عدوان من باحة كنيسة سيدة بسري: انتم لا تريدون إيصال المياه للناس بل الأموال إلى جيوبكم

عرض رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان، في مؤتمر صحافي عقده في باحة كنيسة سيدة بسري العجائبية المطلة على موقع مرج بسري، ما أسماه “المخالفات القانونية والعلمية والبيئية والهندسية والصحية لمشروع سد بسري”، وقال: “انتم لا تريدون إيصال المياه للناس، بل تريدون إيصال الأموال إلى جيوبكم، ونحن لن نقبل أن يمر هذا المشروع على حساب البيئة والناس وصحتهم”، داعيا رئيس الحكومة الى “الإنتفاض والوقوف الى جانب شعبه لا ان يكون شريكا بالفساد”، مشددا على أننا “لن نترك أرضنا وترابنا وطبيعتنا مهما كانت الممارسات، وسأوقع مع مجموعة من النواب عريضة ضد مشروع السد، مع تقديم اقتراح في مجلس النواب لتحويل مرج بسري الى محمية طبيعية”.

وحضر المؤتمر رؤساء بلديات من اقليم الخروب: المطلة ارنست عيد، مزرعة الضهر حسيب عيد، نائب رئيس بلدية جزين سامر عون وممثل بلدية مزرعة الشوف محمد بوكروم، رؤساء بلديات ومخاتير من قضاء جزين واقليم الخروب والشوف، ممثلون عن الحركات البيئية والمجتمع المدني وحشد من الاهالي.

بداية النشيد الوطني، ثم تحدث عدوان فقال: “أحببنا أن نلتقي اليوم في الموقع الذي كان من المفروض أن يكون فيها سد بسري، أحببنا أن نلتقي لنضع حدا لسلسلة من الممارسات غير القانونية وغير العلمية وغير البيئية، التي تهدر المال العام، وليعلم الداخل اللبناني والخارج الذي يمول، أن رؤساء الاتحادات والبلديات الذين اليوم نحن وإياهم مع المخاتير مجتمعين هنا مع ممثلي كل البلدات المعنية سواء في قضاء جزين أو الشوف، مجتمعين لنقول لهم: هذا السد لن يستمر ولن نسمح بذلك، وبالقانون سنقول لماذا، لأن الفرق بيننا وبينهم انهم عملوا حوارا بالمخفي بين أربع حيطان، بينما نحن لدينا الجرأة والشفافية لأن نعمل اي شيء في وضح النهار، دون صفقة من هنا ولا سد من هناك.”

أضاف: “المشروع الذي يتكلمون عنه سيجمع بين أمرين، المياه الآتية من سد القرعون، ومياه الليطاني، والمياه التي ستجمع في بسري ليجتمعان معا، هذا التجمع الذي سيصرف من خلال نفق نهر الليطاني، والسؤال أين أصبح العمل بهذا النفق؟ العمل متوقف لأن الشركة الإيطالية التي اتفق معها مجلس الإنماء والأعمار قد أفلست، وأتوا يطالبوننا في مجلس النواب لنزيد 90 مليون دولار لاستكمال نفق الليطاني، فرفضنا لأن النفق يمر تحت مطمر الناعمة، وهو نفق خرساني، يعني المياه ستختلط بالمطمر، هذه المياه التي يختبئون وراءها ويقولون أن المشروع يؤمن المياه لبيروت”.

وتابع عدوان: “اجتمعنا مع رئيس مصلحة الليطاني سامي علوية فأكد لنا انه خلال السبع سنوات المقبلة ان بحيرة القرعون ملوثة بشكل لا يمكن اصلاحه قبل 7 سنوات، في حال جرى رفع التلوث عن مجرى الليطاني. السؤال الثالث، السدود التي جرفتموها وكلفت حتى الان مليار دولار، هل هي سياسة ناجحة؟ منها سد جنة، وبقعاتا وبلعا، علما ان المياه الجوفية تشكل 3 مليار متر مكعب في جوف الأرض، يمكن استثمارها بدل هدر الاموال، لذا نقول انتم لا تريدون إيصال المياه للناس، بل تريدون إيصال الأموال إلى جيوبكم، ونحن لن نقبل أن يمر هذا المشروع على حساب البيئة والناس وصحتهم”.

وقال: “السد يكلف 500 مليون دولار، انتم يا سلطة جوعتم الناس، فلماذا تكملون بالمشروع وبهذا الحقد على شعبكم، هذا المبلغ اذا خصصناه للزراعة والصناعة يحركون العجلة الاقتصادية. لأن لدينا معامل متوقفة عن العمل بسبب نقص المواد الأولية، وإذا أمنا 285 مليون دولار للمواد الأولية فكل صناعتنا تنطلق من جديد ونؤمن فرص عمل للشباب، ونوقف الهجرة التي لم يحصل مثلها في تاريخ لبنان”.

وأضاف: “ماذا فعلتم؟ في 2 نيسان عقدتم جلسة لمجلس الوزراء، وقلتم فيها انكم تريدون درس ماذا سنفعل بالسد، وبعد انتهاء الجلسة صدر قرار عن مجلس الوزراء لم يبحث في الجلسة، انكم تريدون متابعة السد، لذا أنا أتحداكم، ان تضعوا أمام الرأي العام اللبناني تسجيل مجلس الوزراء لتؤكدوا لنا أنكم اخذتم قرارا باستكمال السد، انتم لم تأخذوا قرارا بذلك في الجلسة، فوزيرة الاعلام الدكتورة منال عبد الصمد وبعد جلسة مجلس الوزراء واطلاعها على القرار قالت ان هذا القرار لم يتخذ في جلسة المجلس، وعادت أكدت في جلسة الثلاثاء الماضي أن هذا القرار لم يحصل في الجلسة. للأسف هناك ايضا مقررات تحدثت انهم يريدون تشكيل لجنة دراسة برئاسة وزير البيئة، وبعد الاجتماع تصبح اللجنة يرأسها وزير الطاقة. للأسف من الاجتماع الى المحضر تغير الوزير، هذه هي الدولة التي تريد ان تكون مسؤولة عنا، التي تحرف قرارات مجلس الوزراء هذه ليست دولة.
ثانيا في 22 أيار أرسل البنك الدولي كتابا يسأل عن الاجتماعات التي طلبها مع البلديات والمجتمع المدني والهيئات البيئية والمخاتير والمهندسين وأصحاب الخبرة. للأسف يعقد مجلس الإنماء والاعمار اجتماعا وفي صالة مقفلة ويأتي بخبيرين من الخارج، وشكلوا لجنة، وحاولوا استدراج نقيب المهندسين جاد تابت ليكون باللجنة، وأكد اننا لن نشارك بأي شيء كمهندسين، لأن كل ما يجري لا يمت الى العلم ولا الى الهندسة بصلة”.

وقال :”كل هذه الأمور برسم البنك الدولي الذي ينتظر، ونؤكد له ان السد بحد ذاته وضع بدون دراسة بيئية، فوزيرالبيئة آنذاك لم يقم بالدراسة البيئية. الكل يعلم أنه بعد مرور سنتين تجدد الدراسة البيئية، فلم تتجدد الدراسة. حتى اليوم نتحداهم ان يضعوا لنا دراسة عن حالة التربة اذا كان يمكن إقامة السد عليها. للأسف يريدون أخذ 5 ملايين متر من أجل إقامة سد غير مدروس، لقد رأيتم ماذا جرى بمياه السدود الأخرى في لبنان، فالمياه التي سيتم تجميعها مياه ملوثة، والبرهان أن المياه الجوفية هي الحل، حيث توجد لدينا تقارير عن حفر 4 آبار تم حفرها في مجال سد بسري، وقد تفجرت المياه خلال حفر الآبار”.

وتابع: “أريد ان أذكركم أنه في السنوات الخمس الماضية حوالى 7000 بئر في لبنان، وهم يزودون لبنان بمياه الشرب، لأن هناك 3 مليار متر مكعب، أين الدولة التي تحترم نفسها وتضع خطة للآبار الإرتوازية؟ لقد اعطوا التراخيص لحفر الابار غب الطلب، حتى ينفذوا فيها نفوذا سياسية وفي بعض الأوقات نفوذا مالية وانتخابية، لدينا 7000 بئر غير معروفين بالدولة ولا احد يعلم ماذا فعلوا بمياهنا الجوفية، في الوقت الذي لا حل الا بالعودة الى مياهنا الجوفية، وهذا ما نقترحه وسنقوم به”.

وأضاف: “نحن اليوم وبعد كل هذه المعطيات والتقارير وقرارات البلديات والمخاتير برفض السد، أشير الى أنني تواصلت بالامس مع نواب المنطقة والاكثرية ستوقع معنا على العريضة التي وقعها رؤساء البلديات والمخاتير، لنقول للداخل والخارج اننا لا نريد السد، لأنه لا يستوفي الشروط الهندسية والبيئية ولا الصحية، وعليهم ان يعلموا انه عندما نقرر شيئا ما، نذهب به الى الآخر، ما في سد يعني ما في سد. اننا نستغرب انهم كلما أرادوا ارسال آلية يرسلون معها الف عسكري، انا لا افهم الدولة، الدولة هي للدفاع عن ابنائها، فبدل ان ترسل هذا العدد من العسكر، فلتحاور الناس كما نفعل نحن اليوم، لكن للأسف هم في واد والناس في واد آخر، راح البلد وهم مازالوا في الكوكب الآخر، يأخذون القرارات التي ليس لها علاقة بما يجري على كوكبنا”.

وتوجه عدوان الى رئيس الحكومة بالقول: “إن قوتنا هي أننا نحترم المؤسسات والدستور، لأننا نؤمن بالدولة. إن هذه الصفقة والمناقصة التي أعطيتموها الى متعهدين واسمها سد بسري، ليس لها علاقة لا بمياه الشفة لبيروت، انما لها علاقة باستمرار سياسة الصفقات، فليتفضل رئيس الحكومة وحكومته، فحتى اليوم فشلت فشلا ذريعا في امتحان التعيينات، وفي ادارة الوضع المعيشي وغيره، لماذا تريد ان تسمي على نفسك أنك شاركت في صفقة؟ لماذا تريد ان تكون شريكا بالفساد الذي يقوم به غيرك؟ تفضل وانتفض وقف الى جانب شعبك وأهلك، علينا أن نقوم بهذه الامور من خلال العلم والقانون والاصول، هكذا نبني الوطن، نحن سنبقى هنا ولن نتركها، هذه أرضنا، وهذه طبيعتنا وترابنا، وهنا أهلنا، فما من احد يستطيع اقتلاعنا من أرضنا، لا صفقاتهم ولا حقدهم ولا ممارساتهم، فكلما أمعنتم بهذه الممارسات، كلما زدنا عنادا في أن نبقى في هذه الارض”.

وختم: “اليوم سأوقع العريضة، وغدا سأقوم بعرضها على النواب لتوقيعها، كي تطوى هذه الصفحة”، مشددا على “أهمية العمل لتحويل المنطقة الى محمية طبيعية، وسنتقدم بإقتراح قانون لتحويل منطقة مرج بسري الى محمية وليست الى سد، سنكمل معا، فبقوتنا واتحادنا مع بعضنا البعض لن تقوى علينا ابواب الجحيم”.

بعدها كانت كلمة ترحيبية لمختار بسري رشيد نمر.