حركة دولية باتجاه لبنان، بمواكبة تحرك ما بين الولايات المتحدة وايران، وكلاهما موضع رهان اللبنانيين على اخراجهم من الحفرة التي قادهم اليها العميان.
والمأمول، كما بات معروفا، ان تتبلور الأمور الحكومية قبل عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت في الأول من سبتمبر الذي يصادف ذكرى المئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير في الأول من سبتمبر 1920.
لكن لا توافق ظاهرا حتى اليوم بين الرؤيتين الأميركية والفرنسية حول الصيغة الحكومية، فواشنطن لا تتقبل حكومة تضم اعضاء من حزب الله، وهذا ما يعبر عنه بالحكومة الحيادية التي يطالب بها فريق كبير ابرزهم القوات اللبنانية، فضلا عن التصريحات الأميركية المتواصلة حول تحضير عقوبات جديدة على حزب الله وحلفائه، فيما تريد فرنسا التخفيف من اجراءات العزل، مع الميل لحكومة جامعة وفق توصيف رئيس مجلس النواب نبيه بري.
بالنسبة للحكومة، يبدو الرئيس سعد الحريري الأقرب الى السراي الكبير من دون الأسماء الأخرى. لكن الحريري يطرح شروطا باتت معروفة، انه يريد حكومة مستقلة، بمعنى الا يكون بين اعضائها جبران باسيل.
وفيما يعتقد بعض منافسي الحريري انه يتدلل، ليقنع ناسه، بأن عودته الى رئاسة الحكومة في عهد ميشال عون أتت نزولا عند إلحاح الأقربين والأبعدين، ما أجبره على الانسحاب من وعده بعدم ترؤس حكومة في هذا العهد.
ويبدو ان اسم جبران باسيل عاد الى الظهور، من خلال اقتراح الرئيس ميشال عون تشكيل حكومة اقطاب بهدف تمرير اسمه، وهذا ما يفسر تريث الحريري وربما تردده.
الرئيس الفرنسي ماكرون اتصل برئيس التيار الحر جبران باسيل، وكان تواصل قبله مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس سعد الحريري ووليد جنبلاط، الذي تقول المصادر انه تلقى اتصالات هاتفيا من الرئيس ميشال عون امس ودعاه للقائه في بعبدا، في اطار المشاورات التي يجريها مع القيادات الأساسية، قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة.
وكما هو معروف، فإن الرئيس ماكرون اتصل بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وحذر «من أي تدخل خارجي» من أي طرف في لبنان، مع دعم تأليف حكومة جديدة، وترافق الإعلان عن هذا الاتصال مع اقتراب حاملة الطائرات المروحية الفرنسية من الشواطئ اللبنانية.
وينتظر ان يتبلور الموقف الايراني من تلك الاتصالات في الخطاب الذي سيلقيه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الخط ايضا، فقد نقلت تصريحات له امس يؤكد فيها ان تواجد تركيا في لبنان، انطلاقا من روابط الأخوة الأزلية «ولسنا هناك من اجل التقاط الصور او الاستعراض امام الكاميرات كما يفعل البعض»، وتفقد أمس وزير الصحة د.حمد حسن المستشفى الميداني التركي في مدينة صيدا في جنوب لبنان، المخصص لمعالجة الحروق، مستغربا كيف ان هكذا مستشفى واسع التجهيز لا يعمل منذ 10 سنوات.
الى ذلك، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيشارك في أعمال التحقيق المتعلقة بالانفجار المدمر الذي وقع بمرفأ بيروت، مشددا لدى تفقده عددا من المناطق المدمرة بفعل الانفجار في بيروت، على أن مشاركة الـ «إف بي آي» في التحقيقات جاءت بناء على طلب من الحكومة اللبنانية.
وأشار السفير هيل إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تقف إلى جانب الشعب اللبناني، غير أن الحكومة اللبنانية يتعين عليها إجراء الإصلاحات اللازمة.
طيف كورونا لم يغب عن هواجس اللبنانيين، بعد التفشي الواسع للوباء في مختلف المناطق، وآخرها في منطقة اقليم الخروب، ما اضطر وزير الصحة الى تمديد حالة التعبئة الصحية شهرا اضافيا.
وتوقع حسن «تزايد الإصابات بفيروس كورونا وتسجيل ارتفاع جديد نتيجة الزحمة التي حصلت في المستشفيات اثر الانفجار وعدم الالتزام حينها بالوقاية والكمامات».
وطلب حسن تجهيز المستشفيات لاستيعاب المرحلة التالية المتوقعة من ارتفاع الإصابات بعد الانفجار، وقال «إننا نعلم مقدار معاناة المستشفيات، ولكن تم الاتفاق مع البنك الدولي على دفع فواتير المصابين بكورونا مباشرة في نهاية كل شهر، وهذا الأمر يشجع المستشفيات على استقبال مرضى كورونا».
الانباء ـ عمر حبنجر