وفاة الصحافي “جان كميد” ونقيب المحررين ينعيه

غيب الموت الصحافي والأديب، والمربي جان كميد، الذي عرفته الصحافة الأدبية علما، ففتحت له صفحاتها، التي أثراها بخزين ثقافته، وإبداع يراعته.

وقال فيه نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي: “يغيب وجه جان كميد عن عالم الصحافة والكلمة، بعدما تنسك في صومعة الادب ناثرا أنيق الأسلوب، جزيل العبارة، كاتبا يرسل أفكاره مبسطة دون تكلف. ودودا كان مع زملائه، ومثالا في تهذيبه، متعففا عن الصغائر . وكان نقده الباني بوابة العبور إلى العقول والقلوب، لأنه ما توسل يوما التجريح، ولا سلك دروب الذم بأحد. هكذا كان في مجلته الرسالة التي شرعها أمام المواهب الشابة التي قاد خطاها في دنيا الأدب. وفي مقالاته في مجلة الصياد وجريدة الشرق الاوسط وسواهما من اليوميات ، والأسبوعيات، والدوريات، كان المرجع الذي يعود إليه كل باحث في قضايا الفكر والأدب.
عمل مستشارا إعلاميا في وزارة الدفاع، وقيادة الجيش ، وأخلص للمؤسسة العسكرية، وظل وفيا لها حتى النفس الأخير من حياته. وأي مصادفة أن يتزامن رحيله في العيد الخامس والسبعين للجيش.
لا تكفي صفحات للحديث عن جان كميد النقابي الملتزم، الذي تحدى مرضه وشيخوخته، وحمل أعباء سنيه الطوال، ليشارك في انتخاباتها، كما كل الإستحقاقات التي كانت تدعو إليها. وذلك بوجه بشوش، وفرح ظاهر، وود طافح، لأنه ابن الكلمة ترعرع في رحابها، وأكل من خبزها، ورقد على رجائها. فرحمة الله عليك، وليطب مثواك في جوار الأبرار الصالحين ، ولعائلتك الصبر والسلوان.
ومن كانت الكلمة ملاذه، يخلد أبد الدهر”.

يحتفل بالصلاة لراحة نفسه عائليا، إلتزاما بإجراءات التعبئة العامة بسبب جائحة كورونا، في كنيسة مار نوهرا في ساحل علما، الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر غد السبت.