فشلت وإنما أنها أتت بنتائج عكسية حيث إن الانهيار سيكون في صالح إيران وحزب الله، وإن سياسة العقوبات القصوى يجب أن تراجع”.

حسن نصراللهAFPنفى حزب الله، بزعامة حسن نصرالله، أي علاقة للحزب بالانفجار. صورة أرشيفية

“الفرصة الجدية”

أما حسن صبرا، فيقول في موقع “الشراع” اللبناني: “كتبنا أكثر من مرة أن أمين عام حزب الله هو كفيل الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري. هو جاء بهم إلى مواقعهم ومن دونه لا يمكن لأي منهم أن يكون رئيسا، وبهذه الصفة دعوناه أن يفرض عليهم وقف الفساد في لبنان الذي بلغ حدا غير مسبوق”.

ويتابع: “وقلنا للسيد نصر الله أننا ندرك حراجة موقفك إذا خبطت رجلك في الأرض وفرضت عليهم وقف الفساد لأن أهم حلفائك في السلطة هم رموز الفساد الفاقعة، خصوصا مع تهديد كل منهم بإشغالك في ساحتك الشيعية لحد دفعها نحو فتنة من أجل استمرارهم في الفساد، أو إقامة تحالف مسيحي ضدك على خلفية سلاح المقاومة”.

ويضيف صبرا مخاطبا نصر الله: “لا يجوز أن تجد نفسك أنك محرج في أن تخبط رجلك أرضا وتقول لحليفيك: كفى فسادا بل لعلها الفرصة الجدية لأن تكون مواقفك العلنية هي ما تعبر عنه في مجالسك الخاصة وما تعاني منه وأنت تقرأ أرقام السرقات التي يقوم بها الحلفاء…”.

ويتابع الكاتب: “الفرصة الأخرى يا سيد هي التقاط السلك الذي يمده ماكرون – ربما – بالاتفاق مع أمريكا وإيران لتوفير مظلة دولية-إيرانية، ومشاركة عربية فوق لبنان لإعادة بنائه بشكل شفاف ونظيف من دون الفاسدين من حلفائك والهاربين”.

وفي المقابل، يقول رضوان الذيب في موقع “الديار” اللبناني: “ما جرى خلال الأيام الماضية في ساحة الشهداء يعبر ويؤشر إلى اتجاه انتحاري لدى بعض القوى السياسية والمؤسسات الإعلامية وجمعيات عبر ممارسات تحريضية لخلق انقسامات طائفية عبر توجيه الشتائم لرموز من البلاد، رغم أن الجميع يدرك أن هؤلاء لا يمثلون شيئا ولا قدرة لهم على إحداث أي تغيير في البلد، إلا ببث السموم”.

ويتابع: “وخابت ظنونهم عندما تمكن حزب الله من وأد الفتنة حتى الآن، ومنع انزلاق البلد إلى الهاوية واستثمار دم وأوجاع الناس من قبل هؤلاء المجانين، مع العلم أن الخسارة ستقع على الثوار الحقيقيين فقط، كون الطبقة السياسية ستحاول تجديد شبابها وقوتها من خلال الحكومة الجديدة بعد رحيل حكومة حسان دياب الذي تحمل خلال الأشهر الستة ما لا قدرة للجبال على تحمله من الأصدقاء والخصوم”.