رأى ممثل اتحاد خبراء الاوروبية في بيروت المستشار في المحكمة الدولية لتسوية المنازعات الدكتور نبيل بو غنطوس أن “المراوحة القائمة في عملية تشكيل الحكومة الجديدة قد تصيب من لبنان مقتلا، والانتظار والمراهنة على التغييرات الاقليمية والدولية غير ذي جدوى، فهي وإن حصلت لن تظهر مفاعيلها في شهر او اثنين او ثلاثة، وفي مطلق الاحوال، هي غير متوقفة على موقف فريق لبناني مؤيد من هنا او فريق لبناني معارض من هناك، لا بل قد تأتي على حساب لبنان وعلى حساب موقعه ودوره في المنطقة”.
وناشد في بيان، “رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكلا من رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف الشيخ سعد الحريري، مقاربة موضوع تشكيل الحكومة في هذه الظروف، على اساس انها قد تكون الفرصة الاخيرة للبلاد لاستنباط حل يصون القرار الوطني وسيادة البلاد ووحدتها، فتدويل الازمة اللبنانية بكل المخاطر التي يحملها في طياته، يطرق الابواب وقد يجدها مشرعة امامه، لأن الانهيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي المجالات كافة، يضاف اليها أخيرا التهويل بالمخاطر الامنية، تجعل تدويل الازمة اللبنانية واقعا لا مهرب منه، والمؤشرات على ذلك كثيرة”.
ودعا بو غنطوس “الرؤساء الثلاثة، الى تقديم التنازلات، او بالاحرى التسهيلات اللازمة لتشكيل الحكومة، واقران القول بالفعل، وليس الاكتفاء فقط بالتصريحات الاعلامية المشجعة لكن غير المتبوعة بخطوات تنفيذية فعلية في هذا الاطار”.
وقال: “مطلوب حكومة اختصاصيين تعالج الانهيار المالي والاقتصادي وجائحة كورونا وتقي لبنان شر ما يحضر له في الخفاء. مطلوب حكومة تعمل بعيدا عن عقلية المحاصصة وتقاسم المواقع والتشبث بالمكتسبات لهذه الفئة او ذاك الحزب او تلك الطائفة، مطلوب حكومة على قدر طموحات اللبنانيين، والا، لن يطول الوقت، وسنجد لبنان من دون اكثرية حاكمة ولا اقلية مغلوب على امرها، فالفريقان سيجدان انفسهما على نفس المقصلة، مقصلة التدويل الذي قد لن يرحم احدا”.
وختم: “الفرصة ما زالت سانحة، والغطاء الفرنسي ما زال متوفرا، وأصدقاء كثر للبنان مستعدون للمساعدة، ولا يرغبون برؤيته أسير تجاذبات إقليمية تخرجه من محيطه الطبيعي، وقد تجعل منه دولة مارقة أو فاشلة، فإن سقط المفهوم الحقيقي للدولة في لبنان، سقط معه الجميع، ولن تقوم لبلادنا قائمة بعدها”.
هذا الخبر بو غنطوس: المراهنة على التغييرات الإقليمية والدولية غير ذي جدوى ظهر أولاً في Cedar News.