نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر مطلعة أن لقاح “موديرنا” المخصص لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد ستتم إجازته للاستخدام الطارئ يوم الجمعة القادم.
وكانت هيئة الغذاء والدواء الأميركية، قد أعلنت أمس الثلاثاء، أنه لا توجد مخاوف محددة تتعلق بالسلامة من شأنها أن تمنع إصدار ترخيص استخدام على نحو عاجل لقاح موديرنا.
ولكن ماذا تعرف عن هذا اللقاح الذي لحق بلقاح “فايزر”؟
بحسب هيئة الغداء والدواء الأميركية فإن فعالية اللقاح عموماً تصل إلى نسبة 94.1 في المئة، وهو ما كانت الشركة قد أعلنته.
وقالت هئية الدواء إنها توصي بتتبع حالات أصيبت بشلل نصفي بالوجه، والتي تعرف باسم “شلل بيل”، والذي يتسبب بضعف مؤقت في جهة واحدة من الوجه، ولكنها تتحسن خلال أسابيع، والتي ظهرت لدى بعض الحالات التي تلقت جرعات من اللقاحات، ولكن حتى الآن لا يوجد علاقة سببية واضحة بين الأمرين، وفق تقرير نشره موقع شبكة “سي إن بي سي”.
آالية العمل
ومن المعروف لدى خبراء الصحة أن اللقاحات تصنع من فيروسات ضعيفة أو ميتة، لا تسبب المرض للجسم، بل تكتفي بإشعاره بالمرض، مما يحفزه على إنتاج الأجسام المضادة التي تبقى بداخله مدى الحياة.
أما لقاح “موديرنا” فيتبع نهجًا مختلفًا ولكنه لا يختلف عن نهج لقاح “فايزر”، فالاثنان يستخدمان تقنية الحمض النووي الرسول النووي “mRNA”، التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح الفيروس التاجي.
وفور إنتاج ذلك البروتين، سوف يعتقد الجهاز المناعي بوجود فيروس كورونا المستجد داخل الجسم، فيبدأ بإنتاج الأجسام المضادة، كما لو كان المرء قد أصابه المرض فعلا.
ولكن الخلاف الموجود في هذا الآلية أن كلا اللقاحين يستخدمان دهونا مغايرة عن آخر في تغليف ذلك البروتين.
وما يسجل لصالح لقاح “موديرنا” أنه لا يحتاج إلى درجات حرارة منخفضة للغاية كما هو الحال مع “فايزر”، مما يجعل تخزينه وتوزيعه أسهل.
فـ”موديرنا” وفقا للبيانات الأولية يمكن تخزينه ضمن الدرجات العادية للمبردات، التي تتراوح من 2 إلى 8 درجات مئوية، وذلك لمدة 30 يومًا، وترتفع مدة التخزين إلى 6 شهور إذا كانت درجة الحرارة ناقص 20 درجة مئوية، بينما يحتاج لقاح “فايرز” إلى ناقص 60 درجة مئوية لتخزينه لمدة شهر واحد.
ويتشابه اللقاحان في أنهما يعطيان لمن يرغب في الحصول على التطعيم على جرعتين تفصل بينهما أسابيع عدة.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن لقاح موديرنا يمكن أن يمنع الإصابة بالحالات الشديدة من مرض كوفيد-19 أكثر من لقاح فايزر، ولكن هذه البيانات لا تزال بحاجة لدراسة أكثر.
“التقليل من انتقال العدوى”
ومن الفروق بين اللقاحين أن “فايزر” بدأ في الحماية من الفيروس التاجي في غضون 10 أيام من الجرعة الأولى، وذلك على النقيض من لقاح موديرنا الذي لم يكشف عن مثل هذا التأثير اللافت بعد الجرعة الأولى، ولكن أيضا هذا الأمر لايزال بحاجة إلى مزيد من التمحيص والدراسة.
وأشار البيانات الجديدة من “موديرنا” إلى أن لقاحها قد يقلل من انتقال العدوى، إذ وجد الباحثون أن الأشخاص الذين حصلوا على جرعة واحدة كانوا أقل عرضة للعدوى.
وأوضحت البيانات التي نُشرت، أمس الثلاثاء، أن الآثار الجانبية كانت شائعة بشكل خاص بعد الجرعة الثانية، لكنها استمرت ليوم واحد فقط. يقول الخبراء إن الناس قد يحتاجون إلى يوم إجازة من العمل بعد أخذ تلك الجرعة.
أما بالنسبة لعمر من يتلقون اللقاح، فقد طلبت “موديرنا” الترخيص بإعطاء اللقاح للأشخاص بعمر 18 وما فوق، بينما بالإمكان إعطاء لقاح “فايزر” للأشخاص ابتداء من عمر 16 عاما، فيما تجري الشركتان أبحاثا لإعطاء اللقاح للأطفال في سن الثانية عشرة، ولاحقا لمن من هم دون ذلك السن.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الحساسية، فلم يكشف تحليل هيئة الدواء الأميركية عن ردود فعل تحسسية خطيرة تجاه لقاحي موديرنا، وفايزر ، ولكن عندما بدأت حملة التطيعم في بريطانيا في بريطانيا الأسبوع الماضي، ظهر رد فعل شديد لدى اثنين العاملين في مجال الرعاية الصحية لديهما تاريخ من الحساسية الخطيرة.
قال مسؤولو الصحة البريطانيون إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الحساسية المفرطة يجب أن يتجنبوا لقاح “فايزز”، بينما أعلن أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا أنه يمكن تطعيم الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الخطيرة بأمان، مع المراقبة الدقيقة لمدة 30 دقيقة بعد تلقي اللقاح.
الحرة
هذا الخبر مع اقتراب موعد ترخيصه.. تفاصيل ومعلومات عن لقاح موديرنا ظهر أولاً في Cedar News.