المطران عوده: التهرّب من الإدلاء بالشهادة مريب

أكد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده أنّ “الـــكُــــلّ يَــحــــتــــاجُ إلـــى نـــورِ الإيـــمـــانِ بِــــالـــمَـــســـيـــحِ الَّــــذي يَـــمـــلأُ حَـــيـــاتَـــنـــا بِـــالــــرَّجـــاء، ونَــحـــنُ لا نَــــنــــتَــــظِــــرُ رَجــاءً مِــــن زَعــــيــــمٍ أَو سِــيــاسِـــيٍّ، وقــد انــهـــارَ بــلـــدُنــا بــســبـــبِ ســـوءِ إدارتِــهـــم وفــســـادِهـــم. حــتـــى الــجــريــمــةُ الــتـــي أصـــابـــتْ عـــاصــمــتَــنـــا مـــا زالـــت غـــامــضـــةَ الأســبـــابِ والــمُــسَــبِّــبــيـــن”.

وأضاف عوده، في عظة قداس الأحد، أنّه “بــعـــد شــهـــرٍ ســوف نــصــلّــي مــعـــاً مـــن أجــلِ راحـــةِ نــفـــوسِ الــضــحـــايـــا الأبــريـــاء، الـــذيـــن ســقــطـــوا بــســبـــبِ الإنــفــجـــار، ومـــا زالـــت دمـــاؤهـــم تــســتــصــرخُ الــعـــدالـــة”، مشيراً إلى أنّ “أمــلُــنـــا أن يــتـــوصّـــلَ الــتــحــقــيـــقُ قـــريــبــاً إلـــى جـــلاءِ الــحــقــيــقـــة، كــمـــا نـــأمــلُ أن يـكونَ الــجــمــيـــعُ في خــدمــةِ الـعـدالـةِ لــكـــي يــنــجَــلـــي الــغــمـــوضُ الــقـــاتـــلُ الـــذي يــلـــفُّ هـــذه الــقــضــيـــة، ولــكـــي تـــرتـــاحَ نــفـــوسُ الــضــحـــايـــا الـــذيـــن كـــانـــوا مُــفــعَــمــيـــن بـــالــحــيـــاةِ ولـــم يــشـــاؤوا الــمـــوتَ، لــكـــنّ الــجـــريــمـــةَ أودتْ بــهـــم ظُــلْــمـــاً وأحـــرقَـــتْ قــلـــوبَ ذويــهـــم”.

وأضاف: “هـــؤلاء يــســتــحــقـــون أن يــضـــعَ الــجــمــيـــعُ أنــفــسَــهـــم ومـــا يــعـــرفـــون بــتــصـــرّفِ الــتــحــقــيـــق، ولْــنَـتَـــذكَّر أنَّ لا أحــدَ فــوقَ الــقــانــون. وكــمـــا قــلْــنـــا ســـابــقـــاً الــبـــريءُ لا يــخــشـــى شــيــئـــاً ولا يــتــمــســـكُ بــحــصـــانــتِـــه، لأنّ الــحــصـــانـــةَ تــســقـــطُ أمــام الــحـــسِّ بـــالــمــســـؤولــيـــةِ الـــوطــنــيـــةِ والواجبِ الإنــســـانــي، ولأنّ الــشــهـــادةَ أمـــام الــقـــاضـــي لــيــســـت عــيــبـــاً، إنــمـــا الــتــهـــرّبُ مـــن الإدلاءِ بـــالــشــهـــادةِ مـــريـــبٌ، والــتــشــكــيـــكُ بـــالــتــحــقــيـــقِ نـــســـفٌ لــلــتــحــقــيـــقِ وطــعـــنٌ لــلــمــظــلـــومــيـــن”.

وتابع عوده: “حــرامٌ بــل جــريــمةٌ الاســتهــانــةُ بــأرواحِ الــلــبــنــانـيــيـن ودمــائِــهــم، لــذلــك من واجـبِ الــمعــنــيــيــن عــدمُ الــمــمــاطــلــةِ أو الــتــوقُّـــفِ أمــامَ أيِّ عــائـــقٍ، أو الإخـــتــبــاءِ وراءَ أيَّــةِ حـــجَّـــةٍ، وعـــدمُ حـــمــايةِ أنـــفُـــسِــهــم على حــســابِ دمـــاءِ الــضــحــايا وألَــمِ الــمُــصــابــيــن ودمــار الــعــاصــمــة”، آملاً أنّ “تــحــظـــى هـــذه الــقــضــيـــةُ بــتــعـــاونِ الــجــمــيـــع وتــعـــاطُــفِــهـــم، مــواطــنــيـــن ومــســـؤولــيـــن، وأن لا تــتـــدخـــلَ الــســيـــاســـةُ فـــي عــمـــلِ الــقـــاضـــي، بـــل أن يــتــعـــاونَ الــجــمــيـــعُ مــعـــه مـــن أجـــلِ إظــهـــارِ الــحــقــيــقـــةِ وإحــقـــاقِ الــعـــدالـــة”. وتساءل عوده: “ألا يــكــفـــي مـــا خــلّــفــتْـــه هـــذه الــكـــارثـــةُ مـــن ضــحـــايـــا ومُــصـــابــيـــن ودمـــار؟”.

وقال: “أمــلُــنــا أن يــكــونَ الـمـسؤولــون قــدوةً فــي هــذه الــقــضــيــة، وأن يَــضَــعــوا الشـعــاراتِ الـتـي أطــلــقــوهــا مــوضــعَ الــتــنــفــيــذ، وأن لا يــكونــوا كَــمَــنْ يَسـتَـخِـــفُّ بــعُــقــولِــنــا. كــمــا نــأمــلُ مــن جــمــيــعِ الــزعــمـاءِ والــمســؤولــيــن أن يـــكُـــفّـــوا عــن تـــبــادلِ الإتـــهــامــات، وأن يـــتـــوقَّـــفــوا عـــن الـــتَـــشَاتُـــمِ والـــتَــــذابُـــحِ لأنَّـــهـــم بــعــمــلِـهـــم هـــذا يــذبــحـــون لــبــنــان”.

وختم عظته بالقول: “نــحـــن واثِـــقـــونَ مِـــنْ عَـــدالَـــةِ رَبِّ الـــسَّـــمـــاءِ والأَرض، الَّـــذي نَـــقــــرَأُ فـــي الـــكِــــتـــابِ الـــمُــــقَـــــدَّسِ قَـــولَـــهُ: “لـــي الـــنَّــــقـــمَــــةُ، أنـــا أُجـــازي يَـــقـــولُ الــــرَّبّ”.

هذا الخبر المطران عوده: التهرّب من الإدلاء بالشهادة مريب ظهر أولاً في Cedar News.