Getty Imagesحسن نصرالله. صورة أرشيفية
ناقشت صحف عربية ردود الأفعال على الخطاب، الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، ونفى فيه وجود أي ذخيرة أو سلاح للحزب في مرفأ بيروت، ودعا من خلاله إلى تحقيق عادل وشفاف في الانفجار الدامي، الذي هز العاصمة الثلاثاء الماضي.
وفيما شكك كتاب في مصداقية نصر الله، أشار آخرون بأصابع الاتهام إلى إسرائيل.
وذهب كتاب إلى أن لبنان أصبح “رهينة للصراع بين حزب الله وإسرائيل”، اللذين يتبادلان الاتهامات حول الوقوف وراء التفجير.
“كلام غير واقعي”
شككت مريم الجابري في صحيفة “البدع” الإلكترونية في رواية نصر الله، قائلة: “أطل أمين عام حزب الله حسن نصر الله على اللبنانيين، المنكوبين بانفجار مرفأ بيروت الذي حوّل جزءاً واسعاً من العاصمة اللبنانية إلى ركام، رافضاً كل الاتهامات التي وجّهت له، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة من جهات عدّة محلية ودولية، منذ اللحظات الأولى للفاجعة، نظراً لوقائع سابقة مثبتة حول تورّطه في تخزين مادة نترات الأمونيوم، وجدت بحسب تقارير دولية مع عناصر تابعة له في عواصم غربية عدة، ويحاكمون اليوم بسببها بتهمة الإرهاب”.
ونقلت الكاتبة عن الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد، خالد حمادة، قوله: “الكل يعلم مدى حرية حركة حزب الله داخل مرفأ بيروت، وقدرته على إدخال وإخراج البضائع دون المرور بالجمارك اللبنانية، وبالتالي هو يتصرّف هناك بحرية تامة ومن دون مراقبة رسمية”، مضيفاً أن “كلام نصرالله عن أن لا نفوذ لحزبه في المرفأ غير واقعي. فهو يريد المرفأ تحديداً من أجل تسهيل عملية إخراج وإدخال بضائع، باتت جزءاً أساسياً من اقتصاده الخاص وبنيته العسكرية”.
ويذهب ربيع يحيى، في موقع “إرم نيوز” الإماراتي، إلى أن القراءة التحليلية للخطاب تشير إلى أن لبنان أصبح “رهينة للصراع بين حزب الله وإسرائيل”.
ويقول: “قرأ محللون في خطاب الأمين العام لمنظمة “حزب الله” اللبنانية، حسن نصر الله، أمس الجمعة، أن خروج لبنان من النفق المظلم، الذي جذب إليه خلال السنوات الأخيرة، أصبح أقرب إلى الخيال، على الأقل في الوقت الراهن، إذ سقط اللبنانيون بين شقي الرحى، وتحولوا بالكامل إلى رهينة للصراع بين الذراع الإيرانية في بلادهم وبين إسرائيل، وكل منهما يسعى إلى تحقيق نقاط، وإنجاز سياسي وعسكري واستراتيجي يخدم مصلحته الشخصية، على حساب الدولة والشعب اللبناني بالكامل”.
ويشير فيصل الشيخ في “الوطن” البحرينية إلى أن “الإجابات تتضح شيئاً فشيئاً، بشأن التساؤلات عن أسباب الانفجار ومن يقع وراءه، لكن الثابت بأنه سواء كانت جهة رسمية جراء إهمال، أو حزب الله الذي حول لبنان إلى أرض أسيرة لديه، يتحكم في غالبية الأمور فيها بالأخص إدخال السلاح وتخزينه، إلا أن الإجابة الأهم هي تلك المعنية بالسؤال، حول استمرار سطوة هذا الحزب الموالي لإيران؟”.
ويتابع: “النظام الإيراني أعلن، في عدة مرات بفخر، أنه يسيطر على أربع عواصم عربية عبر ميليشياته وأذرعه، وكان يقصد لبنان وسوريا والعراق واليمن، ويكفي أن ذراعه العسكري الرسمي المعلن حزب الله معقله في لبنان، ما يجعلنا أمام حقيقة واقعة، مفادها أن أي وجود للنظام الإيراني أو ممثليه على أي أرض عربية لا يعني سوى الدمار، والأذى لهذه الأوطان وأهلها”.
“لا يمكن تجاهل حزب الله”
ويرى رضوان عقيل، في “النهار” اللبنانية، أن حزب الله” يقابل إنذارات ماكرون” بالدعوة إلى حوار لبناني برعاية فرنسية.
ويقول: “على أهمية لقاء الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، مع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا، إلا أنه أعطى مساحة أخرى ومهمة لمندوبي ثمانية قوى سياسية ونيابية، ولا سيما حزب الله في جلسته معهم، للاستماع إلى رؤية هذه الأطراف وهواجسها، أمام جملة من الأزمات والتي ارتفع منسوبها أكثر بعد تفجير مرفأ بيروت”.
AFPخلف الانفجار عددا كبيرا من القتلى والجرحى، ودمارا هائلا في العاصمة اللبنانية بيروت
ويقول عريب الرنتاوي في “الدستور” الأردنية: “الفرصة ما زالت قائمة، ولعل التفاتات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارته التاريخية لبيروت، ما يشجع على التفكير بطريقة مختلفة، فالرجل حرص على عدم استثناء كتلتي أمل وحزب الله من لقاء قصر الصنوبر، والرجل صرح بأنه لا يمكن تجاهل حزب الله، عند البحث عن أي حل للاستعصاء اللبناني”.
ويضيف: “هذا مدخل جيد للبحث عن مخارج، والتفاوض بشأن الضمانات، ومن دون ذلك ستمضي سجالات اللبنانيين واتهاماتهم المتبادلة، من دون نهاية، ومن المعيب أن يرتضي أحد من اللبنانيين تقييد الكارثة ضد مجهول”.
اتهامات لإسرائيل
على الجانب الآخر، يتهم بسام أبو شريف في “رأي اليوم” اللندنية إسرائيل، بالوقوف وراء تفجير بيروت، مشيراً إلى أن الإسرائيليين ظنوا “أن اتهام حزب الله، بأنه يخزن أسلحة في ميناء بيروت، سوف يفتح المجال لبلبلة داخلية ممولة من الجهات المعادية للمقاومة ! إلا أن الحسابات كانت خاطئة، فقد دمر الانفجار العاصمة اللبنانية “.
ويقول: ” ليس هنالك ما يريده حزب الله، فالمتفجرات وضعت من قبل السلطات في ميناء بيروت، وحزب الله ليس سخيفا ليخزن هذه الكمية من نترات الأمونيوم، وليس مجنوناً ليراكم 2750 طن في ذلك العنبر !!، ولا يحتاج لميناء بيروت لخزن أسلحته، فهي أسلحة للمقاومة وليست للتخزين، لقد سبق لنتنياهو أن كذب، حول استخدام حزب الله للمدينة الرياضية كمخزن للصواريخ، وقام وزير الخارجية بجولة مع السفراء لدى لبنان لتفقد المدينة الرياضية، كي يكتشفوا كذب نتنياهو”.
ويضيف الكاتب: “إن حزب الله أقوى من أن ينتصر عليه العدو الصهيوني، فما بالك بقدرته أمام عملاء واشنطن وتل أبيب والرياض في لبنان …. ما جرى يدمي القلب، لكنه يبشر بأن ما تفعله إسرائيل هو ما يفعله الذي ينازع قبل أن ينهار”.
وتحت عنوان “إسرائيل للدول الغربية: ممنوع أن تملأ إيران الفراغ في لبنان”، يقول علي حيدر في “الأخبار” اللبنانية: “انتقلت المقاربة الإسرائيلية للحدث اللبناني (تفجير مرفأ بيروت) من تكهّنات المعلقين، إلى التعبير عن تقديرات الأجهزة الأمنية، التي تبدي مخاوفها من أن يدفع حجم الكارثة لبنان إلى الانفتاح على الشرق، في تعبير واضح عن إدراكها بأن دول الشرق جاهزة، لتقديم المساعدات التي يحتاجها هذا البلد من دون شروط. ولا تخفي هذه الأجهزة ضرورة أن ترتبط مساعدات غربية، حصراً، بما يؤدي إلى منع حلفاء إيران، من السيطرة المطلقة على المنظومة السياسية في لبنان”.