لبنان: تجدد التراشق بالقذائف الصوتية بين التيارين «الأزرق» و«البرتقالي»

البطريرك بشارة الراعي مستقبلا أمين سر تكتل لبنان القوي النائب إبراهيم كنعان في بكركي أمس (محمود الطويل)

الهجوم الحاد الذي شنته الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر على الرئيس المكلف سعد الحريري، قبل انقضاء 24 ساعة على زيارة رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل الى بكركي، أوحى وكأن التيار يستهدف في بيانه الغاضب مواقف البطريرك بشارة الراعي ضمنا.

ويظهر ان تصريحات البطريرك، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، لم تلق الاستحسان المنشود من قبل صاحب الدار والحاشية، خصوصا لجهة صراحته في رفض «الثلث المعطل» في مجلس الوزراء، لأي فريق، ودعمه القوي لحكومة اختصاصيين، كذلك تشديده على القواعد الدستورية الثابتة في تأليف الحكومات، ما يعني ان رئيس الحكومة المكلف، يقدم تشكيلته الى رئيس الجمهورية، لتصدر الحكومة بتوافقهما، ما عزز موقف الرئيس الحريري المتمسك بهذه النقاط، وهذا ما يفسر إطلاق «الوطني الحر» قذائفه الصوتية ضد الرئيس المكلف.

ورد «التيار الأزرق» على نده «البرتقالي» بقصف مضاد، أعاد إشعال جبهة تشكيل الحكومة، ما بدا ذي تأثير على تحرك البطريرك الراعي، المهدد بلهب المحاصصة المشتعل بين بعبدا وبيت الوسط، في فترة الانتقال الرئاسي في الولايات المتحدة.

وبحسب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السابق في ليبيا، د.غسان سلامة، فإن الطبقة السياسية في لبنان «كشفت عن عوراتها وان هؤلاء اللاعبين السياسيين يريدون تشكيل حكومة تعيد إيجاد ذاتهم».

وهنا يقول د.غطاس خوري مستشار الرئيس المكلف، الذي رافق الحريري الى بكركي، لقناة «الجديد» ان زيارة باسيل الى المقر البطريركي، «ولدت عقبات جديدة في طريق تشكيل الحكومة».

وفي رأي «الجديد» التي بينها وبين بعبدا حرب بيانات مفتوحة، ان باسيل دس في لقائه الراعي، السم في العسل الحكومي، وان الرئيس عون أوفده إلى بكركي، عن «سابق وعي ويقظة تامة» لتصل الى الاستشهاد بقول رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع: لو كنت مكان الرئيس عون لتقدمت باستقالتي لأسباب لها علاقة بالشخصي، فمن تنقلب الأمور بين يديه بالشكل الذي نرى، عليه ان يتنحى».

من جهته، أكد رئيس لجنة المال والموازنة وأمين سر كتلة لبنان القوي النائب إبراهيم كنعان ان «السجالات يجب ألا تستمر ورئيس الجمهورية مستعد لإنهاء الملف الحكومي وفق منطق الدستور والمبادرة الفرنسية».

وقال بعد لقاء البطريرك الراعي، في بكركي: «زيارتي للدعم والمشاركة في التوجه الهادف لتأليف حكومة اليوم قبل الغد».

أما البطريرك الراعي فقد تخطى، هذه السجالات ليكشف عن اتصال طويل حصل بينه وبين الرئيس المكلف عصر الجمعة الماضي، أي بعد لقائه مع كل من الرئيس عون ورئيس تياره جبران باسيل، وأطلعه على نتائج اللقاءين، وبعد الظهر امس الأول استقبل موفد الحريري د.غطاس خوري، وارسل الوزير السابق سجعان قزي موفدا منه الى لقاء الرئيس الحريري.

وفي عظة الأحد في بكركي، قال الراعي: لم ألمس بالمساعي التي قمت بها سببا واحدا يستحق التأخير بتشكيل الحكومة.

وشدد الراعي على انه «نريد معرفة الحقيقة في انفجار المرفأ، من قتل أبناءنا ومن استورد المواد المتفجرة وواجباتنا دعم القضاء فإذا سقط القضاء يسقط هيكل الدولة كله»، مشددا على اننا «نريد حكومة غير سياسية تتفرغ لمشروع الإصلاحات وتضع في أولوياتها إعادة بناء المرفأ وبيروت».

وعلى صعيد التحقيق بانفجار المرفأ، قال النائب العام التمييزي السابق القاضي حاتم ماضي: لو طلب من اليونيفيل التصرف بالمادة التي كانت موجودة في السفينة وتسببت بانفجار المرفأ لكانت تولت أمرها»، وأضاف في تصريح لقناة «ال بي سي»: التحقيق في ملف المرفأ في مأزق والعدالة البطيئة ليست عدالة بل اقرب الى الظلم ولا يحق للمحقق العدلي التوقف عن التحقيق 10 أيام»، وقال: نحن دولة حصانات وطوائف وفي لبنان 90% من الناس محصنين ضد القانون ولا يمكن ملاحقتهم إلا بإذن من سلطة حزبية او دينية معينة».

الأنباء – عمر حبنجر

هذا الخبر لبنان: تجدد التراشق بالقذائف الصوتية بين التيارين «الأزرق» و«البرتقالي» ظهر أولاً في Cedar News.