في 13 نيسان/إبريل من كل سنة، يسترجع الكثير من اللبنانيين ذكريات الحرب المريرة التي انطلقت شرارتها من بوسطة عين الرمانة الشهيرة، ويتداولون على مواقع التواصل الاجتماعي تجاربهم في تلك الحرب مع صور البوسطة التي إخترقتها الرصاصات وقتلت ركابها الفلسطينيين وهم يعبرون في داخل البلدة المسيحية بالتزامن مع احتفال لحزب الكتائب.
وبعد مرور 46 سنة على تلك الحادثة،هناك من يعتبر أن ملامح بوسطة تلوح من جديد وأن البعض لم يتعظ من التجارب السابقة، ولم يدرك مرارة الحرب ومآسيها، فيما ناشطون كثر إستذكروا تاريخ 13 نيسان وأرفقوه بعبارة” ينذكر وما ينعاد” مع تعليقات بأن ما نشهده حالياً من أزمات اقتصادية ومالية ومعيشية لم نشهد مثيلاً له ايام الحرب.
ذكريات الحرب المريرة بدأت من ” بوسطة عين الرمانة” حينما اخترقتها الرصاصات وقتلت ركابها الفلسطينيين، وهم يعبرون داخل البلدة المسيحية بالتزامن مع احتفال حزب الكتائب
ورصدت”القدس العربي” وجهتي نظر لصحافيتين كانتا تعيشان على طرفين متقابلين من خطوط التماس، فالصحافية فاطمة حوحو كتبت على صفحتها حول الحرب” لم أكن أفهم خلفية الخلاف بين اللبنانيين حول “اتفاق القاهرة”، كنت بالفطرة منحازة لصورة “الفدائي” الذي يقاتل للعودة إلى وطنه المسلوب.انقطعت عن سماع الأغنيات الفرنسية التي كنت أحبّها وتنقلني إلى خيالات حب موعود، لصالح أغنيات أسموها “ثورية” كان يطلقها فنانون غير معروفين، وكان للكلمات فعل سحر في نفوسنا نحن مراهقي الحرب، الحالمون بالجديد، كانت صور الشهداء في حيّنا الواقع عند خطوط التماس في منطقة رأس النبع الجميلة، تزداد انتشاراً مع رعب ينشره القنّاصة، صور فتيان يرتدون “بيريه” غيفارا ويلفّون اعناقهم بالكوفية، ويربطون رؤوسم بشارات حمراء، كانت ملامح وجوههم بريئة كما موتهم الذي سُمّي شهادة وطاب للكثيرين”.ورأت أن “ما دفعناه في الحرب أكبر بكثير مما كسبناه في السلم الذي يتوعّدنا البعض بأنه لن يدوم، فسلاحه جاهز ويده على الزناد”.
اما الاعلامية فيرا بو منصف فحيّت من خاضوا المعارك وكتبت ” كنا صغارا وكانوا شباباً في عزّ العمر يقاتلون. كنا نضيء لهم الشموع ونصلّي لأجلهم”.واضافت” سأخبر 13 نيسان ان المقاومين الذين حملوا بندقية الشرف مذذاك التاريخ حتى بداية التسعينات تحوّلوا الى مناضلين من دون بنادق، يجابهون بكل ما لديهم من قوة وايمان وعزم لصدّ كل انواع الاجتياحات، وآخرها سلطان الفساد والسلاح غير الشرعي والاحتلال الايراني وسلطة لا تفعل سوى اذلال شعبها”.
وفي هذه الذكرى أقيم تجمّع في ساحة الشهداء بدعوة من” لقاء اللبنانيين الاحرار” تحت شعار “حياد سيادة استقرار”.في وقت أعلنت أحزاب وقوى من المعارضة في مؤتمر صحافي عُقد في مقر “حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة”، عن إطلاق مبادرة إنقاذية لانتشال لبنان من أزمته ومنع المنظومة الحاكمة من جر البلاد إلى 13 نيسان جديد.
وفي المواقف،غرّدت عضو ” كتلة المستقبل” النائبة رولا الطبش على “تويتر”: “في الذكرى الـ 46، هناك من يعمل على ربط الحاضر البشع بالماضي المشؤوم، وكأنه يقرّ بأنه ما زال حيث الحرب المفتوحة، وبأن النار والبارود هي اللغة الوحيدة بين اللبنانيين”.واضافت ” الحرب انتهت، على الارض وفي النصوص، وبقيت بعض النفوس تحنّ إليها. إنما مهما اجتهدتم، لن تعود، لن تعود، لن تعود”.
اما رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل فتوجّه ” لمن يحاول أن يتركنا سجناء الحرب وانقسامات الماضي” بالقول” كفى!”.واضاف” لمن يهدّد بالحرب الأهلية، كفى! لمن يأخذ دولتنا ومستقبلنا رهينة سلاحه لتحقيق مصالح دول أخرى، كفى! لمن يزايد بالطوائف في سبيل مكاسب حزبية وشخصية، كفى! لمن يستحضركم ليبرّر مساومات الحاضر، كفى! ولمن لا يعرف معنى الشهادة، كفى! ولمن لا يزالون متمسكين بكراسيهم بعد انفجار 4 آب/أغسطس ويتفرّجون على شعبهم وهو يفقر او يهاجر، نقول استقيلوا! اتركوا الشعب اللبناني ينقذ نفسه ويبني بلده من جديد.”
القدس العربي
هذا الخبر أين لبنان من 13 نيسان وهل تلوح ملامح بوسطة من جديد؟ ظهر أولاً في Cedar News.