قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، إن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة مع لبنان ستؤدي إلى سقوط الدولة في أحضان إيران. مشيرة إلى أنه مع انهيار الاقتصاد اللبناني، وتصاعد خطر الصراع، فإن واشنطن فشلت حتى الآن في فهم الأسباب التي تؤدي إلى اتساع النفوذ الإيراني، أو الإجراءات المطلوبة لوقف هذا النفوذ.
وأضافت المجلة: أن ”إضعاف الدولة اللبنانية لن يؤدي على الإطلاق إلى إضعاف حزب الله المسلح بقوة، والذي خرج من مغامرة استمرت لمدة 8 سنوات في سوريا، ويرى أنه حقق نجاحاً كبيراً. فكلما انحدرت الدولة نحو الفوضى، سوف يتمسك المزيد من المواطنين أكثر بطوائفهم، وسيكون زعماء تلك الطوائف هم الحكام الفعليون“.
وتابعت: ”المستقبل المتوقع بالنسبة للدولة في لبنان الآن، وهي في حالة يرثى لها، لن ينذر بحرب أهلية فقط، وإنما ستكون هناك مناطق للصراعات المحلية والعنف، ففي ظل غياب الدولة الفاعلة، فإن أي سلطة تستطيع وضع حدّ للفوضى، وستكون المفضلة لدى المواطنين“.
وقالت: إنه ”مع استمرار سوء الأوضاع، سوف يتم استقطاب لبنان إلى مدار الدول التابعة لإيران، حيث عرضت طهران بالفعل على لبنان بيع النفط والغاز مقابل العملة اللبنانية، وهو ما سيمثل متنفساً للحكومة اللبنانية كي تتخلص ولو جزئياً من عبء تراجع قيمة العملة، في الوقت الذي أكد فيه قادة إيران مراراً أنه في حال موافقة السلطات اللبنانية على ذلك، فإن طهران ستقوم أيضا بتقديم إمدادات الكهرباء إلى لبنان.“
ورأت ”فورين بوليسي“ أنه كلما صعّدت الولايات المتحدة ضغوطها على لبنان، فإن الفرصة ستكون أكبر أمام إيران كي تفرض نفوذها وسطوتها على تلك الدولة المفككة، وفق تعبيرها.