لا حكومة بديلة= لا مساعدات والمزيد من الفوضى.. واستبعاد باسيل على رأس شروط الحريري الحكومية.. لبنان في ظلام رداً على منع «قيصر» استجرار الكهرباء من سورية

لا حكومة بديلة يعني لا مساعدات مالية خارجية، لا حكومة خارجها حزب الله يعني المزيد من الضغوط المعيشية والمزيد من الفوضى السياسية التي تزيد معاناة اللبنانيين المستفحلة أصلا مع الدولار والماء والكهرباء والخبز ومع الظلمة الزاحفة على مساحة الليل والنهار اعتبارا من يوم الأحد، ليس بسبب نقص «الفيول» في معامل الكهرباء كما يدعون، إنما للضغط على «قيصر» الأميركي عله يستثني استجرار الكهرباء السورية من عقوباته.

رئيس الحكومة حسان دياب منع وزراءه والوزيرات من الحديث عن الاستقالة، وأكد أنه لن يستقيل قبل توافق مختلف الفرقاء حيال حكومة قادرة على إنتاج ما عجزت حكومة الأقنعة، التي يرأسها، عن إنتاجه.

دياب مازال منغمسا في سياسة الهروب إلى الأمام، فبدلا من أن يسعى لكسر حواجز المقاطعة العربية والغربية لحكومته، مشى في طريق «الشرقية» السياسية والاقتصادية، وذهب الى حد اتهام سفارات عربية وغربية بالتآمر عليه، وفي الوقت نفسه قرع أبواب الصين والعراق، معلنا الانضمام الكلي إلى المحور الشرقي الذي قوامه الصين وروسيا وإيران.

وبالطبع، فإن دياب يدرك أن «دول المقاطعة» التي تحجب المساعدات عن لبنان تقاطع حزب الله، كما أنها تقاطعه لكونه جزءا من التركيبة الثنائية المؤلفة من الحزب ومن التيار الوطني الحر، ومن هنا اعتماده في رفض الاستقالة من حيث المبدأ على تغطية حزب الله، عملا بمبدأ المصالح المشتركة.

وإذا كان دياب متمسكا بخط الحزب بمعزل عن الفشل الذي تسبب فيه هذا الخط لحكومته، فهل من يضمن له عدم تخلي الحزب عنه وعن حكومته، وحتى عن المشاركة بالحكومة اللاحقة إذا ما أدرك أن سياسة الإفقار والحصار التي تسبب فيها وجوده بالحكومة لجمهوره وبيئته تفوق بأضعاف مضاعفة وجوده داخل السلطة الحكومية، المكلف للحزب ولجمهوره، خصوصا أن التململ بدأ يظهر حتى ضمن حلفاء الحزب بدءا من التيار الحر وانتهاء بتيار المردة، فالكل متشوق للنسيم الأميركي العليل.

وعن الشواهد على هذا الاحتمال ما نقل موقع «أم تي ڤي» عن ان الرئيس ميشال عون أرسل يجس نبض الرئيس السابق نجيب ميقاتي بشأن تشكيل حكومة يكون جبران باسيل بين أعضائها.

وربما هذا أيضا ما شجع نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي على إطلاق إشارة التغيير الحكومي تحت عنوان «لمّ الشمل».

وقال الفرزلي عبر برنامج «صار الوقت» مع الإعلامي مارسيل غانم: عند ساعة الحقيقة هناك تسوية ما ستركب. وأضاف ردا على سؤال: إذا توافرت الظروف الحقيقية لكي يكون الحريري جزءا من حكومة تتبنى الخطوات الإصلاحية، أنا مقتنع بأن الرئيس عون سيكون داعما لها، خصوصا ان الحريري وضع ورقة إصلاحية ملائمة قبل استقالته.

الفرزلي الذي كان التقى الحريري في بيت الوسط خرج بانطباع ان الرئيس السابق للحكومة متمسك بالشروط التي دفعته الى الاستقالة، وأبلغه أنه من دون هذه الشروط لن يشكل حكومة ولن يغطي من يشكل الحكومة.

ويذكر ان شروط الحريري بعيدة كل البعد عن شروط الرئيس عون وحزب الله، وفي طليعتها رفض الحريري وجود جبران باسيل، داخل أي حكومة برئاسته، وفق معلومات لـ «الأنباء» وهذا ما لا يتقبله الرئيس عون.

ومن هنا، كانت رؤية القوات اللبنانية، بحسب مصادرها لإذاعة «لبنان الحر»، بأن المشكلة ليست بالحكومة وحدها، بل بالفريق الذي أنتج هذه الحكومة ويقف خلفها، وأن التغيير المنشود كمعبر للإنقاذ لا يجوز أن يقتصر على الحكومة، إنما يجب أن يشمل كل السلطة، وإلا فإن أي حكومة جديدة ستكون مكبلة وعديمة الفائدة.

بدوره، رئيس الحكومة السابق تمام سلام اعتبر في حديث لـ «سكاي نيوز عربي» أن الفريق الحاكم أوصل لبنان إلى الهاوية وعليه أن يتنحى ويفسح المجال للآخرين ليتولوا عملية الإنقاذ.

ووصف سلام حكومة دياب بحكومة اللون الواحد وبأنها ليست على المستوى المطلوب ولا تملك إمكانات ولا قدرات.
ووسط هذه الموانع للتغيير الحكومي يغدو السؤال: متى يصبح هذا التغيير حتميا أكثر مما هو عليه اليوم في ظل تحالف الغلاء مع البلاء وفقدان الغذاء والدواء وفرض الوجبات النباتية على الجيش، وإخراج اللحوم من لائحة التغذية العسكرية، وفراغ رفوف المتاجر؟ المصادر المعنية أجابت بكل وضوح: عندما يقتنع العهد بإبقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خارج المشهد الحكومي يمكن الحديث جديا عن التغيير.

وأضافت المصادر لـ «الأنباء»: 4 عوامل تسيطر على لبنان الآن وتمنع خروجه من الحفرة، أولها الصراع الإقليمي على أرضه، ثانيا: انعدام الثقة الدولية بالحكومة ورئيسها المحكوم لإرادة رعاته وبالتحديد لثنائي حزب الله والتيار الوطني الحر، متضامنين أو منفصلين، ثالثا: الفشل في وضع سقف محدد لسعر صرف الدولار، الذي قرع باب العشرة آلاف ليرة في سوق بيروت السوداء امس، ما يؤشر الى المزيد من التدهور الاقتصادي وربما الأمني أيضا، من حيث السرقة والسلب والتخريب وقطع الطرق، رابعا: غياب الدعم العربي والدولي، في ضوء التوجه المشرقي الممانع للحكومة الحاضرة والعهد الذي يرعاها.

وختمت المصادر بالقول: مادامت هذه العوامل قائمة ومتجذرة سيبقى لبنان في الحفرة التي أوصله إليها العميان.

الانباء ـ عمر حبنجر