الصراع في تيغراي: الأمم المتحدة تقول إن استمرار القتال في بعض المناطق يعيق جهود إيصال المساعدات

تقول الأمم المتحدة إن استمرار القتال في أجزاء عديدة من إقليم تيغراي الإثيوبي يعيق جهود إيصال المساعدات.

وتفيد الأنباء بأن الإمدادات الغذائية والأدوية بدأت بالنفاد لدى الملايين من الأشخاص.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس إنه لا يزال يمنع الدخول اليوم الجمعة، على الرغم من وجود اتفاق يسمح بدخول المساعدات الإنسانية “دون إعاقة” إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وكان الجيش الإثيوبي قد دخل عاصمة الإقليم “ميكيلي” في نهاية الأسبوع الماضي وقال إن الصراع الذي استمر شهرا مع قوات جبهة تحرير شعب تيغراي قد انتهى.

وقد لقي المئات مصرعهم في القتال مع جبهة تحرير شعب تيغراي. وشُرد عشرات الآلاف من الأشخاص من منازلهم، مع فرار موجة من اللاجئين إلى السودان.

وقد تمكنت بي بي سي الخميس من الحديث مع أشخاص في مدينة ميكيلي قالوا إن “القتال ما زال دائرا في أماكن بالقرب من المدينة”. وتقول جبهة تحرير شعب تيغراي إنها لا تزال تقاتل.

لكن الوزير الإثيوبي المسؤول عن تطبيق الديمقراطية، زادق أبراها، نفى ذلك قائلا إنه “لا توجد حرب”.

أما غيتاشيو رضا، وهو عضو في اللجنة التنفيذية لجبهة تحرير شعب تيغراي، فقد أبلغ بي بي سي بأن الوضع في ميكيلي “متوتر للغاية”.

وقال: “لا توجد رغبة لدى الناس على الإطلاق لتأييد القوات الغازية.”

وأضاف رضا قائلا إن القوات التابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي انسحبت من ميكيلي لتجنيب المدينة قصفا عنيفا من جانب القوات المهاجمة، لكن القتال مستمر في ضواحي المدينة.

وقال: “قواتي تقاتل من أجل حق تقرير المصير لشعبها. وهم يقاتلون بشجاعة وبطولة ولا يوجد سبب يدفعهم إلى الاستسلام.”

غير أنه قال إن جبهة تحرير شعب تيغراي مستعدة للتفاوض.

وقال رضا: “في حين لن نخضع لأي محاولة للي الذراع، فإننا نبقى ملتزمين بالحاجة إلى السلام.”

“لا مساعدات قبل الأسبوع القادم”

قال سافيانو أبرو، المتحدث باسم مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة، لوكالة فرانس برس: “لدينا تقارير تفيد بأن القتال لا يزال مستمرا في أجزاء عديدة من تيغراي. هذه تقارير مثيرة للقلق والوضع معقد بالنسبة لنا.”

كانت الأمم المتحدة قد أعلنت الأربعاء عن توصلها إلى اتفاق لإيصال المساعدات إلى مناطق في تيغراي تخضع لسيطرة الحكومة.

غير أن المنظمة الدولية لا تزال تجري تقييماتها الأمنية. وقال ثلاثة من مسؤولي الأمم المتحدة لوكالة فرانس برس إنه من غير المتوقع وصول المساعدات قبل الأسبوع القادم.

وقال أبرو: “لقد مُنحنا هذا الإذن بالدخول بموجب هذا الاتفاق مع الحكومة الاتحادية. لكن علينا أيضا أن نعقد نفس هذا النوع من الاتفاق مع جميع أطراف الصراع من أجل ضمان أن يكون لدينا بالفعل إمكانية الدخول الحر وغير المشروط إلى تيغراي.”

ومن بين أولئك المحتاجين للمساعدات الطارئة هناك حوالي 96,000 لاجئ فروا من الاضطهاد والخدمة العسكرية الإلزامية في إريتريا المجاورة وهم يعيشون في مخيمات في تيغراي.

ويعتقد بأن مخيماتهم تعاني من نفاد الغذاء. وهناك تقاريرغير مؤكدة عن وقوع هجمات وعمليات اختطاف.

وقالت آن إنكونتري، مديرة وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في إثيوبيا، إن الوكالة تحاول بشكل عاجل إيصال الأغذية والأدوية والإمدادات الأخرى إلى اللاجئين، وتقييم التقارير “القاتمة جدا” حول الأمن في المخيمات.

وقالت لوكالة فرانس برس: “لقد سمعنا عن حدوث وفيات بين اللاجئين، وأن البعض يتم إجباره على التجنيد. وسمعنا عن عمليات اختطاف.”

وقد جعل التعتيم المفروض على وسائل الاتصال منذ بداية القتال من الصعب التحقق من مثل هذه التقارير.

ما هي أسباب القتال بين الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي؟

هيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على المشهد السياسي والعسكري في إثيوبيا طوال عقود قبل أن يتولى رئيس الوزراء آبي أحمد مهام منصبه في 2018 ويدخل سلسلة من الإصلاحات واسعة النطاق.

وفي العام الماضي، قام آبي أحمد بحل الائتلاف الحاكم، المؤلف من عدد من الأحزاب الإقليمية القائمة على أساس عرقي ودمجها جميعها في حزب وطني واحد رفضت جبهة تحرير شعب تيغراي الانضمام إليه.

وتصاعد العداء في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما نظم إقليم تيغراي انتخابات في الإقليم، متحديا حظرا فرض على مستوى البلاد على إجراء الانتخابات بسبب وباء فيروس كورونا. ورد آبي بوصف الانتخابات بأنها غير شرعية.

وترى جبهة تحرير شعب تيغراي الإصلاحات التي أدخلها آبي محاولة لمنح حكومته المركزية صلاحيات أكبر ولإضعاف حكومات الأقاليم.

كما أنها مستاءة مما تصفه بالصداقة “اللامبدئية” بين رئيس الوزراء آبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي.

هذا الخبر الصراع في تيغراي: الأمم المتحدة تقول إن استمرار القتال في بعض المناطق يعيق جهود إيصال المساعدات ظهر أولاً في Cedar News.