
عرضت الفنانة والإعلامية المصرية إسعاد يونس لموجة من الانتقادات اللاذعة بسبب منشور لها قرأ فيه كثيرون إهانة لسكان الريف المصري.
وكانت يونس قد أعادت قبل أيام نشر تدوينة طويلة عبر صفحتها على فيسبوك، بعنوان “البت فتحية”.
وتتحدث إسعاد في التدوينة عن محاولات عائلتها المتكررة لتعليم وتمدين طفلة ريفية كانت تعمل لديهم كمعينة منزلية، إذ وصمتها بالكسل والغباء.
وتحدثت عن رائحتها المنفرة وعدم نظافتها وتناولها الطعام بشراهة، لينتهي الأمر بطردها من منزل العائلة.
أثارت تدوينة إسعاد غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين هاجموها في تعليقاتهم وطالبوها بحذف المنشور.
ودفعت موجة الغضب البعض إلى تدشين وسم باسم الفنانة استطاع تصدر قوائم الموضوعات الأكثر تفاعلا في مصر على مدى أيام.
وبالفعل اضطرت الفنانة تحت وطأة الانتقادات إلى حذف التدوينة.
عنصرية أم إسقاط سياسي؟
والتدوينة عبارة عن مقال كانت قد نشرته إسعاد يونس في جريدة المصري اليوم في سبتمبر/ أيلول 2013، ثم أعادت مشاركته على حساباتها الإلكترونية، تزامنا مع الذكرى السابعة للإطاحة بحكم الرئيس المصري السابق محمد مرسي.
وتصف الكاتبة في المقال المثير للجدل، حال مصر في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين.
ويقول بعض الكتاب إن إسعاد استعملت العديد من الرموز والإسقاطات سياسية، لسرد رؤيتها لتلك الحقبة من تاريخ مصر، فقارنت بين جماعة الإخوان المسلمين وبعض الريفيات اللاتي يعملن خادمات في المنازل.
ولئن حاولت قلة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تبرير المقال، باعتباره نوعا من أنواع الكتابات السياسية الساخرة، إلا أن معظم التعليقات جاءت مهاجمة للفنانة.
#اسعاد_يونس
لم اتوقع حد فى ثقافة مدام اسعاد تفعل هذا التصرف المهين للفلاحة المصرية الاصيلة التى هى اصولنا جميعا لم اتوقع كمية الاهانة والتنمر على القروين البسطاء بالجهل والتخلف وكمية الحقد الدفين با احناالطبقةالارستقراطية وانتم طبقة الرعاة وهذا لاينم الا عن سقطة اخلاقية كبيرة pic.twitter.com/IKez0QZink— وٌوٌلَدِ شّےـيّےـوٌوٌخٌےـ (@omar9995553) July 4, 2020
#اسعاد_يونس
كتير لم يفهم اسقاط اسعاد يونس السياسي و الاحتماعى فى تدوينتها عن البت فتحية. و طبعا محدش يعرف ان ده اسلوبها متذ كانت تكتب فى مجلة الشباب، اسعاد يونس شخص اهم من ناس و مؤسسات كتير، قدرت ترجع الحياة لمصانع القطاع العام و عملت لها دعاية عجزت عنها الحكومة. pic.twitter.com/WK2dUnmfra— hesham (@heshamarc) July 4, 2020
المؤسف جدا أكثر م البوست ال كتبته إسعاد يونس هو التراجع ع كل المستويات والظروف السياسية والإجتماعية أدت لأن يتصدر المشهد المزيفون والجهلة ف كل المجالات إسعاد يونس منحها مزيفون لقب صاحبة السعادة ! مجرد نموذج وصل به الغباء والجهل لأن يفضح مابداخله هناك عشرات ومئات امثال #اسعاد_يونس pic.twitter.com/YkxY56w98p
— المﻻك الحزين (@Lido8080) July 3, 2020
ولم يشفع للفنانة تاريخها الفني الطويل، فقد اتهمها كثيرون بالعنصرية وبترسيخ الطبقية، واصفين مقالها عن “البنت فتحية” بالسقطة الكبيرة.
ودافع المغردون عن فتحية، مؤكدين أن لا ذنب لها أنها ولدت في أسرة فقيرة وغير متعلمة.
كما عاب آخرون على الفنانة تهكمها على ملامح وهيئة الفقراء والفلاحين، قائلين إنها لا تزال تنتمي للمدرسة الكوميدية القديمة التي تتأخذ من أشكال الناس ولكنتهم مادة للسخرية.
ودعا هؤلاء المغردين الفنانة إلى مواكبة التطورات واحترام وعي الشعب المصري الذي أصبح يرى السخرية من شكل الآخرين تنمرا وجريمة أخلاقية.
ايه كمية القرف والتنمر والسخرية من الفقر والفقراء واشكالهم واحوالهم ديكل ده في الاخر علشان تطبل ل 30 سونيا !!!
Posted by Wael Abbas on Thursday, July 2, 2020
ورأى آخرون أن المقال ترجمة حقيقية لأفكار إسعاد يونس وآخرين ممن تعاملوا مع فترة حكم مرسي بشيء من الطبقية وسخروا من لكنته الريفية، على حد قولهم.
القصة بكل اختصار، ان امبارح الدنيا كلها اتقلبت على مدام إسعاد يونس بسبب مقال كتبته كله عنصرية وطبقية وتريقة على خلقة…
Posted by Mohamed Amir on Friday, July 3, 2020
في المقابل، طالب آخرون الفنانة بتوضيح موقفها حتى لا تأخذ القضية أبعادا أخرى.
وفي مداخلة تلفزيونية، قال الناقد طارق الشناوي إن توقيت نشر المقال غير صائب لأن الوضع اختلف عن عام 2013 موضحا أن “الفنانة لم تراع الظرف الحالي وانتشار ظاهرة التنمر”.
#طارق_الشناوي: #إسعاد_يونس «أساءت التقدير» في رأيها عن «البت فتحية»https://t.co/JWWB59On6g pic.twitter.com/1em0zxkloQ
— المصري اليوم (@AlMasryAlYoum) July 3, 2020
في حين أشاد مغردون آخرون بمدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي التي أجبرت إسعاد يونس على حذف منشورها.