إذا كنت منزعجاً من 2020.. تخيل أنكَ ولدت في 1900

تحدث الكاتب ستيفن هودجسون، -في مقالة نشرت عبر مدونات وتم تناقلها بشكل واسع- عن حقائق تاريخية مثيرة هدف من خلال سردها إلى تخفيف بعض الخوف الذي يحدث اليوم بسبب انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، وهي بمثابة رسالة لمن هم منزعجون من عام 2020.

ويقول في مقالته: ربما ظروفنا ليست بهذا السوء… نعم، إنها فوضى، ولكن من الصعب التمييز بين ما هو تهديد حقيقي وما هو مجرد هلع بسيط وهستيريا. لإدراك حقيقة الأمر، تخيل أنك وُلدتَ في عام 1900 في عيد ميلادك الرابع عشر، تبدأ

الحرب العالمية الأولى، وتنتهي في عيد ميلادك الثامن عشر، و 22 مليون شخصاً يموتون في تلك الحرب. في فترة أخرى من تلك السنة، تضرب جائحة الإنفلونزا الأسبانية الكوكب وتستمر حتى عيد ميلادك العشرين، في هذين العامين يموت 50 مليون شخص.

نعم.. خمسين مليوناً! في عيد ميلادك التاسع والعشرين، يبدأ الكساد العظيم، تصل البطالة إلى 25 %، وينخفض الناتج الإجمالي العالمي بنسبة 27 %، ويستمر ذلك حتى تبلغ من العمر 33 عاماً، الولايات المتحدة توشك على الانهيار ومعها الاقتصاد العالمي.

ثم عندما تبلغ عامك التاسع والثلاثين تبدأ الحرب العالمية الثانية، أنت حتى لم تبلغ الذروة بعد، فلا تحاول التقاط أنفاسك! في عيد ميلادك الحادي والأربعين تدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، ما بين عيدَي ميلادك التاسع والثلاثين والخامس والأربعين يموت 75 مليون شخص في الحرب، وفي الأثناء، وحتى عامك الأربعين، قتل وباء الجدري 300 مليون شخص. وفي سن الخمسين تبدأ الحرب الكورية، يهلك 5 ملايين شخص ومنذ ولادتك حتى سن الخامسة والخمسين كنت تعاني من الخوف من مرض شلل الأطفال كل صيف، فتشاهد أصدقاءك وأصدقاء عائلتك يصابون بالشلل أو يموتون بسببه. في سن الخامسة والخمسين تبدأ حرب فيتنام، ولا تنتهي لمدة 20 عاماً يموت فيها 4 ملايين شخص، وفي أثناء الحرب الباردة تعيش كل يوم خوفاً من الإبادة النووية. ثم في عيد ميلادك الثاني والستين لديك أزمة الصواريخ الكوبية، والتي كانت نقطة تحول في الحرب الباردة.

الحياة على كوكبنا كما نعرفها شبه انتهت، ثم في عامك الخامس والسبعين تنتهي حرب فيتنام أخيراً. فكر في كل من ولد على هذا الكوكب عام 1900 كيف تحملوا كل ذلك؟! عندما كنت طفلاً في عام 1985 لم تكن تعتقد أن جدك البالغ من العمر 85 عامًا قد فهم مدى صعوبة الحياة. دعونا نحاول أن نضع الأمور في نصابها.. آباؤك وأجدادك طُلب منهم احتمال جميع ما سبق.. أما أنت فكُل ما طُلب منك أن تجلس في بيتك على أريكتك!