نفذ المئات من مصروفي “الجامعة الأميركية في بيروت” وعدد من الداعمين والمتعاطفين مع قضيتهم اعتصاما، في الاولى من بعد ظهر اليوم أمام مدخل مستشفى الجامعة الأميركية في الحمرا، تخللته هتافات غاضبة ومنددة بالقرار الذي اتخذته ادارة الجامعة ودعوات لمحاسبة مسؤوليها واستغراب لتقاعس الدولة من اتخاذ موقف محدد إزاء عملية الصرف التي حصلت. كما علت الدعوات لاستقالة الحكومة ورئيسها ووصفوها ب “سلطة الانتداب”.
واكد المعتصمون انه تم طرد عدد كبير من الموظفين القدامى ليتم استبدالهم بموظفين جدد، وسألوا “بأي حق يتم طرد هؤلاء القدامى ليتم استبدالهم بجدد برواتب اقل؟”.
بعد ذلك انضمت الى المعتصمين مجموعة من رابطة اساتذة الجامعة الاميركية في بيروت وعدد من طلابها، اضافة الى بعض المنظمات الشبابية الداعمة للمصروفين، مطلقين الهتافات المنددة بسياسة الجامعة وبسياسة رئيسها فضلو خوري.
ولفتوا الى “ان كبار الاداريين في الجامعة الاميركية في بيروت بدءا من رئيسها فضلو خوري وصولا الى عدد من الاطباء والاداريين الاخرين يتقاضون الرواتب العالية بالدولار، في حين يتم صرف الموظفين الصغار”. وهتفوا ضد السلطة، ووصفوها بـ”سلطة السرقة والنهب”، وسط حالات غضب شديدة ودعوات لاستقالة خوري.
ودعا المعتصمون جميع الموظفين الذين لا يزالون يعملون في الجامعة الاميركية الى التضامن مع زملائهم المصروفين وابداء كامل الدعم لهم، وتوجهوا اليهم بالقول “من يقبض رواتب باهظة جدا وبالدولار لن ينظر اليكم ولن يتضامن معكم، ومهمتكم اليوم هي التضامن مع زملائكم المصروفين”.
واعتبروا “ان صراعهم هو طبقي بحت بين من هم في السلطة والرأسماليين و كبار الاداريين في الجامعة الاميركية مقابل صغار العمال الكادحين الذين يقبضون رواتب بخسة”، متسائلين “أين دور النقابات في الموضوع، وأين هو رئيس الحكومة حسان دياب الذي هو جزء من الجامعة الاميركية والذي يطالب اليوم بتعويض قدره مليون دولار؟”، وسألوا: “من قضى حياته وجل عمره في الجامعة الاميركية في بيروت وقدم التضحيات كيف يتم الاستغناء عنه بهذا الشكل”.
واذ دعوا الى “إسقاط سلطة رأس المال”، اكدوا في المقابل ان “الجامعة الاميركية في بيروت هي للعمال الكادحين”، رافضين ان يتم استخدام القوة الامنية والعسكرية في مواجهة مطالب العمال والموظفين المصروفين، كما رفضوا الخضوع للذل.
مسيرة وقطع الطريق
وعند الاولى والنصف، توجه المعتصمون في مسيرة نحو البوابة الاساسية للجامعة الاميركية في بيروت في شارع بلس لاستكمال اعتصامهم، وسط هتافات تؤكد حقوق العمال والموظفين وتدعو الى اسقاط منظومة رأس المال. وذكرت احدى المعتصمات عبر مكبر الصوت لائحة بالرواتب العالية وبالدولار الاميركي التي يتقاضاها كبار الاداريين في الجامعة الاميركية في بيروت بدءا من رئيس الجامعة فضلو خوري الذي اتهموه بأنه “يعمل عكس سياسة التقشف التي يدعيها بدليل توسعته لمباني الجامعة”، ودعوه الى دفع مستحقات المصروفين.
واتهم المعتصمون القوى الامنية والعسكرية، بأن “مهمتها هي الدفاع عن السلطة الحاكمة وايضا قمع الثوار من دون الدفاع عن العمال والطبقة الكادحة من اللبنانيين”.
يذكر ان القوى الامنية أغلقت مداخل الجامعة الاميركية، وكتب عدد من المعتصمين على البوابات عبارات منددة برئيس الجامعة.
وقد قطع المعتصمون طريق بلس المقابل لمدخل الجامعة، وافترشوا الارض، مؤكدين ان “من حقهم قطع الطرق حتى تحقيق مطالبهم”.
ولدى محاولة المعتصمين نصب خيمة في وسط الطريق حصل احتكاك مع القوى الامنية، ثم ما لبث ان عاد المعتصمون ونصبوا تلك الخيمة مع استمرارهم بقطع الطريق.