متحدون: فضيحة مماطلة القاضي منصور في شكوى رياض سلامة… ودعوة لوقفة أمام قصر عدل بعبدا هذا الأربعاء

في إطار متابعة تحالف متحدون لمسار الشكوى القضائية المباشرة المقدمة من قبله ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، وبعد المماطلة المتعمدة من قبل منصور لتأسيس الشكوى بحسب الأصول بحجة الحصانة التي يتمتع بها سلامة (علماً بأنه لا وجود لأي نص حول الحصانة إطلاقاً يتعلّق بطبيعة الشكوى الحالية)، ومع إلحاح محامي التحالف للاستحصال على رقم تأسيس للشكوى رغم تهرّبه من لقائهم في مكتبه صباح اليوم، تم الحصول على رقم “مراجعة” للشكوى، ما هو أدنى ممّا يتطلّع إليه محامو التحالف من قيام القاضي بواجباته بحسب الأصول، سيّما تأسيس الشكوى أصولاً وإصدار ورقة دعوة لتبليغ المدعى عليه والسير في الملف على هذا الأساس.

بعيداً عن هذه الشكليات التي يعمد بعض القضاة إلى إلهاء المحامين بها بهدف إدخالهم في دوامة المماطلة والأخذ والردّ دون جدوى، فإن أساس المشكلة هو تبعية القضاء للسلطة السياسية والتي آلت إلى أن يصبح كل قاضٍ “فاتح على حسابو” ضارباً بعرض الحائط كل أصول المحاكمات (الجزائية)، خاصة قضاة التحقيق والنيابات العامة، فهذه الشكوى تختلف عن الشكوى أمام النيابة التي تعطي القاضي سلطة استنسابية، وموضوع الحصانة يدخل في عداد الدفوع الشكلية ولا يحقّ له أن يمتنع عن تأسيس الشكاوى أصولاً لهذه الحجّة، لأنه لا يتمتّع بالاستنسابية التي تتمتع بها النيابة العامة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا يماطل القاضي في السير بشكوى مباشرة بهذه الأهمية؟ هل لتجنيب المدعى عليه من المثول أمام المحكمة؟

وفور “استنكاف القاضي عن إحقاق الحقّ”، راجع محامو التحالف مكاتب نقيب المحامين ورئيس مجلس القضاء الأعلى ووزيرة العدل للتدخل الفوري في هذه “المهزلة” القضائية، لكن دون جواب حتّى الساعة، فقد ضاق التحالف ذرعاً بهذه الممارسات التي تتناقض مع كل الدعوات “الصاخبة” للإصلاح ومكافحة الفساد، ناهيك عن الردّ على هذه الشكوى بالسخرية عبر الإعلام من قبل “مصادر قضائية”، فكيف يسمح بعض القضاة لأنفسهم أن ينسفوا أصول عملهم وأن يردوا على شكوى قدّمت أصولاً عبر وسيلة إعلامية بدل الردّ في الملف؟!

بناءً على ما تقدّم وعلى ملابسات ملفات فساد قضائية (أكثر من 80 قضية أمام المحاكم) يتابعها محامو التحالف حيث يواجهون صعوبات مشابهة، رغم لجوئهم إلى هيئة التفتيش القضائي ولكن دون جدوى للأسف، ومع تحول القضاء إلى شاهد زور لا بل إلى “شركة تأمين” على حقوق كبار الفاسدين والمرتكبين “المدعومين”، ومع اشتداد وطأة ذلك على الشعب، يدعو التحالف إلى وقفة ومؤتمر صحفي أمام قصر العدل في بعبدا نهار الأربعاء المقبل في 22 تمّوز 2020 الساعة الواحدة ظهراً، لاطلاع الإعلام والرأي العام على الحقائق والوقائع حول هذا الملف وغيره من الملفات العالقة في أدراج مكاتب القضاة.

وأخيراً، يثمّن التحالف القرار الصادر اليوم عن رئيس دائرة التنفيذ في بيروت القاضي فيصل مكّي الذي قضى بالحجز الاحتياطي على عقارات سلامة وعلى موجودات منزله بناءً على الشكوى المقدمة من محامين زملاء في مجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام”، ويعتبر أنه غير معني بالدخول في زواريب السياسة في تصنيف مرتكبي الفساد، ولا يجب أن يُعتَبَر أحد “كبش المحرقة”، فلتكرّ سبحة الفاسدين من أي مرتكبٍ كان ولأي فريق سياسي انتمى.