خبراء: لبنان ذاهب إلى مؤتمر تأسيسي لنظام جديد وليس إلى تشكيل حكومة جديدة

خروج اللبنانيين في احتجاجات ضد رموز الحكم والنخبة السياسية واستقالة الحكومة، تثير التساؤل عن مدى تأثير ونفوذ هذه النخب. وفيما إذا كان التغيير سيؤدي إلى تدخلات خارجية للدفع باتجاه دولة المواطنة ونظام سياسي جديد؟
بعد انفجار مرفأ بيروت؛ الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من العاصمة اللبنانية، وأفقدها أحد أهم منافذها على العالم، ومقتل نحو 160 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، انفجر غضب اللبنانيين ضد العائلات والنخب الحاكمة المتهمة بالفساد وضد حكومة حسان دياب التي اضطرت إلى تقديم استقالتها تحت ضغط الاحتجاجات والرأي العام. ما يشير إلى إمكانية إحداث تغييرات سياسية جذرية قادمة.
“نهاية حكومة دياب ضربة معنوية”
لايزال لبنان في حالة تمرد منذ أكتوبر/ تشرين الأول العام المنصرم بسبب اندلاع الحراك الشعبي، ورغم استقالة حكومة الحريري واستلام دياب إلا أن الأوضاع ازدادت تدهورا من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويرى المحلل السياسي خطار أبو دياب في حوار مع DW عربية، أن أزمة مرفأ بيروت تدهور الوضع وجعلته أصعب مما كان عليه.
ويقول أبو دياب إن “من يمسك في زمام أمور لبنان الآن ليست العائلات بل النظام، أي تحالف رئيس الجمهورية ميشيل عون وحزب الله”. وقد أضعف الحكم موقف كليهما: عون وحزب الله، وجاء الانفجار ليجعل الحزب “في موقف صعب مجددا؛ كونه تبرأ من معرفته بأي تفاصيل متعلقة بأزمة المرفأ، واختبأ وراء شعارات، كما المنظومة السياسية اللبنانية”، حسب أبو دياب الذي يشير إلى أن تأثير العائلات النافذة على الوضع السياسي اللبناني الحالي محدود.
من جهة أخرى يرى الصحفي والمحلل السياسي جورج علم، في حديث مع DW عربية، أن لبنان أمام مشهد جديد سيتم خلط الأوراق فيه بشكل واسع، ما قد يؤدي إلى تغيير سياسي مستقبلي، مضيفا أن “استقالة الحكومة هي ضربة معنوية لحزب الله”.
ويتوقع علم أن تذهب البلاد إلى مؤتمر تأسيسي لنظام جديد تقبل به كل الأطراف السياسية في لبنان، وليس لحكومة جديدة، وذلك نتيجة للضغوط الدولية الحالية.

Dw