كتبت باسكال صوما في “درج”: واضح يا جبران أنك غير قادر حتى على حماية ابنك من المتنمّرين، وعاجز عن إغلاق حسابه على “إنستاغرام”. في المقابل كنتَ تعدنا بالجنّة وكنت تريدنا أن نحلم معك بدولة.
هناك فتاة عمرها ثلاث سنوات اسمها ألكساندرا قُتلت في انفجار بيروت، الذي لم يعتذر عنه مسؤول واحد في الدولة اللبنانية ولم يقف واحد بشجاعة ليقول لناسه: لقد خذلتكم!
أبناؤنا يا جبران باسيل تحت التراب وابنك يلهو على “إنستاغرام”، وأطلّ علينا بفيديو يشكو فيه من التنمّر السيبيراني، الذي تعرّض له بسبب كثرة كارهيك.
كل الدراسات وكل علماء النفس يؤكدون يا سيد جبران أنّ حماية الأولاد من التنمّر مسؤولية الأهل أولاً، الذين عليهم متابعة أطفالهم والتأكّد من أنهم بخير. لم تستطع وكل من معك من رفاق فساد وسلطة، حماية أولادنا من الموت قتلاً، كنتَ على الأقل حاول حماية ابنك من التنمّر.
أبناؤنا ماتوا يا جبران، قتلتهم السلطة التي أنت من أبرز أركانها وصاحب أكبر كتلة وزارية ونيابية فيها، إضافة إلى عمّك رئيس جمهورية الموز التي نعيش فيها.
إن كان ابنك الذي يشبهك كثيراً قد قرر نشر الفيديو ليشكو من التنمّر ويقول إنه يحبّك وإن لا ذنب له بكل ما يحصل، إن كان فعل ذلك من دون علمك، فهذا دليل قاطع على أنك لا تتابع ابنك ولا تتحدّث معه كما يجب، ولا تعرف معاناته ولا ماذا يواجه على السوشيل ميديا. ربما تكون منشغلاً جداً بتوليد الطاقة الكهربائية 24/ 24 أو عقد الصفقات حول سد بسري أو البحث عن صيغة تشبه “ما خلونا نشتغل” لتبرير نفسك وتيارك في الجريمة الإنسانية التي قتلت اللبنانيين ودمّرت ومنازلهم وشرّدتهم ليصبحوا بلا مأوى. إن كان ابنك لم يستشرك قبل نشر الفيديو الذي عرّضه للمزيد من التنمّر، ولم يشكُ لك أنت معاناته، فهذا يلقي باللوم عليك كأب فاشل لم يحمِ ابنه.
وإن كان ابنك غبريال (14 سنة) استشارك أو نسّق معك بخصوص نشر الفيديو لاستعطاف اللبنانيين وإيقاف التنمّر، فهذا أيضاً يا سيد جبران يلقي باللوم عليك لأنك رميت ابنك في خطر التعرّض لمزيد من التنمّر. هذا إن كنا نفكّر بحسن نية ولم نقل إنك تلاعبت بمراهق صغير من أجل نيل حملة مناصرة في ظل حملات الكراهية ضدّك المنتشرة على طول الأرض اللبنانية وكذلك في المهجر. ولا ذنب لنا إن كان كارهوك كثراً إلى هذا الحدّ، المحبة لا تُشترى لنشتريها لك. وإن كنت عالماً بأمر الفيديو قبل نشره، فكان من باب الإحساس والأخلاق أن تؤجّل نشره أياماً قليلة على الأقل حتى ننتهي من دفن أحبائنا.
نحن موتى يا جبران، حتى إن كنّا نتنفّس حتى الآن، لا يمكننا أبداً التفكير بما قال ابنك انه يتعرض له ونحن بالتأكيد ضدّ التنمّر أو الإساءة إلى الأطفال.
أبناؤنا ماتوا يا جبران، قتلتهم السلطة التي أنت من أبرز أركانها وصاحب أكبر كتلة وزارية ونيابية فيها، إضافة إلى عمّك رئيس جمهورية الموز التي نعيش فيها. وواضح يا جبران أنك غير قادر حتى على حماية ابنك من المتنمّرين، وعاجز عن إغلاق حسابه على “إنستاغرام”. في المقابل كنتَ تعدنا بالجنّة وكنت تريدنا أن نحلم معك بدولة المؤسسات والخدمات واللافساد والإصلاح والتغيير. قبل ذلك يا جبران، أقفل حساب ابنك على “إنستاغرام”!