دفع الجيش الإسرائيلي، بمزيد من القوات إلى الحدود مع لبنان، في أعقاب ما وُصف بتهديدات «حزب الله»، رداً على مقتل أحد عناصره في غارة إسرائيلية على مواقع عسكرية، قرب دمشق، مساء الإثنين الماضي، مؤكّداً ازدياد احتمال ردّ الحزب اللبناني.
وعلى الجبهة السورية، قصفت مروحيات عسكرية إسرائيلية أهدافاً عسكرية في جنوب سورية، الجمعة، رداً على إطلاق نار باتجاه مواقعه.
ويأتي الاستنفار والقصف، في وقت قام جنرالات أميركيون كبار بزيارة غير معلنة للدولة العبرية، الجمعة، لإجراء محادثات حول «إيران والتحديات الأمنية الإقليمية»، خصوصاً على الجبهتين اللبنانية والسورية.
وأجرى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزير غانتس ورئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي ورئيس «الموساد» يوسي كوهين.
والجمعة، أشار الجيش الإسرائيلي، إلى أن «ذخائر» أطلقت من الجانب السوري للسياج الأمني باتجاه مواقعه في مرتفعات الجولان، ما أدى إلى تضرر سيارات ومبنى مدني.
وفي بيان مساء، أعلن أن مروحياته الحربية أغارت على أهداف تابعة للجيش السوري في الجنوب.
وأضاف: «خلال الغارات تم استهداف أهداف عدة تتضمن مواقع رصد ووسائل تجميع استخبارات تقع في المواقع السورية».
وفي دمشق (وكالات)، نقلت «وكالة سانا للأنباء» الرسمية عن مصدر عسكري أن «الحوامات الإسرائيلية المعادية استهدفت بصواريخ م/د (مضادة للدروع) ثلاث نقاط على الحد الأمامي على اتجاه القنيطرة».
وأوضحت أن القصف «أدى إلى إصابة عنصرين بجروح طفيفة وبعض الحرائق في الأحراج».
ولم تتهم إسرائيل القوات السورية مباشرة بالهجوم، لكنها تعتبر دمشق مسؤولة عن الحادث.
وعلى الجبهة اللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان لوسائل الإعلام، أن إحدى الخطوات التي تمّ اتخاذها، «تغيير نشر القوات في المنطقة العسكرية والمدنية من أجل تعزيز الدفاع على الحدود الشمالية».
وذكر أنه سيتمّ إغلاق مفارق طرق عدة، وشوارع في المنطقة الحدودية، لتُتاح الحركة للمركبات العسكرية.
وأوضح أن من المُتوقّع أن يتم إغلاق طرق رئيسية، اعتاد سكّان المنطقة الحدودية، العبور منها، مُشيراً إلى أنه سيتم «فتح طرق بديلة لحركة السكان».
ورغم الاستنفار والدفع بالجنود، إلا أن الحياة ستستمر كالمعتاد، على أن يسمح للمتنزهين بالتجوال من دون أي تقييدات إضافية بشكل عام، غير أن الجيش أوضح أن «هناك إمكانية لتقييد العمل في عدد محدود من المناطق الزراعية بالقرب من السياج (الحدودي)».
وأعلن الجيش أنه يخوض «مهمة حماية سكان الشمال، ومستعد لكل السيناريوهات في مواجهة عمليات العدو، مع الحد الأدنى من الاضطراب في روتين (حياة المدنيين)».
في السياق، أفاد الناطق العسكري هيدي زيلبرمان، في مؤتمر صحافيّ، بأن «احتمال ردّ حزب الله يزداد».
وذكر أن «القوات الجوية وقسم الاستخبارات والقوات في الشمال، تعمل بشكل متزايد».
وأضاف الناطق: «نتفهم أن هناك احتمالاً بشن هجوم من حزب الله في المنطقة. سنزيد القوات في كتيبة غولاني».
وتابع: «لا نعرف الهجوم الذي سيحاول حزب الله القيام به، ولكن تقييمات (تُشير إلى أنه) سيحاول (الرد)».
من جانبه، أكد وزير الدفاع بيني غانتس، أن ليست لإسرائيل «مصلحة في التصعيد»، مضيفاً: «لكننا سنفعل كل ما هو ضروري لحماية مواطني إسرائيل، بكل الوسائل، وفي كل الظروف».
وذكر أن «مؤسسة الدفاع والجيش جاهزان لأي سيناريو وأي تهديد». وقال: «لا أقترح على أعدائنا أن يختبرونا».
وكانت صحيفة «هآرتس» ذكرت، الجمعة، أن التقديرات تشير إلى أن الحزب سيرد «بعملية محدودة» تبعث برسالة لإسرائيل من دون إشعال تصعيد كبير، وستكون شبيهة بقص أجزاء من السياج الحدودي، في الماضي، رداً على استهداف سيارة جيب تابعة للحزب عند الحدود السورية – اللبنانية، وباستهداف سيارة إسعاف عسكرية قرب بلدة أفيفيم الحدودية، في سبتمبر الماضي، ردا على مقتل عنصرين من «حزب الله» بغارة إسرائيلية في سورية.
ونقلت الصحيفة عن قائد المنطقة الشمالية أمير برعام، أن «الميزة الأبرز للفترة الحالية في المنطقة، هي انعدام الاستقرار، والذي تصاعد في أعقاب أحداث منذ مطلع العام، وبدأت باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وانتشار فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الكبيرة في لبنان خصوصاً».
الراي – زكي أبو حلاوة – محمد أبو خضير