Getty Images
ما زال اهتمام الصحف البريطانية الصادرة الجمعة منصبا على فيروس كورونا وهل تشهد بعض الدول الأوروبية بدايات الموجة الثانية للوباء. ومن بين القضايا العربية التي تناولتها الصحف الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يشهدها لبنان.
البداية من صحيفة الغارديان وتقرير لمارتن شولوف، مراسل شؤون الشرق الأوسط، بعنوان “”أستطيع أن أرى اليأس على وجوههم”…الاقتصاد اللبناني ينهار”.
ويقول الكاتب “في متجر لفساتين العرائس في بلدة فقيرة شمالي لبنان، تبيع سوزان حمود فساتين الزفاف منذ أكثر من 15 عامًا. وطوال أعوام عملها كانت ترى السعادة على وجوه عملائها مع اقتراب حفلات الزفاف، وبقيت في كثير من الأحيان على اتصال بهم على مر الأعوام، وأحيانًا كانت تحيك ملابس لأطفالهم”.
لكن هذا العام، كما يقول الكاتب، أصبحت حمود مشتر للفساتين وليس بائعا لها. فقد أضحت رفوف المتجر مليئة بأثواب العرس التي اشترتها من عائلات ليس لديها أي مصدر آخر للدخل ، سوى بيع ذكرياتها.
وقالت: “أشتري فساتينهم المستعملة بسعر التكلفة، أستطيع أن أرى اليأس مرتسما على وجوههم، ولا يسعني الرفض. حتى العرائس القلائل اللاتي ما زلن يأتين لشراء الأثواب، يمكنني أن أرقب اليأس في أعينهن. عندما كن وعائلاتهن يأتين إلينا في السابق، كنت أراهن سعداء”.
ويقول الكاتب إنه لم ير لبنان في وضع أشد صعوبة وقسوة من الآن. ويضيف أن لبنان بلد اعتاد الصدمات والعثرات والصعاب، لكن آثار الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يشهدها الآن تبدو أشد قسوة من الحرب الأهلية.
ويقول الكاتب إنه منذ شهر مارس/آذار، تضاعفت أسعار معظم السلع ثلاث مرات تقريبًا، في حين انخفضت قيمة الليرة اللبنانية بنحو ثمانين في المئة، وأصيب جزء كبير من البلاد بالشلل. أولئك الذين لا يزال لديهم عمل بالكاد يجدون ما يمكنهم من البقاء على قيد الحياة من شهر لآخر.
ويصف الكاتب الحال في البلاد قائلا إن مراكز التسوق فارغة، الفقر آخذ في الزيادة، والجريمة تتصاعد، والشوارع في حالة غليان.
ويقول الكاتب إن لبنان تخلف عن سداد دفعة من ديونه والثانية مستحقة السداد قريبا. ويقول إن الدولة تعول على بيع أصولها. بعد ذلك لن يبق سوى القليل للتجارة، باستثناء رأس المال البشري، الذي يهجر لبنان بشكل جماعي.
ويقول الكاتب إن النظام السياسي المسؤول عن الكثير من الفوضى وعن حالة جمود في لبنان ما زال مشلولا ومشتتا وغير فعال، وما زالت الإصلاحات التي طالب بها صندوق النقد الدولي متوقفة بسبب نظام مبني على شبكات المحسوبية.
“سننجح في نهاية المطاف”
EPAزوجان يشاركان في احتفالات في برشلونة
وننتقل إلى صحيفة آي ومقال لأوليفر داف بعنوان “الموجة الثانية لفيروس كورونا: ستنجح في نهاية المطاف من التغلب على الفيروس”.
ويتساءل الكاتب: هل نشهد بداية موجة ثانية من فيروس كورونا في أوروبا؟.
ويقول الكاتب إن الحال قد تبدل للأسوأ على نحو مفاجئ في ألمانيا والعديد من مناطق إسبانيا بما في ذلك مدريد.
ويضيف أن معدلات الإصابة اليومية، حتى الآن، أقل بكثير من عشر المستويات التي شوهدت في الذروة في كل بلد. وتدعو بلجيكا وفرنسا والنمسا وبولندا إلى اليقظة وعدم التهاون أو التراخي.
ويرى الكاتب أن ما يدعونا للتفاؤل الحذر هو أنه في جميع أنحاء أوروبا يتصرف الكثير من الناس بحذر ومسؤولية، مع عزل البعض في المجموعات الأكثر عرضة للخطر ويتم إغلاق أي منطقة يظهر فيها الوباء.
ويقول الكاتب إن الطريقة التي نتصرف بها يمكن أن تساعد في ضخ الحياة في المجتمع والاقتصاد، إذا التزمنا بالتعليمات مثل ارتداء الكمامة.
هل هي موجة ثانية؟
Getty Imagesالتباعد الاجتماعي شرط لمكافحة انتشار الفيروس
وننقل إلى صحيفة ديلي ميل وتقرير لكونر بويد، مراسل الشؤون الصحية.
ويقول الكاتب إن الحكومة البريطانية اجتمعت لدراسة فرض قيود على السفر في المزيد من الدول الأوروبية ذات الإصابات المتصاعدة بفيروس كورونا، حيث تظهر الأرقام زيادة حالات الإصابة، وليس الوفيات، في المناطق التي تقبل عليها أعداد كبيرة من السياح والمصطافين.
ويضيف أن السلطات تتابع عن كثب عدد من دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر “عالية الخطورة، ومن بينها ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وكرواتيا”.
وعلى الرغم من إقرار العلماء بزيادة نسبة العدوى في بعض المناطق، إلا أنهم انقسموا حول ما إذا كان ذلك يمثل بالفعل “الموجة الثانية” لوباء كورونا.
ويقول بعض الخبراء أن زيادة حالات العدوى منخفض جدًا بحيث لا يمكن اعتباره عودة حقيقية للمرض وأن من الحتمي ظهور بؤر للعدوى عندما يتم تخفيف عمليات الإغلاق.