د.ولاء حافظ – بعد استعادة الحياة الطبيعية، ومع بدء خروج الكثير لأعمالهم وتغير روتين اليوم الذي كاد أن يستسلم له البعض من نوم بالنهار، وسهر بالليل، وقضاء ساعات طويلة أمام الأجهزة الذكية والتي طالت الأطفال أيضا، انتبه الآباء لأعراض بدأت تظهر على صحة أعينهم ونظر أطفالهم وظهور أعراض لم يشتكوا منها من قبل. الأمر الذي أكده الدكتور عبدالمطلب بهبهاني استشاري طب وجراحة العيون وأستاذ مشارك كلية الطب جامعة الكويت في لقاء مع القبس. إجهاد العين يقول الدكتور عبدالمطلب بهبهاني، إن هناك حالات كثيرة ترتبط شكواها بإجهاد العينين الناتج عن أمرين بالتحديد: 1 – كثرة وطول ساعات الجلوس على الشاشات على اختلافها، سواء أجهزة الموبايل والآيباد، أو الكمبيوتر، أو التلفاز. 2 – طول السهر وعدم النوم لساعات طويلة، ولأيام متكررة وأحيانا يكون السببان معاً، الأجهزة الإلكترونية والسهر. وأوضح د. بهبهاني أن إجهاد العينين يكون غالباً على
شكل جفاف فيهما، مبينا أن للجفاف أعراضا كثيرة ومتعددة منها: 1. إحمرار العينين. 2. تذبذب في النظر. 3. الشعور بالحرقان وحكة خفيفة. 4. إحساس بوجود جسم غريب في العينين. 5. تدميع متقطع. 6. بعض الألم حول العينين. 7. الصداع.
وأكد د. بهبهاني أن الجفاف في العينين عادة ما يرتبط بالتقدم في العمر، أو آثار جانبية لأدوية معينة، موضحاً أن الأطفال عادة لا يشتكون من الجفاف، إلا في حالات مرضية معينة، ولكن في الآونة الأخيرة ومع انتشار استخدام الاجهزة بأنواعها وتسمر الكثير من الأطفال أمامها لساعات طويلة من دون أخذ راحة، فإن الجفاف بالأعراض التي ذكرناها أعلاه وكذلك علامات الإجهاد الأخرى باتت تصيب الأطفال أيضا كالكبار.
نصح د. بهبهاني بضرورة تقليل وتقنين استخدام الأجهزة الذكية واستعمالها بشكل متقطع يسمح للعينين بالراحة خلال فترة الاستعمال، لما تسببه من إجهاد للعين، والجفاف وكشف د. بهبهاني، أنه منذ رفع الإغلاق وعودة الحياة الطبيعية، لاحظنا زيادة كبيرة في حالات «الحول التكيفي» عند الأطفال، الذي بدوره يحتاج إلى نظارة طبية. وشرح الدكتور عبدالمطلب بهبهاني «الحول التكيفي»، قائلا «هناك حالتين لطريقة نظر العينين للأشياء فتكون إما عبر النظر من دون مجهود عضلي حول العدسة داخل العين، وهو الوضع الطبيعي للعين الطبيعية في حال النظر إلى الأشياء من بعد، أو النظر مع مجهود عضلي حول العدسة داخل العين وهو الوضع الطبيعي للعين الطبيعية في حال النظر الى الأشياء عن قرب.
وتابع «الوضع الطبيعي أن تنتقل العين السليمة من الحالة الأولى إلى الحالة الثانية في حال الانتقال من النظر من بعد إلى النظر من قرب»، موضحا أن ما يصاحب هذا من مجهود يُسمى «تكيف» أي أن العين تكيف نفسها من وضع مرتاح إلى وضع به جهد، هذا التكيف يصاحب شيئا من بسيط ومقبول من دخول العينين إلى الداخل وهو ما نراه عند القراءة.
وزاد «ما ذكرناه سابقاً هو الوضع الطبيعي ولكن ما يحصل أحيانا أن هذا الجهد أو التكيف يكون كبيرا جدا، وعليه تكون درجة دخول العينين إلى الداخل جهة الأنف كبيرة وتظهر بشكل مرضي، وهو ما نسميه الحول، ولما كان هذا الانحراف أي «الحول» مرتبط بزيادة المجهود أو «التكيف» بشكل يفوق الطبيعي فينتج عنه ما يسمى بالحول التكيفي، وهو عادة ما نراه في الأطفال، حيث إن لديهم قدرة ودرجة أكبر من التكيف «المجهود»، وخاصة إن كان لديهم ما يسمي «طول نظر» حيث إنهم يحتاجون لبذل مجهود «تكيف» أكبر. لذا نجد أن كثيرا من الأطفال قد يظهر معهم «الحول الأنسي التكيفي» مع كثرة استخدام الأجهزة عن قرب، علما بأن «أنسي» تعني حول جهة الانف أي للداخل، مقارنة بالحول «الوحشي» حيث إن العين تنحرف بعيدا عن الأنف، أي للخارج.